أقدم للقراء الكرام هذه القصيدة الرائعة للشاعر الصوفي الفارسي الكبير حافظ الشيرازي وأتمنى لهم
مشاهدة ممتعة
ألا أيها الساقي، حافظ الشيرازي.
شمس الدين محمد المعروف بخواجه حافظ الشيرازي هو شاعر شعراء القرن الثامن الهجري وشاعر شعراء إيران إلى يومنا هذا.
نبذة عن الشاعر :
حافظ الشيرازي هو خواجه شمس الدین محمد بن بهاء الدّین شاعر فارسي ولد ما بين سنتي (1310-1337) ميلادي في شيراز- فارس و هو من أشهر الشعراء الفارسيين وكان يوصف بشاعر الشعراء و لسان الغيب.
ويتفق الكثيرون على أن شعر حافظ الشيرازي يمثل أعلى ذرى الشعر في بلاد فارس، ويستخدم ديوانه كدليل يومي للإلهام و الانعتاق الروحي. وهناك أشخاص عديدون كرّسوا حياتهم كلها لقراءة وفهم قصائد الشاعر، و ديوان حافظ موجود في بيت كل ايراني تقريبا الي جانب القران الكريم .
تجدر الإشارة إلى أن الرحالة والكاتبة البريطانية غيرترود بيل قامت بترجمة ديوان حافظ من الفارسية إلى الانجليزية. كما ُترجم الديوان إلى معظم لغات العالم .
سئل حافظ ذات مرة: من هو الشاعر؟ فأجاب: “الشاعر هو الذي يسكب الضوء في كأس، ثم يرفع الكأس ليسقي به ظمأ الشفاه المقدّسة”.
قيل عنه :” شاعرٌ ارتقى بعشقه من الأرض إلى السماء”.
1 – وقد تكون هذه الغزلية أشهر غزلية لحافظ الشيرازي الذي اتصف شعره بالنظرة الفلسفية والصبغة الصوفية والرمزية المشبعة. وتلك سمات مطّردة في كل غزلياته حتى لقب حافظ بلسان الغيب وترجمان الأسرار. وصادف أن تكون هذه الغزلية هي الأولى ترتيباً في ديوانه. أما الغَزَل في الأدب الفارسي فهو جنس شعري يختلف عن القصيدة في موضوعه وعدد أبياته، فالغزل لا يتعلق إلا بموضوع الغزل أو التصوف أما القصيدة فتتعدى ذلك إلى المديح والهجاء والفلسفة والحكمة وغير ذلك.
2 – وأبيات الغزل في العادة سبعة وقد تزيد أحياننا إلى اثني عشر بيتاً ومن النادر أن تتجاوز ذلك. وفي الغزل يتغنى الشاعر بالشباب وأيامه، والعشق وآلامه، ويذكر البلبل الصداح. وفي نهاية الغزل اعتاد الشاعر الإيراني أن يذكر لقبه الشعري في البيت الأخير أو ما قبل الأخير، ويعرف هذا بالتخلص، فقلما نجد شاعراً إيرانياً لم ينتق لنفسه لقباً أو يلقب بواحد، وشاعرنا (حافظ) اسمه شمس الدين محمد، وقد لقب بهذا اللقب بعد أن ختم حفظ القرآن، وقد استحسن هذا اللقب فاختاره تخلصا في أشعاره فأصبح يورد كلمة حافظ في البيت الأخير أو ما قبل الأخير من غزلياته.
**********
الا يا ايها الساقى ادر کاسا و ناولها
که عشق آسان نمود اول ولى افتاد مشکله
به بوى نافه اى كاخر صبا زان طره بگشايد
زتاب جعد مشكينش كه خون افتاد در دلها
مرا در منزل جانان چه امن عيش چون هر دم
جرس فرياد مى دارد که بربنديد محملها
به مى سجاده رنگين کن گرت پير مغان گويد
که سالک بىخبر نبود زراه و رسم منزلها
شب تاريک و بيم موج و گردابى چنين هايل
کجا دانند حال ما سبکباران ساحلها
همه کارم زخود کامى به بدنامى کشيد آخر
نهان کى ماند آن رازى کزاو سازند محفلها
حضورى گرهمىخواهى از او غايب مشو حافظ
متى ما تلق من تهوى دع الدنيا و اهملها
ترجمه الي العربيه الشاعر المبدع محمد الفراتي
ادركأسا وناولها الا يا ايها الساقي
فأن الكأس للملدوغ بالعشق هي الراقي
قد استسهلت اولي العشق فانهالت علي قلبي
مشاكل قيّدت عقلي فلا يؤمل اطلاقي
صدي الاسحار قد حلّت غدائر عرفها مسكٌ
وكم في طيّها قاني دمٌ بالقلب مهراقِ
فلوّن بالطلا البسط ونفّذ امر مولاكَ
فطرق الحبِ من ادري بها من شيخك الراقي
وما الأمن الذي ارجو بدار الحب ما دامت
طبول الركب لا تنفك تدعونا لأعناقِ
متي ما تلق من تهوي دع الدنيا واهملها
فيا حافظ جمع الشمل بالذكري هو الباقي
*نقلاً عن موقع التصوف الفارسي