منذ صغرنا ونحن نسمع مقولة مشهورة وهي ومن الحب ما قتل ، ولكن أغلبنا لا يعرف أن لها قصة أو واقعة معينة، ونحن في هذا المقال سنطلعكم على القصة التي ظهرت منها هذه المقولة المشهورة.
ما هي قصة مقولة ومن الحب ما قتل ؟
القصة جاءت بعد حادثة حصلت مع الشاعر العربي عبد الملك الأصمعي، ويعد الأصمعي أحد أئمة الشعر والأدب واللغة، وقد ولد في حي بني أصمع بالبصرة ولهذا يقال له الأصمعي، وحب الأصمعي للتجوال بكثرة في البوادي هو ما جعله يصادف الحادثة التي أوجدت القصة.
بدأ الأمر عندما مرّ الأصمعي بصخرةٍ أثناء تجوّله في البوادي، وقد لاحظ بعض الأبيات المنقوشة على هذه الصخرة، وكان البيت كالتالي:
(أيا معشر العشّاق بالله خبروا، إذا حلّ عشقٌ بالفتى كيف يصنع)
فإذا بالأصمعي يرد على صاحب بيت الشعر وذلك بالنقش على نفس الصخرة ببيت شعر آخر يقول فيه التالي:
(يُداري هواه ثم يكتم سره، ويخشع في كل الأمور ويخضع)
وفي اليوم التالي مرّ الأصمعي على نفس الصخرة، ولاحظ وجود بيت من الشعر مكتوب أسفل البيت الذي كتبه هو في اليوم السابق:
(وكيف يداري والهوى قاتل الفتى، وفي كل يومٍ قلبه يتقطع)
وحدث نفس الأمر بأن مرّ الأصمعي وردّ على هذا البيت بكتابته لهذا الرد:
(إذا لم يجد الفتى صبرًا لكتمان أمره، فليس له شي سوى الموت ينفع)
وبعدها بأيام مرّ الأصمعي ليجد شابًا قد قتل نفسه عند الصخرة، وتبيّن له بأنه الشاب العاشق الذي كان يكتب الشعر، وقد أخذ بنصيحة الأصمعي بأن يقتل نفسه، وكان قبل انتحاره قد كتب على الصخرة بيتان من الشعر يقول فيهما التالي:
(سمعنا أطعنا ثم متنا فبلّغوا، سلامي إلى من كان للوصل يمنع)
(هنيئًا لأرباب النعيم نعيمهم، وللعاشق المسكين ما يتجرع)
وبهذه الحادثة التي حصلت مع الأصمعي ظهرت مقولة “ومن الحب ما قتل” لقائلها الأصمعي.
نقلاً عن شبكة أبونواف