الشعراء على مدار التاريخ كانوا الأكثر استهدافًا من قبل السلطات ورجال الأمن، هذا لأن للكلمة قوة أشد من المدافع ويمكنها أن تحشد الجماهير للثورة على الحاكم، لهذا كان من الطبيعي أن يقضي الشعراء المعارضين جزءًا من حياتهم إن لم يكن أغلبه في المعتقلات، هيلا صديقي شاعرة إيرانية لم تتجاوز الـ30 من عمرها كانت رقمًا جديدًا في مصفوفة الاعتقالات السياسية.
كسروا القلم والقانون والحرمة
“أنا من هذه الأرض وهؤلاء هم الغرباء.. إن هذا القوم البغيض لا ينتمي إلى وطني ..هنا كسروا القلم والقانون والحرمة.. اغتصبوا الوطن بأعلام لا لون لها” جزء من قصيدة نظمتها صديقي قبل 6 أعوام ، قالت فيها أيضًا “حرموا الناس من التجوال في المدينة.. سلبوا الرأي والنفس والحق بالقوة.. خدعونا ومنعونا من قراءة القصيدة..عزفوا للناس أوتاراً وألحاناً كاذبة”. القصيدة السابقة كانت في ذروة الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت بالبلاد عام 2009 على خلفية إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي أظهرت فوز الرئيس الإيراني المتشدد السابق محمود أحمدي نجاد، وتولت الشاعرة مسؤولية حملة المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي الذي كان المنافس القوي لنجاد.
الاعتقال مرارًا وتكرارًا
وكان الثمن الذي دفعته بسبب هذه القصائد هو اعتقالها عدة مرات من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية والحكم عليها بالسجن 4 أشهر، لتكون آخر هذه المرات الجمعة 8 يناير في مطار الخميني الدولي بطهران فور عودتها من الإمارات العربية المتحدة، دون صدور أوامر قضائية بذلك أو تهمة موجهة لها.
“تنهض العنقاء بعد سنين طويلة ..وتتحرر من قفص الدم والشرارة.. تذوب الثلوج ويزول الظلم والقساوة..غداً سيرون.. أنها خضراء ثانيةً” جزء آخر من قصائد صديقي بالتأكيد سيغضب السلطات الإيراني ويدفعها إلى الحكم عليها بعقوبة مشددة في ظل سلسلة الاتهامات الموجهة لها.
التضامن والغضب على “تويتر
” على مواقع التواصل الاجتماعي ومن بينها تويتر، انتشرت التغريدات الغاضبة بسبب اعتقال صديقي، وقالت ابتسام الكتبي “إيران تعتقل الشاعرة المعارضة هيلا صديقي.. أين الغرب من حقوق الإنسان، وقال سعود مطلق السبيعي “الجميع سيرحب بالمد الإيراني لو كان مثل هيلا صديقي”، وبدوره قال منصور الخميس “الشاعرة الإيراني المعتقلة ليست سنية ولا علاقة لها بالأحواز واعتقالها بسبب قصيدة سياسية وهي من مؤيدي خاتمي”.