أحد مصادر التثقيف والاستزادة المعرفية، إضافة للترفيه والتسلية بالنسبة لجيلي الخمسينات والستينات في الخليج كان الاذاعة، وتحديدًا إذاعات القاهرة وبغداد ولندن العربية. أما إذاعات الخليج فإما لم يكن لها وجود آنذاك، أو كانت ذات إرسال ضعيف يصعب إلتقاطه بأجهزة الراديو التقليدية الضخمة خصوصًا في ظل عدم انتشار الكهرباء أو انقطاعها لفترات طويلة، أو كانت لا تبث إلا لساعات محدودة.
فمثلاً إذاعة مكة المكرمة التي أمر الملك عبدالعزيز آل سعود بتأسيسها في عام 1949، فدخلت التاريخ كأول إذاعة خليجية، كان إرسالها ضعيفًا لا يـُلتقط بوضوح في إمارات الخليج العربي، ناهيك عن أن معظم برامجها كان من برامج الوعظ الديني والتوعوي. اما إذاعة البحرين التي افتتحها عظمة الحاكم المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في يوليو 1955 لتخلف إذاعة البحرين المؤقتة التي أقامها الإنجليز زمن الحرب العالمية الثانية كمشروع إعلامي مناهض لإذاعة «هنا برلين، حي العرب» التابعة لألمانيا النازية، فقد كانت ساعات بثها قصيرة لا تتجاوز الساعتين في اليوم. وحتى بعد زيادة ساعات البث لاحقًا وتقسيمها إلى فترة تبدأ من الصباح وحتى الظهيرة وأخرى قصيرة في المساء ظلت هذه الإذاعة لا تشفي الغليل.
لذا كانت فرحتنا عظيمة حينما استقلت دولة الكويت الشقيقة في مطلع الستينات واستثمرت جزءًا من مداخيلها النفطية في تقوية وتطوير إرسالها الإذاعي الذي كان قد دشن رسميًا في عام 1951 بإمكانيات بسيطة وبث ضعيف محدود المساحة. وهكذا صار الاستماع إلى إذاعة الكويت والتماهي مع برامجها المتنوعة طقسا نمارسه يوميًا. ولعل ما زاد من إلتصاقنا بها هو سهولة التقاطها بعد انتشار أجهزة الراديو الترانزستور في أسواق الخليج كبديل لأجهزة الراديو الضخمة العاملة بالطاقة الكهربائية أو بواسطة البطاريات الجافة ثقيلة الوزن.
وهناك عامل آخر في السياق نفسه هو الحدث السياسي غير المسبوق في تاريخ الخليج حينئذ والمتمثل في ادعاءات الزعيم العراقي عبدالكريم قاسم بالكويت. هذا الحدث الذي جعلنا نتسابق للإنصات إلى إذاعة الكويت من أجل معرفة آخر التطورات من خلال نشرات الأخبار المتكررة بصوت المذيعين الفصيحين جدًا حمد المؤمن وأحمد عبدالعال، وما كان يليها من تعليقات سياسية. وقد أتاحت لنا المتابعة اليومية لهذه الإذاعة التعرف على طائفة من البرامج الشيقة مثل: أخبار جهينة من تقديم أحمد سالم وناعسة الجندي، وبرنامج نافذة على التاريخ من إعداد أحمد سالم وتقديم مجموعة من الفنانين من أمثال إبراهيم الصلال وغانم الصالح وجاسم النبهان وعلي المفيدي.
غير أن الأهم من كل هذا أن إرسال إذاعة الكويت القوي وتنوع برامجها معطوفًا على توفر أجهزة الترانزستور الخفيفة وضعنا في حالة تواصل وعشق مع الطرب الخليجي النابع من بيئتنا وخصوصياتنا المحلية من بعد سنوات من الانشغال بالطرب المصري والشامي والعراقي. فقد دأبت إذاعة الكويت وقتذاك على تكرار بث أغان لمن يمكن تصنيفهم ضمن الجيل الثاني من مطربي الكويت من بعد جيل الرواد المشتمل على عبداللطيف الكويتي وعبدالله فضالة ومحمود الكويتي وسعود الراشد ممن كانوا لسنوات طويلة يستعينون في أغانيهم بآلات موسيقية محدودة أو يغنون برتم واحد ممل.
وأستطيع القول جازمًا إن أكثر من شدّ انتباهنا في تلك الحقبة هو الفنان «شادي الخليج» بصوته الرومانسي الحالم وطلته الشبابية وأسلوبه الجديد في الآداء، خصوصا وأنه كان قد سجل في عام 1960 أول أغنية له في استوديوهات الإذاعة الكويتية بعد تطويرها، وهي أغنية «لي خليل حسين» من كلمات الشاعر أحمد مشاري العدواني وألحان حمد عيسى الرجيب (في قول آخر أحمد باقر). هذه الأغنية التي احدثت ضجة كبيرة وثورة في عالم الغناء الخليجي بايقاعاتها الفريدة وتوزيعها الموسيقي غير المسبوق، بل التي كانت «فتحًا في الغناء الكويتي.. ونقلة في مسيرة الأغنية الكويتية.. انتقلت معها الأغنية الكويتية من حال إلى حال.. من حالة البساطة والرتابة والتناسل الجيني والتوأمة الغنائية.. إلى وضع نستطيع أن نشبهه بحالات الولادة المنفردة.. حيث لا تشبه أغنية أغنية أخرى»، طبقا لما كتبه صالح الشيحي في صحيفة الأنباء (25/11/2011).
وبما أن إذاعة الكويت كانت تكرر إذاعتها طوال النهار، راح الكل يحفظ كلماتها ويرددها في خلواته مع نفسه:
لي خليل حسين.. يعجب الناظرين
جيت أبغي وصاله.. كود قلبه يلين
القمر طلعته.. والغزال لفتته
والسحر فتنته.. بالنحر والجبين
صادني في هواه.. ما سباني سواه
آه من حسنه آه.. كل ما له يزين
في حديثه فتون.. في دلاله فنون
في سبيله يهون.. كل شيءٍ ثمين
يا نديم الشراب.. خل عنك العتاب
أنا ما لي متاب.. عنه طول السنين
بعد ذلك توالت إبداعات شادي الخليج من الأغاني الخليجية العاطفية، ممزوجة أحيانا بشيء من فنون الغناء البحري. فغنى مثلاً أغنية «ليش.. ليش» التي يقول فيها:
ليش ليش يا خاين ليش
ليش ليش يا جاسي ليش
ليش صارحتك بحبي ليش
ليش صافحتك بايديني ليش
أحبه وأهوا ناسيني
أحبه وأهوا جافيني
حبيبي ليش يخاصمني
حبيبي ليش ما يصافيني
ثم غنى أغنية «حبيبي راح وخلاني.. ملاني جراح وخلاني»، وأغنية «أحبه حبيبي.. وأعشق حبيبي»، وأغنية «ياللي شغل بالي.. لو تدري عن حالي»، وأغنية «هولو» التي تقول كلماتها:
هولو بين المنازل، إي والله أسمر سباني
هولو حلو الشمايل، إي والله زين المعاني
أسمر ومضّـمر ما في مثاله
شفته يتمخطر مثل الغزالة
سبحان من صور حسنه ودلاله
أسمر يا اسمر ياللي سباني
يا حلم السمار في الليل الهادي
يا شدو الأطيار في روض الوادي
عندي لك أسرار شاغلة فؤادي
خليتني محتار ياللي سباني
أسمر يا مملوح، يكفيك الدلال
قولي وين أروح، قولي كيف أحتال
كل القلب جروح، كل النفس أغلال
بس ما أقدر أبوح ياللي سباني
وغنى، إضافة إلى ما سبق في أوائل إطلالته على الساحة الفنية، أغنيته البحرية المشهورة «فرحة العودة» وهي من شعر أحمد مشاري العدواني وألحان حمد الرجيب، ومن كلماتها:
عادت لنا الأيام فوق السفينة
مرة معانا الريح مرة علينا
بين السفر والغوص رحنا وجينا
ومهما تصير الحال ما قط شكينا
كما انه بالتزامن مع هذه الابداعات قدم الأغنية الوطنية الحماسية مجسدة في أغنية «حماة العرين» التي زلزلت الأرض بأدائه القوي وصوته الجهوري، ناهيك عن اللحن العسكري الذي وضعه رفيق دربه الموسيقار أحمد باقر. ذلك اللحن الذي اتخذت منه إذاعة الكويت مقدمة لنشراتها الأخبارية، قبل أن تتخذ من الأغنية كلها مادة لبث العزيمة والحماس خلال كل الأزمات التي مرت على البلاد بدءا من أزمة عام 1961 مع عراق عبدالكريم قاسم، ومرورًا بحادثة الإعتداء على مركز الصامتة الحدودي من قبل عراق أحمد حسن البكر في عام 1973، وانتهاء بالغزو الصدامي في عام 1990. من كلمات هذه الأغنية التي كتبها الشاعر الراحل عبدالله سنان:
آن أن نحمي الحما والوطنا، آن أن ندفع عنه المحنـا
آن أن نصمد صفًا واحدًا، آن أن نقصي العدو الأرعنا
يا حماة العرين.. لقنوا المعتدين
ترسنا باليمين.. ضربة لن تلين
آن أن ننفي رقاد الأعين، ونعيد الصفو والعيش الهني
قد كفانا من صروف الزمن، محن جرت علينــــا محنا
يا حماة العرين.. لقنوا المعتدين
ترسنا باليمين.. ضربة لن تلين
قم أخي وأحمل بكفيك السلاح، وقد العزم لأيام الكفاح
أذن الداعي ونادى للفلاح، إنما الأرض وما فيها لنــا
يا حماة العرين.. لقنوا المعتدين
ترسنا باليمين.. ضربة لن تلين
وجهوها ضربة نحو العدى، وأذيقوا خصمنا كأس الردى
وأبيدوه فقد ظل الهدى، ودعوا التاريخ يــــــــروي فعلنا
يا حماة العرين.. لقنوا المعتدين
ترسنا باليمين.. ضربة لن تلين
وفي عام 1963 فجر شادي الخليج قنبلته الغنائية التي لا يزال صداها يتردد إلى اليوم، أو التي ربما أراد لها صاحبها ذلك متعمدًا، حينما وقع اختياره على أبيات منتقاة من قصيدة طويلة مليئة بالعواطف والشجون واللوعة والحرمان للشاعر الكويتي الضرير فهد العسكر، ثم أوكل إلى الموسيقار أحمد باقر صياغتها لحنا على أسلوب فن الصوت الخليجي، فجاء العمل متقنًا وفريدًا ومغايرًا لكل أغاني الصوت الأخرى. هذا العمل هو صوت «كفي الملام» الذي تقول كلماته:
كفي الملام وعلليني فالشك أودى باليقين
وتناهبت كبدي الشجون فمن مجيري؟ مِن شجوني
وأمضّـني الداء العياء فمن مغيثي؟ من معيني؟
ليلاي لا تتمنعي رحماك ربي لا تهجريني
ليلى تعالي واسمعي وحي الضمير وحدثيني
ليلى تعالي وابعثي، ميت اليقين ودلليني
فالقلب أضناه الأسى، كفي الملام وعلليني
لكن من هو «شادي الخليج» الذي زيـّن دنيانا وأنعشها طربًا وجمالاً؟ وما هو اسمه الحقيقي الذي ظل الكثيرون، خارج الكويت، يجهلونه لسنوات؟
ولد عبدالعزيز خالد العبدالعزيز المفرج الشهير فنيًا باسم شادي الخليج والمكنى بأبي علي في حي القبلة بمدينة الكويت في مارس 1939، ابنا لعائلة ربها من أسرة المفرج التميمية وربتها من أسرة بوناشي النجدية / الأحسائية. وهو من الجيل الخليجي المخضرم الذي عانى سنوات ما قبل النفط وتذوق حلاوة ما بعدها.
في مقابلة له مع صحيفة القبس (16/8/2008) تطرق فناننا إلى صور ومشاهد للفريج الذي عاش فيه، فقال إن منزل عائلته كان في السوق الداخلي الممتد حتى سوق التجار شمالاً وساحة الصرافين جنوبًا، في منطقة تحيط بها فرجان مشهورة مثل فرجان العوازم والعبدالرزاق والفارس، ومعالم معروفة مثل المدرسة المباركية (أول مدرسة نظامية كويتية أفتتحت في عام 1911)، ومقهى بوناشي، وسبيل بن دعيج، وصيدلية عبداللطيف الدهيم (أول صيدلية كويتية افتتحت في عام 1927)، ومكتبة الكتاب المقدس التابعة للمستشفى الأمريكي، ومكتبة الطلبة (لصاحبها سعود الخرجي)، ومكتبة التلميذ (لصاحبها حمد المقهوي)، ومكتبة الرويح (لصاحبها محمد احمد الرويح).
وأضاف أنه عاش وترعرع قريبًا من سوق الخضرة، وسوق الدهن، وسوق بن رشدان، وسوق الحدادة (لصناعة المسامير والبراغي وأدوات البناء والنجارة)، وسوق عبدالرحمن المعجل، وقريبًا أيضا من «سكة الساعات» التي سـُميت بهذا الإسم لإشتماله على 12 محلا لتصليح ساعات الحائط وليس الجيب، و«سكة الكاركة» (كان به سوق لبيع الأقمشة عـُرف باسم سوق اليهود أو سوق خليل القطان. ولهذه الأسباب كان من السهل على فناننا أن يتذكر العديد من المحلات التجارية القديمة التي وقعت عليها عيناه وهو صبي مثل:
حفيز جاسم البحر وحفيز أحمد أبل، ودكان العدواني لبيع الساعات، ومحل راشد وعبدالرحمن الغريب لتصليح النعل، ومحل صالح جمال لبيع السياكل، ودكان غلام الخياط، ومحلات محمد أمين لبيع مكائن الخياطة من نوع «سنجر»، ومحل شاكر وعبدالرزاق الكاظمي للخياطة، ودكان عبدالرسول فرج لبيع أجهزة الراديو والتسجيل من نوع فيليبس الهولندي، ومحل محمد ملا حسين شقيق الوزير المرحوم عبدالعزيز حسين، إضافة إلى محل آلات طحن الحبوب لصاحبه يوسف بودي الذي كان أول من جلب ماكينات لطحن الحبوب للعائلات والخبازين في عام 1917 فأسدل بذلك الستار على عملية طحن الحبوب بالرحى الكبيرة بواسطة البغال والحمير.
وقد علق الكاتب الكويتي المعروف أحمد الصراف على ما سبق في القبس (22/5/2016)، فأثنى على شادي الخليج، واصفًا إياه بـ «القامة الفنية والأخلاقية الكبيرة الذي يستحق بجدارة أن يـُطلق اسمه على أحد مسارح مجمع شارع بغداد أو مجمع دار الأوبرا»، ومضيفًا أنه ليس مطربًا عاديًا بل هو كنز فني، ومشيرا إلى أن ما تطرق إليه الفنان من مشاهد وصور كان من زمن «كويت التآلف والمحبة التي دمرتها الأحزاب الدينية ودعاة الطائفية».
درس الفنان شادي الخليج القرآن الكريم عند الملا صالح، ودرس مبادئ القراءة والكتابة في روضة تمهيدية بالقرب من المدرسة الجبلية (القبْــلية)، ثم انتقل للدراسة في المدرسة المباركية زمن ناظرها «عقاب الخطيب» حيث زامل فيها: د. سليمان البدر، د. عبدالعزيز السلطان، عبدالعزيز الصالح، فيصل مسعود الفهيد، فوزي مساعد الصالح، عبدالرحمن النجار، عبدالعزيز أحمد الشهاب، خليفة بوناشي، وعبدالرحمن الغنيم. بعد ذلك التحق بالمدرسة الأحمدية زمن ناظرها صالح عبدالملك، ثم انتقل في عام 1953 إلى ثانوية الشويخ لإكمال مناهج الثانوية العامة، فكان في هذه المدرسة واحدا من كشافتها البارزين. حكايته مع الفن بدأت في عام 1958 حينما ذهب لزيارة مركز الفنون الشعبية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث التقى هناك بمجموعة من الفنانين كان من بينهم «حمد عيسى الرجيب» الذي نجح، بعد محاولات مضنية، في إقناعه باحتراف الغناء. إذ كان شادي الخليج مترددًا في دخول عالم الطرب بسبب النظرة الدونية آنذاك للمشتغلين في العمل الفني،
ولهذا السبب قرر الرجيب أن يطلق عليه «شادي الخليج» كاسم فني بدلاً من اسمه الصريح دفعًا للإحراج المجتمعي. والمفارقة هنا أن والده استطرب أغانيه وصوته وطريقة أدائه حينما استمع لأغنيته الأولى (لي خليل حسين) دون أن يدري أن صاحبها هو إبنه. كان الرجيب وقتذاك مسؤولاً كبيرًا في وزارة الشؤون الاجتماعية التي كان من ضمن مسؤولياتها الاهتمام بالفنون ورعايتها، لذا قام بتشجيع شادي الخليج على صقل مواهبه بالدراسة الأكاديمية، بل ابتعثه في منتصف الستينات إلى القاهرة التي حصل من معهدها العالي للتربية الموسيقية على بكالوريوس التربية الموسيقية في عام 1967. بعد عودته من رحلة الدراسة التحق بالعمل في وزارة التربية والتعليم، وتدرج في سلمها الوظيفي حتى ترقى إلى وظيفة موجه فني عام للتربية الموسيقية بدرجة وكيل وزارة مساعد. وما بين هذا وذلك أسس فناننا مع آخرين «جمعية الفنانين الكويتيين» التي تولى أمانة سرها سابقا، ويترأسها حاليا، وتولى إدارة «مجلة عالم الفن» لسنوات طويلة إلى أن صار رئيسا لتحريرها.
والمعروف أن شادي الخليج توقف عن الغناء لعدة سنوات ثم عاد ابتداء من أغسطس 1976 ليشكل مع الشاعر عبدالله محمد العتيبي والملحن غنام الديكان ثلاثيا ناجحا، شبيها بثلاثي الستينات المكون من شادي الخليج وأحمد العدواني وأحمد باقر، وليبدأ مسيرة فنية مختلفة عن بداياته لجهة نوعية العمل وأهدافه. إذ صار يركز على تقديم الأوبريتات الضخمة التي تتحدث عن التاريخ والوطن والتراث، على نحو ما فعله في أول عملين بعد عودته إلى الساحة الغنائية وهما: «حالي حال» من شعر عبدالله العتيبي، و«سدرة العشاق» من كلمات مبارك الحديبي، إضافة إلى أعماله التالية مثل أوبريتات: صدى التاريخ، مواكب الوفاء، حديث السور، قوافل الأيام، أنا الآتي، قلادة الصابرين، الزمان العربي، عاشق الدار، ومذكرات بحار.
وشادي الخليج، الذي يلقب ايضا بشادي العرب، والذي شغل لعدة سنوات منصب نائب رئيس الاتحاد العام للفنانين العرب، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في مهرجان القرين العاشر في نوفمبر 2003، تعرض في السنوات الأخيرة لعدد من الأزمات الصحية. فقد أجريت له في عام 2004 عمليتان جراحيتان ناجحتان في ألمانيا، واحدة للديسك، والأخرى للركبة، بحضور زوجته السيدة غنيمة يوسف العلي المهيني وولده خالد وحفيده عبدالله الزعابي. ثم أجريت له في عام 2016 عملية قسطرة عاجلة لقلبه في الكويت، وبينما كان في فترة النقاهة شعر بتعب وضيق في التنفس فأدخل إلى مستشفى الامراض الصدرية، كما أجريت له قبل ذلك عملية في عينه. وربما بسبب هذه العمليات راجت إشاعات في نوفمبر 2005 حول وفاته، نقلته وسائل الإعلام الخليجية كخبر صحيح، فيما كان الخبر الصحيح هو عن وفاة زميله وأحد أبناء جيله الفني «عيسى خورشيد» المعروف فنيًا باسم «غريد الشاطيء».