قاسم سليماني وجهاد مغنية/صالح حميد – العربية.نت

تناولت الوكالات الإيرانية خبر زيارة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، لبيت مصطفى بدر الدين، القائد العسكري “المهم” لحزب الله الذي قتل في سوريا مساء الخميس، لتقديم العزاء لأسرته، بشكل مثير للاهتمام فاقت تغطية زيارات مسؤولين إيرانيين كبار إلى الضاحية الجنوبية، خلال الأيام الأخيرة.

2297

ونقلت الوكالات الإيرانية عن صحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن سليماني زار منزل بدر الدين وهمس في أذن ابنه “علي”، قائلا:” ستكون أنت على مسار أبيك، قدوة ــ مثله ــ لجيلك، ولكل الشباب”، في معنى واضح لتحريضه على القتال في سوريا كما فعل أبوه.

وشبه مراقبون همس سليماني لابن بدرالدين، كهمسه في أذن جهاد مغنية، الذي قتل في سوريا أيضاً، وهو ابن القائد السابق في حزب الله عماد مغنية، الذي اغتيل في دمشق في رواية تشبه طريقة اغتيال بدر الدين، من ناحية الغموض في التفاصيل.

ومن الملاحظ أن سليماني وقادة الحرس الثوري يولون اهتماما خاصاً بأبناء قتلى حزب الله ويدربونهم، ويحرضونهم على القتال في جبهات إيران الطائفية، كما فعل قائد فيلق القدس مع ولدي مغنية وبدرالدين.

2298

يذكر أن تربية أبناء قتلى الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية والعراقية ومنتسبي ميليشيات الباسيج، وكذلك أبناء قتلى الحرب الإيرانية – العراقية بالثمانينيات، تعد من ضمن برامج التوجيه السياسي والعقائدي للحرس الثوري لتجنيد هؤلاء كجنود مستقبليين تحت إمرة فيلق القدس، الذراع العسكرية – الأمنية لإيران للتدخل ونشر الإرهاب في المنطقة.

وخلال زيارته لمنزل بدر الدين ليل السبت الماضي، خاطب سليماني زوجة بدر الدين الملقبة “أم عدنان” وهي شقيقة عماد مغنية، بالقول: “لقد فقدنا قائداً وأخاً عزيزاً. هذا المصاب هو مصاب للأمة الإسلامية، إذ إن شخصية كشخصية “السيد ذو الفقار” لا يمكن اختصار خسارتها في بلد أو منطقة أو ضاحية”. وأضاف: “عائلة مجاهدين قدّمت الحاج رضوان وشاباً مثل جهاد، ليس جديداً عليها أن تقدّم المزيد من الشهداء”.

وبعد زيارة دامت ثلث ساعة زار سليماني قبور قتلى حزب الله الذين سقط أغلبهم في الحرب ضد المعارضة السورية.
أبناء قاسم سليماني

وبينما يحرض قاسم سليماني أبناء قادة حزب الله على القتال لصالح أهداف الأجندة الإيرانية، فإن أولاده الثلاثة وابنتيه يدرسون (4 منهم) في أفضل الجامعات الإيرانية، حسبما قال شقيقه سهراب سليماني، مدير عام سجون محافظة طهران، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة “فارس” التابعة للحرس الثوري، في أغسطس الماضي.

وكشف سهراب سليماني في المقابلة أن أخيه “يولي أبناء “الشهداء” اهتماماً بالغاً، يثير أحيانا حفيظة أبنائه”. وزعم سهراب أن “قاسم سليماني ليس مهتما بالسياسة ومنشغلا تماما بحبه للبلاد”، على حد قوله، لكن جولات سليماني المكوكية المتواصلة من العراق الى سوريا ولبنان، لم تقتصر على حضوره الميداني في المعارك فقط، بل امتدت للتأثير في القرارات السياسية لحلفاء طهران في بغداد ودمشق وبيروت.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *