العلامة الحسيني :إيران تضر بالإسلام

​سألت مجلة«المجلة» السيد الشيعي محمد علي الحسيني، الأمين العام الحالي للمجلس الإسلامي العربي في لبنان والباحث الإسلامي، عن الأسباب التي أدت بأعداد كبيرة من الشباب الشيعة في إيران التحول إلى مذهب آخر أو دين آخر أو هجر الدين؟
قال الحسيني: ان (الإسلام لكي يتم تطبيقه کما يجب، يحتاج إلى التمهيد للأرضية والأجواء المناسبة من خلال خلق وإيجاد واقع (اقتناعي) ينبع من قناعة وقبول مختلف الأوساط بتطبيق الأحكام والتناغم معها».

3710

ويحذر قائلا: «علينا أن نتنبه جيدا إلى أننا بحاجة إلى إعادة الناس للإسلام والسعي مجددا لتعريفهم به ، مستدركا «لكن الذي حدث ويحدث في إيران وفي ظل النظام القائم هو أمر مختلف تماما، فهم يريدون بين عشية وضحاها إرجاع الأمور إلى سالف العصر والأوان دونما الانتباه للأوضاع والظروف الذاتية والموضوعيـة المختلفة التي تتطلب ما يمكن وصفه بدعوة جديدة للإسلام، والذين يتم دعوتهم هم المسلمون الذين تغربوا عن دينهم لأسباب وعوامل تتعلق بتقادم العصور والأزمنة وتداخلها والإفرازات التي خلفتها على عقول ونفسية المسلمين».

ويؤكد على أن «من ندعوه ليس کافرا بالإسلام أو رافضا له، وإنما هو مسلم متغرب عن دينه ويشعر بحالة من (النوستالجيا)، أي الحنين لدينه وتاريخه وقيمه وماضيه السحيق، وهذا يتطلب تعاملا وتعاطيا خاصا يختلف تماما عن ذلك الذي يقوم به ملالي إيران حيث يسعون عن طريق استخدام العنف والقسوة والقمع المفرط إلى إجبار الشعب الإيراني على تقبل القيم والأفكار التي حددوها طبقا لنظام ولاية الفقيه، ولأنها لا تتماشى أساسا مع الإسلام نفسه الذي هو دين يتسم بالرفق والسماحة واللين، فإن هناك ردود فعل عنيفة وغاضبة هي في مستوى الضغط الكبير المفروض على الشعب الإيراني، ولهذا فإن هناك ميلا كبيرا وواضحا للوقوف بوجه هذا الضغط حتى ولو كان بمستوى رفض الدين والارتداد عنه أو تغيير المذهب، ذلك أن هذا الشعب ولا سيما شبابه يسعون لمعاقبة النظام الإيراني بطريقة تفهمه بأنه من المستحيل تحقيق أهدافه عن طريق القمع والإعدام والعنف والممارسات التعسفية».

ويشدد على أن «ثمة نقطة بالغة الأهمية والحساسية وهي أن المذهبين السني والشيعي، هما مذهبان يتبعان الدين الإسلامي وتنبع مفاهيمهما من نصوصه ومبانيه الشرعية المختلفة من کتاب وسنة وإجماع وما إليه »، مؤكدا على أن «ما يجري حاليا في إيران من تنفيذ أحكام ونصوص وقوانين هي برأينا تضر الإسلام وتسيء إليه بدلا من أن تخدمه، وإن ما قد قام به النظام القائم في إيران من جرائم ومجازر بحق شعبه ولا سيما کل من يختلف معه حتى لو كان الاختلاف مبنيا على نص شرعي أو مستمدا قوته من الشرع الإسلامي، فإنه يضر به أو يضعه قيد الإقامة الجبرية کما كان الحال مع آية الله المنتظري الذي کان نائبا للخميني وأبدى معارضته لاستخدام القسوة والعنف والإعدامات ضد المعارضين داعيا للمناظرة الفكرية وليس باللجوء للقوة والعنف والقتل والسجن والإعدامات، کما أننا نجد في إبقاء قادة الانتفاضة الخضراء قيد الإقامة الجبرية أيضا امتدادا للنهج الخاطئ نفسه»، معبرا عن اعتقاده أن «الأحكام الصادرة من جانب هذا النظام تفتقد في خطها العام للمبرر الشرعي الكافي فهو يسعى لخلق المشاكل والأزمات ومن ثم يقوم بمحاسبة ومساءلة وحتى قتل من قد وضعهم بنفسه في موقف ما قسرا! المسألة کما نرى فيها الكثير من الإشكال الذي يتحمله قادة ومسٶولو نظام ولاية الفقيه لوحدهم فقط».
*المصدر مجلة “المجلة”عدد شهر آذار 2016

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *