الإسلام السياسي والحرمان ساعدا في ظهور التنظيمات الإرهابية/عادل محمد – البحرين

3519

قبل ظهور الإسلام السياسي والمتطرف كان السلام والوئام يسود دول المنطقة وخصوصاً الدول الخليجية. والاختلافات المذهبية والحروب الطائفية كانت نادرة. الإسلام التقليدي يعيشه الكثير من المسلمين وهو نظام عيش معمول به منذ زمن بعيد، مع أن الإسلام التقليدي ظاهرة اجتماعية. “الإسلام التقليدي” وهو المفهوم الاجتماعي للإسلام المنتشر عند المسلمين في بلاد الشام والمعروف عنه على أنه الأكثر حداثة والقدرة على التحاور مع الآخر وقبوله على مر التاريخ.

غياب العدالة الاجتماعية وحرمان شعوب الدول العربية والإسلامية من حقوقها أحد أسباب ظهور التنظيمات الإرهابية التي استغلتها الدول الغربية والولايات المتحدة وإسرائيل لمواصلة تدخلاتها في دول الشرق الأوسط وذلك بمساعدة تركيا وإيران التي تصطاد في الماء العكر من أجل تحقيق أجنداتها ومخططاتها التوسعية. لقد ساهم الإسلام السياسي السني والشيعي في ظهور التنظيمات الإرهابية من أجل بسط نفوذه في دول المنطقة وتغيير أنظمتها إلى أنظمة دينية شمولية. التشيع السياسي والحركات الظلامية وشيوخ الدين السنية والشيعية المتشددة ساهمت في ظهور وتوسع التنظيمات الإرهابية. الدجال الخميني أول من طبق الإسلام السياسي الشيعي من أجل أهدافه التوسعية في المنطقة، الذي قوبل مع رد فعل قوي من جانب السنة السلفية, وكان هذا أحد أسباب الفتنة المذهبية والطائفية في الدول العربية!.

السفاح الخميني الذي طبق الإسلام والتشيع السياسي لأول مرة، ضرب بعرض الحائط بكافة القوانين والمبادئ الأخلاقية وحقوق الإنسان، وأمر بإعدام أكثر من 120 ألف من عناصر نظام الشاه والمعارضين الوطنيين. ثم أصاب بالغرور وتخيّل بأنه جنكيزخان أو الإسكندر الأكبر يستطيع غزو الدول المجاورة بواسطة عملائه ومرتزقته. المقبور الخميني الذي كان يحلم في تأسيس الإمبراطورية الشيعية الحديثة!؟

استغل الحرب العراقية الإيرانية ورفع شعاره المزيّف “تحرير القدس عن طريق تحرير كربلاء” من أجل تغيير الأنظمة العربية إلى دويلات شيعية تابعة لنظام عصابات الملالي على غرار اتحاد السوفيتي البائد. الدجال الخميني سقط إلى أسفل السافلين ولم يحقق أحلامه التوسعية، لكن خليفته المرشد المزيف خامنئي يريد تحقيق حلم سلفه المقبور الخميني في مواصلة التدخل في شؤون الدول العربية تحت ذريعة تحرير القدس عن طريق تحرير كربلاء.

فبدأ نظام عصابات الملالي في تطوير وتحديث القوة العسكرية والأمنية الهائلة المتمثلة في الحرس الثوري، وفيلق القدس و”البسيج” (قوات التعبئة الشعبية) والاستخبارات، مع وضع ميزانية ضخمة تقدر بمليارات الدولارات من أجل الترسانة العسكرية، وتمويل الأحزاب والجمعيات الإرهابية العميلة، وتوظيف وتدريب المرتزقة والإرهابيين، لتطبيق الأجندات والمخططات التي تهدف إلى التدخل في الدول العربية ومناطق أخرى. شاهدوا كيف تمنح مليارات الدولارات من ثروة الشعب الإيراني المغدور للمنظمات الإرهابية والحكومات العميلة.

حقاً إنها مصيبة أن إيران بلد الحضارة الإنسانية والتاريخ المجيد، بلد العلماء والشعراء تحكمها عصابة من المجرمين واللصوص بزعامة السفاح خامنئي المصاب بجنون العظمة الذي يشارك عصابات الملالي في سرقة مليارات الدولارات من ثروة الشعب الإيراني الذي يعاني من الفقر والبطالة والتشرد بواسطة خامنئي وزمرته. لقد أعدموا آلاف الأبرياء بتهمة المفسدين في الأرض، في الوقت الذي نظام الملالي ومسؤوليه هم كبار المفسدين في الأرض.

بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979، حلت كارثة على المنطقة بظهور الأنظمة والحكومات الرجعية المستبدة ومنظمات وحركات إرهابية متطرفة تحت غطاء ديني. الشعب الإيراني بكل قومياته ومذاهبه ابتلى بنظام شمولي ديكتاتوري فاسد تحكمه عصابات الملالي والتشيع المتطرف، والشعوب الباكستانية والأفغانية والعربية تواجه عصابات ومنظمات إرهابية، من التنظيمات السلفية الجهادية إلى الأحزاب وحركات الشيعية المتطرفة، وجميعها تتستر بالدين والمذهب من أجل إغفال الناس والضحك على ذقون البسطاء والسذج.

آخر هذه المنظمات هو تنظيم داعش الذي يمارس القتل والدمار والسلب والنهب، ويقتل الأبرياء من الشيوخ والأطفال والنساء بواسطة العمليات الانتحارية بحجة الجهاد، حتى يكافأ الانتحاري بالحورية في الجنة. لا نعلم ما هي أهداف داعش، هل يريد أن يكون مثل الجيوش الإسلامية في صدر الإسلام ويغزو البلدان لنشر الإسلام، أم يريد أن يكون مثل جيوش المغول يغزو العالم، يقتل ويدمر وينهب تحت ذريعة نشر الإسلام.

إن داعش هي وليدة تنظيم القاعدة الذي تأسس عام 1988 بواسطة الولايات المتحدة والسعودية لمحاربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان. بعد امتداد الحرب الأفغانية ظهرت حركة طالبان عام 1994 بواسطة باكستان والسعودية لمساندة القاعدة في حربها ضد السوفيت. ثم بدأت القاعدة العداء مع الولايات المتحدة لتدخلها في حرب الخليج الثانية في فبراير 1991 من أجل تحرير الكويت من الاحتلال العراقي.

تنظيم داعش الذي يتبنى الفكر السلفي الجهادي، تأسس في 15 أكتوبر 2006 على يد أبو بكر البغدادي، انشق في الآونة الأخيرة عن تنظيم القاعدة بعد اختلافه مع أيمن الظواهري زعيم القاعدة، بعد مقتل الشيخ عبد الله عزام الشخصية الإسلامية ورائد “الجهاد الإسلامي” الذي اختلف مع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، واغتيل في باكستان في 24 نوفمبر 1989 بواسطة سيارة مفخخة. مثلما كان الجزار الخميني يأمر بتجنيد الأطفال للمشاركة في الحرب مع العراق وكان يعلق على صدورهم مفاتيح الجنة ويجبرهم بالمشي على الألغام حتى يستشهدون ويذهبون إلى الجنة.
العربية – 24 يونيو 2014: تقرير لهيومن رايتس عن تجنيد الأطفال في الصراع السوري:

قادة داعش يكررون فعلة الخميني الإجرامية ويجندون الأطفال للقتال وحتى لأغراض جنسية. هنا أذكر القراء الأعزاء بأن إرهابيون تائبون من الجماعة الجهادية المجرمة اعترفوا باستغلال الأطفال جنسياً بواسطة الجهاديين في كهوف جبال الجزائر. فيما الإرهابي السعودي “احمد الهذلي” فجر نفسه بعبوة ناسفة زرعها في جسمه بالقرب من نائب وزير الداخلية السعودي في 27 أغسطس 2009، علماً بأن هذا الإرهابي القذر (مع اعتذاري للقراء الأعزاء) خضع لعملية توسيع دبره لمدة طويلة عن طريق اللواط مع زعيمه حتى يستطيع إدخال العبوة الناسفة في دبره. وفي خبر آخر نقرأ والد أحد مقاتلي “داعش” يصف ابنه بأنه شيطان. (العربية – 23 يونيو 2014).

كما أدعوكم إلى قراءة الخبر التالي في موقع موسوعة العراق 5/12/2013: انتحارية سعودية إلى داعش.. على خطى انتحاريات العراق:-
يسعى تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى في سوريا إلى تكرار تجربة الانتحاريات في العراق مذكراً بالتاريخ الدموي لنساء تورطن في الإرهاب.
بغداد/المسلة: أعلنت السعودية ندى معيض القحطاني “نفيرها” إلى أرض الشام بهدف الجهاد وتنفيذ عملية انتحارية عبر التحاقها بصفوف تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، ما يعيد التذكير بأعداد كبيرة من سعوديين عبروا إلى العراق أيضا بعد الاجتياح الأمريكي للعراق العام 2003 تحت ذريعة “الجهاد”، مدفوعين بفتاوى تكفيرية تحث على الجهاد.

وقالت القحطاني قبل وصولها إلى سوريا على صفحتها في تويتر “استودعكم الله دعواتكم لي بالعملية الاستشهادية، وان يثبتني الله وسأبشركم عما قريب بشارة تفرحكم”.
وأضافت “حرضوا أزواجكن وأبنائكن يا نساء، أقسم بالله بأن كل متر من الشام بحاجة إلى مجاهد، ستقف كل أنثى أمام الله وسيسألها الله لماذا لم تحرضي محارمك”؟!.
———-
العلمانية هي الحل للصراعات المذهبية والطائفية والقضاء على الحروب في المنطقة
المفكر السوري جورج طرابيشي من المدافعين عن الخيار العلماني لتحرير الفكر العربي والإسلامي. العلمانية برأيه هي مطلب الملح ليس فقط لتعدد المذهب والطوائف والأديان في المنطقة بل لأجل الاقتتال الطائفي الفعلي الذي يحدث في سوريا وليبيا والعراق والباكستان والبقية تأتي. المفكر طرابيشي يقول: “العلمانية مطلب إسلامي ومن روح الإسلام”.

ظهور الإسلام السياسي وسيطرة عصابات الملالي على إيران بدّل حياة الشعب الإيراني إلى جحيم، وساهم في خلق الصراعات والحروب المذهبية والطائفية في المنطقة.

شاهدوا ماذا فعلت عصابات داعش وعملاء الملالي وقوات الحرس الثوري وفيلق القدس في العراق، وكيف دمرت المدن السورية بمشاركة القوات الروسية الغازية، بحيث صور دمار المدن تذكرنا بمدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان التي دمرتهما القوات الأميركية المتغطرسة بالقنابل الذرية نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945. هذا بالإضافة إلى إبادة وتهجير الملايين من الشعب السوري المغدور.
———-
أدعو القراء الأعزاء إلى مشاهدة الفيديوين التاليين ذات صلة بالموضوع:
قناة روتانا خليجية – برنامج اتجاهات – لقاء مع أستاذة الجامعة في الكويت الدكتورة شيخة جاسم. موضوع النقاش: “الرأي الواحد خطأ ولو كان صواباً”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *