ربما لا تشهد الشوارع الإيرانية الحشود الكبيرة والسلاسل البشرية التي شهدتها خلال الانتخابات المتنازع على نتيجتها في 2009 قبل الانتخابات المقرر إجراؤها يوم الجمعة، لكن النشطاء الذين فجَّروا هذه الاحتجاجات يبقون شعلتها متقدة على الإنترنت.
وبعد المظاهرات المستمرة في 2009، منعت المؤسسة الحاكمة المحافظة المرشحين الإصلاحيين والتجمعات غير المرخصة واعتقلت الكثير من النشطاء بتهمة التحريض.
والآن يسعى الإصلاحيون لنشر أخبار المرشحين المعتدلين ولجأوا لمنصات إلكترونية مثل تطبيق الرسائل النصية “تلغرام”.
وقال محمد رضا جلائي بور، وهو ناشط سياسي، أمضى خمسة أشهر في الحبس الانفرادي لإدارة حملة دعائية تدعم مرشحا إصلاحيا في 2009: “قطعا لن يسمح لنا بالتواجد في الشارع بهذا الشكل مرة أخرى”.
ويعمل جلائي بور الآن باحثا في “مركز دراسات الشرق الأوسط” بجامعة “هارفارد” ويدير حملة على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق “تلغرام” تتضمن السلاسل الالكترونية الخضراء في إشارة إلى السلاسل البشرية لنشطاء يرتدون عصابات رأس خضراء بطول 20 كيلومترا في شارع ولي عصر في طهران.
ورغم أن النشطاء تواصلوا عبر مجموعات سرية على “فيسبوك” قبل الانتخابات الرئاسية في 2013 والتي ساهمت أصوات الإصلاحيين فيها في فوز ساحق لحسن روحاني فإنهم لا يستطيعون تكرار انتشارهم خارج الانترنت كما حدث في 2009.
وقال جلائي بور إن تطبيق “تلغرام” الذي يقدر عدد مستخدميه في إيران بنحو 20 مليونا أو ربع عدد السكان “غير المشهد بالكامل”.
وقال: “شوهدت رسالة الفيديو التي وجهها الرئيس الأسبق (محمد) خاتمي دعما لائتلاف من المعتدلين والإصلاحيين أكثر من ثلاثة ملايين مرة على تلغرام في يوم واحد. وشوهد ملصق نشرناه على تلغرام من مليون شخص خلال 12 ساعة فحسب. كيف يمكن لنا أن نطبع ونوزع هذا الكم من الملصقات؟”.
وجلائي بور (33 عاما) على قناعة بأن الحملات الدعائية على مواقع التواصل الاجتماعي ليست قليلة التكلفة فحسب لكنها أكثر فعالية رغم أنه أضاف بأنها ليست بديلا عن الحملات الدعائية وجها لوجه.
وأسس إيرانيون آلاف المجموعات على “تلغرام” تقوم بشكل مستمر بإعادة نشر مواد من مجموعة لأخرى وهو أمر نادر الحدوث في مواقع مثل “فيسبوك” حيث يميل الناس للإعجاب بالتدوينات وليس إعادة نشرها.
وأصبح تطبيق “تلغرام”، ومقره برلين، والذي دشنه مؤسس موقع “في كونتاكت”، وهو أشهر موقع تواصل اجتماعي في روسيا عام 2013، يتمتع بشعبية بين النشطاء والإيرانيين العاديين لأنه ينظر لاستخدامه على أنه أكثر أمنا من التطبيقات المنافسة له.
وكذلك على النقيض من “تويتر” و”فيسبوك”، فإن السلطات لم تحجبه بشكل صريح رغم أنها وافقت على حجم المحتوى الإباحي فيه بما يتماشى مع ما قالت أنه سياسة الشركة.