بيروت/القدس (رويترز) – قال الجيش السوري إن إسرائيل استهدفت أحد مواقعه في محافظة حماة في وقت مبكر من صباح الخميس وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الموقع ربما يكون مرتبطا بإنتاج أسلحة كيماوية.
وذكر بيان للجيش أن الضربة الجوية قتلت جنديين وألحقت أضرارا مادية قرب مدينة مصياف وحذر من التداعيات الخطيرة لهذا العمل العدائي على أمن واستقرار المنطقة.
وقال المرصد إن الضربة استهدفت منشأة لمركز الدراسات والبحوث العلمية وهو الهيئة التي تقول واشنطن إنها تصنع الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وجاءت الضربة في الصباح التالي لإعلان محققين تابعين للأمم المتحدة أن الحكومة السورية مسؤولة عن هجوم بغاز السارين السام في أبريل نيسان.
وتنفي الحكومة السورية استخدام أسلحة كيماوية وفي عام 2013 وعدت بالتخلي عن برنامجها للأسلحة الكيماوية. وتقول دمشق إنها فعلت ذلك.
وقال المرصد إن الضربة أصابت أيضا معسكرا للجيش بجوار المركز يستخدم في تخزين صواريخ أرض أرض وإن مقاتلين من إيران وحزب الله اللبناني شوهدوا هناك أكثر من مرة.
وامتنعت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي عن مناقشة تقارير بشأن توجيه ضربة لسوريا.
وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن وزارة الخارجية السورية أرسلت خطابات لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة تحتج فيها على العدوان الإسرائيلي وتقول إن أي جهة تهاجم مواقع عسكرية سورية تساند الإرهاب.
وفي مقابلة مع صحيفة هاآرتس لدى تقاعده الشهر الماضي قال قائد القوات الجوية الإسرائيلية السابق عامير إيشيل إن إسرائيل قصفت قوافل أسلحة لسوريا وحزب الله نحو 100 مرة في الأعوام الخمسة الماضية.
وتعتبر إسرائيل شحنات الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ أرض أرض والأسلحة الكيماوية إلى حزب الله خطا أحمر.
* إشارة إسرائيلية؟
جاءت الأنباء عن الهجوم في الذكرى العاشرة لتدمير إسرائيل مفاعلا نوويا في سوريا.
ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 19 سبتمبر أيلول ويتوقع على نطاق واسع أن يعبر عن مخاوف إسرائيل مما ترى أنها محاولات من إيران لتوسيع نطاق وجودها العسكري في سوريا بالإضافة للتهديدات التي يشكلها حزب الله.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن روسيا، وهي حليف آخر للأسد، وإسرائيل على اتصال منتظم لتنسيق الأعمال العسكرية في سوريا.
واعتبر بعض المعلقين الإسرائيليين أن الضربة الأحدث، والتي خرجت عن النمط المعتاد للهجمات على قوافل الأسلحة، تعبير عن استياء إسرائيل من الولايات المتحدة وروسيا.
الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق يوم 13 أبريل نيسان 2017. صورة لرويترز من وكالة الأنباء السورية. لم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من الصورة.
وفي الشهر الماضي اجتمع نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكنه لم يخرج بأي تصريحات علنية من موسكو بأنها ستحجم النفوذ الإيراني.
وخاض حزب الله وإسرائيل حربا قصيرة عام 2006 وأوضح الجانبان أن أي صراع جديد بينهما سيكون على نطاق أكبر من ذلك الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 1300 شخص.
وحزب الله واحد من أهم حلفاء الأسد في الحرب وفي الشهر الماضي قال زعيمه حسن نصر الله إنه سافر في الآونة الأخيرة لدمشق للاجتماع مع الرئيس السوري.
وتجري إسرائيل تدريبات عسكرية في شمال البلاد قرب الحدود مع لبنان.
وقال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد ومستشار الأمن القومي السابق ياكوف أميدرور للصحفيين إنه يعتقد أن ضربة اليوم متصلة بزيارة نصر الله لدمشق.
وأضاف ”انتقلت أنظمة أسلحة من هذه المنظمة (مركز الدراسات والبحوث العلمية) لأيدي حزب الله خلال سنوات“.
* حزب الله
في مايو أيار قال مسؤول بالتحالف العسكري الذي يدعم الأسد إن حزب الله يفرق بين قصف إسرائيل لمواقعه في سوريا وقصفها لمواقعه في لبنان. وقال المسؤول إنه إذا قصفت إسرائيل حزب الله في لبنان فمن المؤكد أن الحزب سيرد.
وقال بيان الجيش السوري إن الضربة وقعت في الساعة 2.42 صباحا بالتوقيت المحلي (23.42 بتوقيت جرينتش) من داخل المجال الجوي اللبناني دعما لتنظيم الدولة الإسلامية.
واخترقت طائرات حلقت فوق لبنان أثناء الليل حاجز الصوت وقالت وسائل إعلام لبنانية إن بعض الطائرات الإسرائيلية انتهكت المجال الجوي اللبناني.
وذكر المرصد السوري أن إجمالي عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا في الضربة سبعة.
وكتب عاموس يالدين رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية سابقا في تغريدة على موقع تويتر يقول ”المنشأة التي استهدفت في مصياف تنتج الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة التي قتلت آلاف المدنيين السوريين“.
وأضاف أن الضربة بعثت رسالة مفادها أن إسرائيل لن تترك سوريا تنتج أسلحة استراتيجية وستفرض خطوطها الحمراء وأن أنظمة الدفاع الجوي الروسية في سوريا لن تعرقلها.
وقالت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا أمس الأربعاء إن طائرة حكومية أسقطت غاز السارين على خان شيخون في محافظة إدلب في أبريل نيسان مما أسفر عن مقتل أكثر من 80 مدنيا وإن القوات الحكومية مسؤولة عن 27 هجوما كيماويا على الأقل.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لم يسمع عن التقرير الخاص باستخدام سوريا أسلحة كيماوية مجددا.
وردا على سؤال في مؤتمر صحفي في واشنطن قال ترامب ”لكن لن يتغير شيء. سننزعج بشدة إذا كان (الأسد) يستخدم أسلحة كيماوية… فيما يتعلق بسوريا ليس لدينا الكثير لنفعله في سوريا أكثر من قتل (عناصر) الدولة الإسلامية. ما نفعله هو قتل (عناصر) الدولة الإسلامية“.