كشفت مصادر موثوقة في المجلس الإسلامي الأعلى الأسباب الحقيقية لانشقاق عمار الحكيم عن المجلس، لافتة إلى أن إيران مارست ضغوطا كبيرة على الحكيم لإبعاده عن المحيط العربي، الذي بدأ يقترب منه وأن رسالة شديدة اللهجة من المرشد الأعلى علي خامنئي لرئيس المجلس فجرت الأوضاع الداخلية.
وقالت المصادر لـ «عكاظ»: إن خامنئي وجه رسالة قاسية جدا للحكيم تتهمه بتقويض الجهود الإيرانية، وإحداث اختراقات عربية للأجندة الإيرانية في العراق، مشيرة إلى أن لهجة خامنئي في الرسالة كانت تحمل في ثناياها تهديدات مبطنة حال استمر الحكيم في اتصالاته مع بعض الدول العربية.
ولفتت إلى أن الحكيم وبعد تلقيه الرسالة غادر على الفور إلى طهران، طالبا الاجتماع مع خامنئي إلا أنه رفض اللقاء به موجها أحد مسؤولي مكتبه الاجتماع مع الحكيم، ما زاد الأمور تعقيدا؛ إذ انفجرت خلافات كبيرة بين مسؤول المكتب والحكيم بسبب طلب خامنئي تصويب الوضع السياسي للمجلس الأعلى واتصالاته العربية.
وأكدت المصادر أن مسؤول مكتب خامنئي نقل للحكيم رغبة المرشد، بقطع كل الصلات والعلاقات للحكيم بالدول العربية والإسلامية التي تتخذ ما سماه مواقف معادية مع إيران، ودون ذلك فإن طهران ستتعامل مع المجلس الأعلى باعتباره أداة بيد القوى المعادية ما دفع الحكيم لمغادرة طهران. وأفادت المصادر أنه لدى عودة الحكيم إلى بغداد، أرسل رسالتين إلى خامنئي لم يكشف عن مضمونهما بعد، لكنها لفتت إلى أن الحكيم كان ينتظر جوابا عليهما غير أن مكتب المرشد الإيراني الأعلى تجاهل الرد فلجأ رئيس المجلس إلى حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ولم يتمكن من الحصول على إجابات لموقف خامنئي منه.وأوضحت أن كل الأبواب الإيرانية أقفلت في وجه الحكيم بأوامر مباشرة من خامنئي، الأمر الذي دفعه لمغادرة المجلس الأعلى وتأسيس تيار الحكمة الوطني باستقلالية تامة عن إيران.
صحیفة عکاظ