خلافنا مع من بات أقرب إلى إيران منا/مهره سعيد المهيري

خلافنا مع قيادة قطر وريائها وجموحها الخطر. خلافنا مع قيادة ضيعت عشرين عاماً وأكثر من تاريخ المنطقة في صراعات وأزمات وفتن. خلافنا مع قيادة أقسمت أن لا تعود إلى أفعالها، ولكنها لا تحترم كلمتها ولا المواثيق التي ما سميت مواثيق إلا لأنها مصدر الثقة. ليس خلافنا مع شعب قطر، أهلنا ودمنا. ليس خلافنا مع أخواننا الذين تربطنا بهم كل أواصر المحبة والنسب والدم والمصير المشترك. ليس خلافنا مع قطري يدرك أن علاقته مع أهل الخليج قدر لا تفصم عراه. خلافنا مع من بات أقرب إلى إيران منّا.

خلافنا مع من يضع يده بيد إرهابي مثل قاسم سليماني رئيس ما يسمى بـ «فيلق القدس» قاتل أطفال العراق وسوريا ومستبيح حواضرها. خلافنا مع من يرى في سوريا والعراق مجرد ساحات للصراعات والدم، يمول الفتنة هناك ويزرع الأذى هنا. خلافنا مع رفع ميليشيات إرهابية مجرمة مثل «حزب الله» إلى مصاف الملائكة، وها نحن نرى أي شياطين هم، وهم يمعنون قتلا في السوريين وليس غيرهم ممن فتحوا لهم أبواب بيوتهم عندما جاء اللبنانيون مستجيرين من حرب 2006 التي أشعلها «حزب الله» عبثاً دفاعاً عن مشروع إيراني قاتم وكئيب. خلافنا مع من تجاوز الخطوط الحمر وخرج على إجماع «إعلان الرياض»، الذي شارك فيه أمير قطر شخصياً، ليذهب ويغازل إيران وكأنها الولي الحميم. ألا والله إن السير في طريق الشيطان مع إيران لنهايته وخيم. لأنه يراهن على نظام مثل إيران، وهو النظام الأخطر على الخليج والاستقرار العالمي!

نحن على ثقة بأن الشعب القطري الشقيق يعي مخاوفنا ويعيشها. وحرصنا عليه حرص الشقيق على شقيقه. ونريد من القيادة القطرية أن تشاركنا حرصنا هذا، وأن تعلم أن العدائية التي تواجه بها شعوب الخليج قبل أنظمتها، إنما هي استعداء لشعب قطر نفسه.

نسأل أي قطري: قولوا لنا هل مستكم الإمارات يوما بأذى؟ وهل أغلقت بابا بوجه قطري؟ هل سمعتم على لسان أي إماراتي إلا مقولة «قطر أهلنا، ونحن أهل قطر، وكل الخليجيين أشقاء، يفرحون لفرح بعضهم البعض ويحزنون لحزن بعضهم البعض؟»

إننا في دول مجلس التعاون نتطلع لأن تكون دولنا قوية ومتمكنة في جميع المجالات. نتطلع لأن يكون مجلس التعاون أكثر تماسكاً وصلابة. لن تثبطنا كلمات ولن يثنينا شيء خاصة أن الحكمة وسداد الرأي إحدى المميزات التي تميز قادتنا. إنهم القادة الذين صبروا عقودا من الزمن على عبث القيادات القطرية المتعاقبة. والأدهى أن قطر الدولة لا تكف عن ممارسة خبثها.

انظروا ماذا تحوك للإمارات. تمارس قرصنة على بريد السفير الإماراتي في واشنطن وهي الشاكية الباكية بادعائها قرصنة موقع وكالتها، ونحن نعلم أن ما نشر في الوكالة وغير الوكالة على لسان الأمير ما هو إلا قائمة بما تقوم به قطر يومياً، بلا قرصنة وحتى قبل أن يجري أمير قطر اتصاله الصادم مع رئيس إيران في غمرة إنكار قطر أن لا مصلحة لها في شق الصف الخليجي المتوحد في مواجهة إيران. انظروا التطبيل والتزمير من قنوات قطر الإعلامية عما اسمته بالتسريبات. إنها تسريبات تتحدث عن أسعار المشروبات الغازية ومواعيد لحضور مناسبات. أبعد كل هذا تدّعي وسائل الإعلام القطرية و«الجزيرة» وجوقة عزمي بشارة بأن قطر هي من يتعرض للتحريض والتشويه؟! من يريد أن يخرب علاقات الإمارات بالولايات المتحدة؟ من يريد أن يعكر الأجواء؟ يا للسخرية، ألم تجد المليارات القطرية التي يتحمل المواطن القطري كلفتها من ثروة بلده، ألم تجد إلا صحف السخرية والتقريعات لنشر خبر لم تستطع حتى تلك الصحف إلا أن تصفه بأنه تافه.

عذراً يا أهلنا في قطر، فما عاد يمكن السكوت على مثل هذه التصرفات. هذا سلوك أولاد يلعبون وليس قادة يسوسون. هل تريدون أن تجدوا أنفسكم على قائمة الدول المنبوذة، والمتهمة والتي يقف مواطنوها بالطوابير على أمل الحصول على تأشيرة للسفر لأن الجميع صار يشك بدوافع دولتهم؟ يتحدث بعض أهلنا في قطر عن آمال بوجود خط رجعة. ولكن نسألهم، أبعد كل هذا يمكن الوثوق بمثل هذه القيادة؟

نقلاعن العربیه