لم تقدم الحكومة العراقية «شروحات متكاملة» لقصة الزيارة السرية لوزير الخارجية القطري محمد آل ثاني، لكنها بكل تأكيد رسمت للوزير القطري برنامج الزيارة وأعدت جيدا للاجتماع السري الذي دار بين آل ثاني ومستشار الحكومة العراقية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
الحكومة العراقية، وخلافا للاتفاق بينها وبين الدوحة بالتكتم على زيارة آل ثاني إلى بغداد، وإبقاء هذه الزيارة بعيدة عن الإعلام، أعلن مكتب رئيس الوزراء، وعلى موقع الحكومة الإلكتروني الرسمي، الاثنين الماضي، استقبال العبادي للوزير القطري، ودعم هذا الإعلان بصور للقاء، في خطوة يبدو أن الهدف منها إبعاد أي دور عراقي رسمي عن الترتيبات السرية بين قطر وإيران.
الحكومة العراقية، ولأسباب تكتيكية لها علاقة بعلاقاتها العربية والخليجية، كشفت زيارة آل ثاني إلى بغداد خوفا من تسريبات من المحتمل أن تكشف لقاء سليماني والمسؤول القطري، حتى تبعد نفسها عن دائرة اللوم والاتهام، وحتى تكون إجابتها جاهزة سلفا «لا نعرف ماذا حصل ولسنا طرفا في المسألة» فالتوازنات، التي يتحرك وسطها العبادي، دقيقة ومعقدة للغاية.
التسلسل الزمني بين مشاركة قطر بمؤتمر القمة العربية الإسلامية الأمريكية، وزيارة وزير خارجيتها إلى العراق، والتي أريد لهذه الزيارة أن تحمل الطابع الخفي، والاجتماع السري مع أبرز إرهابي إيراني، وتصريحات الأمير تميم وما تبعها من تصريحات لوزير خارجيته، يؤكد أن ما جرى أعد بعناية فائقة، وأن ما أعلنته الدوحة من تضامنها مع إيران وحزب الله لا يمكن أن يكون اختراقا لموقع وكالة الأنباء القطرية الرسمية، فتسلسل الأحداث يعطي كل التأكيد للموقف القطري رغم محاولات الدوحة الخروج بمظهر الضحية.
تدرك قطر تمام الإدراك أن السرية لم تعد اليوم موجودة في عالم السياسية أو حتى في العالم الأمني الاستخباري، وأنها مهما حاولت من تبرير ما جرى في محاولة منها لـ«تهدئة الخواطر» فإنها لن تنجح هذه المرة، فالمسألة الآن أكبر من قطر التي تعلم أن معركة دبلوماسية وسياسية حادة جدا وساخنة جدا تدور بين العالمين العربي والإسلامي وإيران عنوانها الأساسي أهداف نظام الملالي المرئية وغير المرئية من وراء العبث المتواصل بملفات المنطقة وجغرافيتها.
– نقلاعن ایلاف