أدعو القراء الأحباء إلى قراءة هذا المقال الرائع ومشاهدة الأغنية الجميلة للفنانة الكبيرة فيروز
الموسيقى هي أساس الفن فلا تخلو أي فلسفة شاعرية بالإحساس من نغمات الموسيقية، يُعلن السلام في الارض بالموسيقى ويُستنهض الشعور بها والنشيد الوطني لكل دولة لا يشعل إلا بها، إنها تزرع الوطنية والولاء لكل من ينتمي إلى وطنه وكأنها دالة إلى الحب والكلمات هي الرسالة توصل بسلام ويستشعرها السامع حتى تنمو فيه وترسخ حين تشتعل.
إن أهمية هذا الفن مع الفنون الأخرى حاجة جمالية لن يفتتح المخرج مسرحيته إلا بموسيقى ولن يستوقف المشاهدين حتى يلامس مشاعرهم إلا بموسيقاه الحزينة لتتوافق مع المشهد ولن ينهيها إلا بأوتار الوداع، وذاك الشاعر لن تٌطربه القصيدة إلا وخلفها موسيقى وذاك الكاتب لن ينشر صفحاته إلا من خلال طقوس معينه واولها أن تكون حاضرة معه الموسيقى حتى تتجانس الكلمات مع ماذا يكتب.
إن أثر الموسيقى على الكائنات محسوس يقرع الراعي الأجراس حتى تأتي عليه فهي إشارة استخدمت للتعبير وأن تكون لغة وحلقة الوصل بينهم تنساق الحيوانات مع المزامير فكيف للكائن البشري أن تعمل له الموسيقى. إنها تهذب وتصنع الانسان ليكون أكثر رقياً مفعماً بالإحساس، وكيف بمن يحرمها ويجتنبها ويجعلها من محرمات الحياة إنهم حقاً أموات يمشون على الأرض، الأديان لم تحرم هذا الحبر والوتر الذي تعزفه الأصابع بواسطة مجموعة من المشاعر فهي ثقافة وفن وأيقونة للحضارة ولسوف يسترخي العالم من الحروب لو أشعلوها حتما سوف تقتل الشر في قلوب الأخيار ويصبحوا عاشقين وربما هاوين لحياتهم محبين للناس وتنبت الإنسانية في منابت النرجسية وسنشعر كل من حولنا حين نشعلها وتكون وقود الكلمات مثل مافعلت شعيرة الموسيقى في أغنية الحلم العربي أحيت أمنية المسلمين فلسطين وهل ينساها العرب؟ وكيف لعقل مسلم أن يحرمها وهي وقود للأحياء في الحياة؟
والموسيقى لا تحرض على القتل بل إنها يا سادة آية ومن يحسن الترتيل فعليه أن يغني ويغني حتى يسعد الناس بحسن صوته ويرقص العالم فرحاً.
يَقولُ العالم الفيزيائي آينشتاين “لو لَم أكن فيزيائيّاً، مِنَ المُحتَمَل أن أصبِحَ مُوسيقيّاً” وأقول أنا كاتبة سعودية لو كانت الموسيقى متاحة للتعليم ولم يحرمها الجاهلون لكانت دراستي الموسيقى.
كاتبة سعودية
نقلاً عن إيلاف