شكك القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد علي جعفري، في موقف موسكو تجاه مستقبل بشار الأسد، متهماً روسيا التي وصفها بـ”الرفيق الشمالي”، بالبحث عن مصالحها في سوريا، الأمر الذي يظهر الخلاف بين أهم دولتين تحميان الحكومة السورية، كما انتقد تلميحا حكومة الرئيس حسن روحاني بسبب عدم إصرارها على بقاء الأسد في السلطة.
وكان جعفري تحدث، الاثنين، في أول تجمع ضد الولايات المتحدة بعد الاتفاق النووي، عُقد تحت عنوان “لقد ولى زمن الضربات” في جامعة طهران، حسب وكالة فارس للأنباء القريبة من الحرس الثوري الإيراني.
وزعم جعفري أن أغلبية الشعب السوري موالية للأسد، مضيفا “أن الرفيق الشمالي الذي جاء مؤخرا إلى سوريا للدعم العسكري بحث عن مصالحه، وقد لا يهمه بقاء الأسد كما نفعل نحن، ولكن على أية حال هو موجود الآن هناك، وربما مجبر على البقاء (حرجا) أو لأسباب أخرى”.
نقد “البعض” الداخلي
ويبدو أن إصرار المرشد والحرس الثوري على إبقاء الأسد في السلطة لم يحدث خلافا بينها وبين حليفتها الشمالية فحسب، بل ثمة جناح في النظام متمثلا في حكومة حسن روحاني ليس متحمسا للدفاع عن الأسد حتى النهاية. وعبر جعفري عن هذا الجناح بالبعض، واتهمه بالتواطؤ مع أميركا ودول إقليمية لم يسمها ضد الأسد، فقال: “إن بعض المسؤولين الإيرانيين يتفقون مع الأميركان وبعض الدول الإقليمية بشأن رحيل الأسد”.
وأوضح تفاصيل أكثر حول أوجه الخلاف بين أوساط السلطة الإيرانية نفسها حول الوضع في سوريا، قائلا: “يقول البعض: ما الفرق بين الأسد أو أي شخص آخر؟ ولكن أقول لهم للأسف الشديد إنكم غير مدركين للوضع في سوريا، فالأسد يحظى بشعبية كبيرة، والشعب السوري متفق عليه، كما أن المقاومة في سوريا مرتبطة بالأسد، وعليه لا يمكن لنا التغاضي عنه، ولن نقبل برحيل الأسد إلا إذا أكد الشعب السوري ضرورة رحيله عبر صناديق الاقتراع”، على حد زعمه.
لا بديل للأسد.. وهو “مرشد أعلى” للنظام
وقال جعفري إن إيران لا ترى أي بديل للأسد، مؤكدا أن هذا الموقف هو موقف المرشد الأعلى والحرس الثوري، مضيفا: “البعض لا يفهم هذا فيتحدث عن بديل للأسد”، وشبه بين المرشد الأعلى والرئيس السوري فقال إن “الأسد بالنسبة لسوريا كالمرشد الأعلى للنظام الإيراني”.
وعرج جعفري على تكرار الحديث حول ما يعرف بـ”جبهة الممانعة”، موضحا أن إيران لن تقبل بمن يأتي بعده بقوله “نحن لا نرى شخصا يأتي بعده”.
وأكد جعفري أن بلاده تدعم بشار الأسد بقوة، ملمحا لاتخاذ بعض الإجراءات، لكن رفض الحديث عنها.
وتعتبر تصريحات جعفري الأقوى في الدفاع عن الأسد والإصرار على عدم رحيله، على لسان مسؤول إيراني رفيع المستوى منذ فترة، كما أن هذه التصريحات تظهر بجلاء الخلاف بين حليفتي الأسد روسيا وإيران حول مستقبله.
الاعتراف بفشل إيران في اليمن
وبما أن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية باتت تحكم الحصار على الحوثيين حلفاء إيران في اليمن، مما أفشل محاولات طهران لمواصلة ارتباط الحوثيين بهم، برر محمد علي جعفري ذلك في رده على سؤال أحد الحضور من الطلاب حول مساعدة الحوثيين، فقال: “نحن نقدم المساعدات اللازمة إلى اليمن، كما قدمنا المساعدات التي كان بإمكاننا تقديمها، ونقوم بتقديم أي استشارة وبأي عمل نستطيع القيام به”، إلا أنه اعترف ضمنيا بالصعوبات التي تواجهها إيران لدعم الحوثيين، وعزا ذلك إلى فقدان الخطوط الخلفية الرابطة بين إيران واليمن، والتي عبر عنها بـ”بلد العقبة”، في إشارة إلى العراق الذي شكل لفترة طويلة خط ارتباط بين إيران وسوريا.