تلك الشرذمة التي خرجت علينا قبل أيام بدعوة مدمرة وخطيرة على مستقبل جيل بأكمله تدعو فيه الطلاب وتلاميذ المدارس والجامعات والمعاهد إلى الانقطاع عن الدراسة والامتناع بلا تردد عن الذهاب الى معاهد علمهم ومدارسهم تضامنا كما زعموا وتوهموا مع أحدهم كانوا يتوقعون صدور حكم قضائي عليه ويسعون لاثارة الفوضى والاضطراب فلم يجدوا ولم تسعفهم ثقافتهم ووعيهم الخطير سوى باللجوء الاحمق الى الطلاب والتلاميذ لاغوائهم كالعادة وكما دأبوا سابقا، وكأنهم لم يكتفوا بما فعلوه من تدمير وضياع بطلاب وتلاميذ أغرار وأطفال حرموهم من الدراسة ثم تركوهم للضياع في الشوارع وعالة على أهاليهم المغلوبين على أمرهم مع هكذا جماعات وشراذم أفاقة لم تتردد ولن تردد في ايقاع الاذى واستخدام العنف ضد من يتجرأ من الاهالي البسطاء ويعصي لهم أمرا أو توجيها حتى ولو كان على حساب أطفال وصبية زجوا بهم في جحيم لعبتهم المدمرة.
ونعود لسؤالنا «هل تعتبر هذه الشرذمة من الحركات الوطنية»؟؟ بضميركم الأبوي والوطني وبكل مسئولياتكم التي في أعناقكم، هل تعتبرونها وطنية؟؟
علق صديق تربوي قديم فقال «إنها المرة الأولى التي تحرض فيها جماعة تدعي انتسابا للحركة الوطنية الى مثل هذا العمل فتأمر الطلاب والتلاميذ بالامتناع عن الدراسة والانقطاع عن المدارس والجامعات».
ولعلي أضيف مكملا، أين بيانات حركتنا الوطنية من مثل هذه الدعوة؟؟ هل صمتهم يعني الموافقة عليها؟!
ألم يقولوا «الساكت راضٍ»؟؟ فهل سكوتهم علامة رضاهم وموافقتهم؟؟ إذن أين بيانات الاحتجاج والاعتراض على مثل هذه الدعوة التي لم تكن الاولى ولن تكون الأخيرة طالما «ربعهم» وكبارهم يمارسون الصمت والسكوت تجاهها دون ان يعيروا اهتماما يذكر بطلاب وتلاميذ سينقطون عن الدراسة؟؟
تمرير مثل هذه الدعوات الرعناء الحمقاء والسكوت المطبق عليها يضع كل اطراف الحركة الوطنية دون استثناء امام مساءلة حقيقية ونقدية لا يمكن التهاون بشأنها واهمالها.. فالجميع مسئول إذا ما كان الطالب او التلميذ مهددا بالضياع والتشرد وخسارة مستقبله، فأين موقفكم يا قوى ويا حركات «وطنية».
وأضعها بين قوسين قاصدا متقصدا فالوطني ومن ينتسب للوطن ومصلحة المواطنين لا يمكن ان يصمت كل هذا الصمت أمام دعوة تفتق عنها ذهن جاهل فوضوي أحمق وطائش فحرض الصغار على الانقطاع عن الدراسة.
ما فعلتموه بجمعياتكم وجماعاتكم ومن سار خلفكم شيئا ومستقبل صغارنا شيء آخر، فكيف سكت الساكت منكم عن دعوة رعناء مثل تلك التي صدرت وتناقلتها متباهية منتشية مواقع التدمير والعنف والفوضى في الداخل والخارج، فهل يعقل أنكم لم تطلعوا عليها؟؟ أم أنكم اطلعتم وقرأتم وعلمتم، ثم صمتُّم صمت القبور، فيا للعار.
عار.. لأن ما يقرب من 600 اعتداء على المدارس وتخريب أجهزتها وتدمير أدواتها وقع أمام ناظريكم ولم يصدر منكم سطر واحد فقط يدين ويرفض مثل هذا العدوان الارهابي بحق التلاميذ والطلاب الذين تزجون بهم في أتون المواجهات بلا حس من المسئولية.
عار.. لأنكم تنسبون أنفسكم وجماعاتكم المستهترة للحركة الوطنية، وتاريخ حركتنا الوطنية براء منكم ومن أفعالكم ودعواتكم وما تمارسون بحق الصغار من طلاب وتلاميذ.. عار لأنكم تتاجرون بتاريخ حركتنا الوطنية في بازار طهران وقم.