اعـــتـــبر زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعـــد الحريري أن «الكشف عن مخطط لاغتيال وليد بك جنبلاط، إنجاز أمني وقضائي يستحق توجيه التحية لكل من ساهم في وضع اليد عليه»، مؤكداً في تغريدة له عبر «تويتر» أن «سلامة وليد جنبلاط من سلامة لبنان والتعبير عن التضامن معه والدعوة الى حمايته مسؤولية عربية ووطنية في مواجهة أدوات الفتنة والشر».
وكان القضاء العسكري اللبناني اتهم الموقوف يوسف منير فخر (55 سنة) الملقب بـ «الكاوبوي» والمسؤول العسكري للحزب «التقدمي الاشتراكي» في منطقة رأس بيروت خلال الحرب الأهلية، بـ «محاولة اغتيال جنبلاط لمصلحة الموساد الاسرائيلي خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. كما اتهم «الفارين ناجي نجيب نجار وحمود خالد عوض ومحمد علي موسى والسوري مندي ابو منذر الصفدي الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية بالاشتراك مع فخر بتشكيل مجموعات مسلحة كانت تخطط للسيطرة على مناطق لبنانية وطرق دولية، غير ان الأحداث في سورية وسيطرة «حزب الله» على الحدود السورية حالت دون ذلك». وقرر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض ابو غيدا احالة فخر أمام المحكمة العسكرية.
ويتحدث القرار الذي أصدره أبو غيدا أول من أمس عن نشأة الموقوف فخر الذي غادر لبنان عام 1987 إلى أميركا التي حصل على جنسيتها وبدأ يتردد الى لبنان منذ عام 2011 إلى أن أوقف في آب (أغسطس) الماضي بعد توافر معلومات لدى الامن العام اللبناني عن تواصله مع الصفدي المقرّب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بهدف دعم المجموعات الارهابية في سورية وتجنيد عملاء لمصلحة الموساد. ويشير إلى «علاقة صداقة نشأت بين فخر ومهند موسى وهو عنصر في المخابرات السورية كان مقرباً من غازي كنعان، وان محادثاتهما عبر «فايسبوك» تناولت الأحداث في سورية حيث علم فخر من مهند انه مقرب من مُضر وريبال الاسد وأن الأخير سيكون له دور في سورية نظراً لعلاقته بالأميركيين». كما أخبره أن «بشار الأسد لن يبقى».
ونصح مهند المتهم فخر بـ «التقرب من مُضر وريبال الأسد وأعلمه ايضاً ان جنبلاط لن يبقى على قيد الحياة وسيتم اغتياله قبل تشرين الثاني المقبل وأن السوريين غير راضين عن جنبلاط وأن الروس قد تخلوا عنه». وقد علّق فخر على كلام مهند بالقول: «بدكن ترَوحوا رَوحوا». لكن فخر نفى اثناء التحقيق معه تكليفه بأي دور في عملية الاغتيال. وقال عن الرسائل الالكترونية التي تتضمن محادثاته مع مهند والتي ذكر في إحداها انه «يوماً ما سيأخذ بالثأر من الذين كانوا السبب بخروجه من لبنان 30 عاماً»: «انا قصدت في ذلك جنبلاط والأشخاص التابعين له ومن بينهم نشأت ابو كروم».
وعن التخطيط لتشكيله مجموعات مسلحة أوضح فخر انه تعرف إلى نجار عام 1997 الذي كانت تربطه علاقة جيدة مع جهاز الـ FBI وعمل مستشاراً لأحد كبار الضباط الأميركيين المتقاعدين، كما ان نجار كان مسؤولاً في «القوات اللبنانية» في زحلة وانشّق عن ايلي حبيقة وشارك في القتال ضد الجيش.
ويقرّ فخر أنه عاد ليتواصل مع نجار قبل 3 سنوات عبر «الفايسبوك» وتحادثا عن مصير الدروز في سورية وتوافقا حول وجوب تشكيل مجموعات مسلحة من البيئة الدرزية خارج عباءة جنبلاط. ولذلك حضر فخر الى لبنان عام 2012 وبدأ بالتخطيط فاتصل ببعض العناصر الذين كانوا في الحزب الاشتراكي لاقناعهم بالانضمام الى تلك المجموعات وأن هدفها هو الدفاع عن المناطق الدرزية ضد أي اعتداء خصوصاً من «حزب الله» والسيطرة على طريق الشام – بيروت وطريق راشيا-عين عطا والقرى الدرزية المحاذية لجبل الشيخ وتأمين حماية الثوار السوريين في جبل الشيخ من الناحية السورية وإمدادهم بالمقاتلين والسلاح من لبنان. وأكد فخر بأن نجار نصحه بالتواصل مع رياض الأسعد الضابط السوري المنشق فتواصل معه عبر السكايب ونسّقا سوياً الخطوات العملانية، مشيراً الى ان نجار عرّفه على الصفدي المسؤول عن الملف السوري في إسرائيل لجهة دعم المعارضة بالمال والعتاد.
وأوضح فخر أن الصفدي كلّفه بتجنيد اشخاص لمصلحته مقيمين في اميركا، وانه تمكن من اقناع القضماني – وهو سوري ومقيم في اميركا ويكره آل الاسد العمل مع الصفدي لإسقاط النظام السوري. كما عرّفه الصفدي على حمود عوض للتنسيق معه ومع القضماني حول وسائل دعم الثورة السورية وان القضماني سلّم عوض مبلغ 185 الف دولار لشراء السلاح من لبنان وإرساله الى سورية لكنه أخذ المال.
وعن علاقته بمحمد النعيمي وشقيقه ابو حسين قال فخر انه تعرف إليهما بواسطة الصفدي وعلم من ابو حسين انه يحتجز 18 جندياً درزياً وأقنعه بإخلائهم مقابل تزويد جماعته بأجهزة كومبيوتر وكاميرات ديجيتال حديثة. وقد تكللت المفاوضات بالنجاح بعد ثلاثة أشهر.
وكشف فخر ان نجار يحمل الجنسية الأميركية وخلال العام 2012 توجه فخر الى مطار بيروت للعودة الى أميركا لكن موظفاً في شركة الطيران أعلمه بعدم السماح له بالسفر ومراجعة السفارة الأميركية في بيروت التي سلمته عبر إحدى الموظفات ظرفاً مقفلاً وجواز سفره الأميركي وطلبت منه عدم فتحه وتسليمه الى السلطات في مطار بوسطن. وقد أعلم فخر صديقه نجار ما حصل معه فأرسل له بطاقة تعريف تتضمن اسم ضابط أميركي متقاعد يدعى هيم هانت مع رقم هاتفه لمساعدته عند الضرورة. وبعد يومين سافر الى بوسطن وتم سوقه الى التحقيق حول سبب زياراته الى لبنان. وأكد فخر انه تواصل بالفعل مع الضابط هانت وتوطدت العلاقة بينهما عبر بريده الالكتروني.
نقلا عن ایلاف