ذكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن روسيا قد تعود لاستخدام قاعدة همدان الجوية إذا اقتضت الضرورة، لشن هجمات ضد المعارضة السورية المسلحة.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي
وأكد قاسمي في حوار مع وكالة “آنا” الإيرانية، أمس الثلاثاء، أنه يمكن لروسيا استخدام قاعدة “نوجيه” حسب اتفاق “غير مكتوب” بين طهران وموسكو.
وتابع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بالقول: “لدينا تعاون وثيق مع روسيا منذ أعوام لضرب الجماعات الإرهابية في سوريا، وإن استخدام قاعدة نوجيه في همدان من قبل القوات الروسية لفترة قصيرة كان بناء على اتفاق بين موسكو وطهران”.
وأضاف: “لقد استخدمت روسيا قاعدة “نوجيه” الإيرانية بعد حصول تفاهمات بين الطرفين، وكان الهدف من استخدام هذه القاعدة هو التزود بالوقود وكذلك لقرب المسافة لشن هجمات ضد المسلحين في سوريا”، على حد تعبيره.
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني، قال الأسبوع الماضي في تصريحات متلفزة، إن الطيران الروسي تدخل أخيراً في حلب بطلب من طهران لدعم العمليات البرية التي تنفذها القوات الإيرانية ضد الفصائل المعارضة.
من جهته، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، في تصريحات نقلتها وكالة “فارس” الأربعاء: “توجد غرف عمليات مشتركة بين إيران وروسيا وسوريا والعراق موجودة في بغداد ودمشق، ولكن عندما نرى أن هناك حاجة لاتخاذ خطوات أكبر لضرب الإرهابيين نقوم بمنح بعض التسهيلات، مثل التزود بالوقود للطائرات الروسية في قاعدة “نوجه” بهمدان غرب إيران”.
وبرر هذا النائب البرلماني منح قاعدة إيرانية للروس بأنها تأتي في إطار مصالح إيران القومية، وقال إن “إيران اتخذت هذا القرار على أساس مصالحها الوطنية وأمنها القومي، ودعماً لجبهة المقاومة التي تكافح الإرهاب اليوم”، على حد قوله.
يذكر أن منح قاعدة “نوجيه” للروس أثار جدلا واسعا داخل إيران، خاصة بين البرلمان والحكومة بعد انتقادات طرحها نواب تتمحور حول انتهاك السيادة الإيرانية، ومخالفة المادة 146 من الدستور الإيراني التي تمنع منح أي قاعدة عسكرية للأجانب حتى لو كانت لأغراض سلمية.
ويرى محللون للشأن الإيراني أن قضيتي الاتفاق النووي والقاعدة الروسية في همدان قد نسفتا شعار “لا شرقية، لا غربية، جمهورية إسلامية”، الذي قام عليه نظام ولاية الفقيه والذي أطلقه مرشد النظام الأول آية الله الخميني، واستمر فيه خلفه علي خامنئي، إضافة إلى أنهما جعلتا قضية شعارات استقلالية إيران وسيادتها الوطنية وعدم تعبتها للشرق أو الغرب على المحك.