الخلاف السني الشيعي هو خلاف تاريخي بين أكبر طائفتين إسلاميتين، أهل السنة والجماعة، والطائفة الشيعية. الخلاف بين الطائفتين يتركز في عدة محاور؛ منها ما هو متعلق بالعقيدة، ومنها ما هو متعلق بالمسائل الفقهية.
تكمن نقطة الخلاف الرئيسية في شخصية الخليفة الشرعي للنبي محمد، ففي حين يؤمن السُنَّة بأن النبي محمد مات ولم يحدد للأمة الإسلامية خليفة من بعده مما أدى لاجتماع عدد من الصحابة لاختيار خليفة الرسول بعد وفاته، في حين يرى الشيعة أن الرسول قد أعلن أن الخليفة من بعده علي بن أبي طالب.
يرى البعض أن جذور الخلاف الرئيسي بين السنة والشيعة تعود إلى أكبر وأول أزمة مر بها التاريخ الإسلامي، وهي الفتنة التي أدت إلى مقتل عثمان بن عفان، هذه الفتنة وما خلفته وراءها من نزاعات عنيفة لاسيما بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب الخليفة الراشدي الرابع كانت السبب الرئيسي وراء تفتت المسلمين.
على مدار التاريخ حدثت العديد من الصدامات بين الشيعة والسنة تبادل فيها كلا الطرفين الاتهامات. فيرى الشيعة اضطهاد سني لهم في التاريخ، خصوصاً في العصر الأموي والعباسي والعثماني، وفي مقابل هذا الاضطهاد قامت ثورات شيعية، أشهرها ثورة القرامطة.
كانت هناك فتاوى سنية في تكفير الشيعة، فبعض علماء المدرسة السلفية يكفرون شخصيات بارزة في الطائفة الإثنا عشرية.
و هناك من السلفية من يعارض التقارب ويرفضون المعتقد الإثنا عشري مستندين لأقوال قدامى علماء السنة مثل: البخاري ومالك والقرطبي وأحمد بن حنبل وابن كثير، وأئمة السنة من الصوفية مثل أبوحامد الغزالي وعبد القادر الجيلاني، وأبو الحسن الأشعري. (المصدر: موسوعة ويكيبيديا الحرة).
ومعظم أهل السنة والجماعة يعتقدون بأن قبل سيطرة الصفويين على بلاد فارس (إيران) سنة 1507. كانت الشعوب الإيرانية سنية المذهب وكانت الأقلية الشيعية يسكنون في مدن قُم وكاشان والري. وبعد المجازر ضد السنة فرض إسماعيل الصفوي المذهب الشيعي وجعله المذهب الرسمي للدولة على الرغم من اعتراض علماء الدين الشيعة واعتراض سكان تبريز السُنيين. لكن الشاه إسماعيل تمادى في موقفه وتجاهل الاعتراضات وردود الفعل وأمر الخطباء والمؤذنين أن يقولوا في الأذان أشهد أن علياً ولي الله وحي على خير العمل، وأمر بإنشاء مدارس لتدريس المذهب الشيعي ونشره بين الناس. (المصدر مقال: “إيران.. من غزو المغول إلى غزو الملالي).
و في العصر الحاضر ساعدت الثورة الإسلامية في إيران الجماعات الشيعية في الدول العربية على تأجيج الخلاف بين السنة والشيعة بعد فشل الثورة في الخروج من حدود إيران كما أخذت المواجهة بين السنة والشيعة تتراوح بين صراع فكري يتمثل في محاولة استقطاب الفريقين لأكبر كم من الأتباع من الفريق الآخر، إلى الصراع السياسي والمواجهات المسلحة. على سبيل المثال يعزي المحللون التفجيرات في المدن العراقية نتيجة صراع بين الجماعات السنية مثل تنظيم القاعدة وغيرها وبين التيار الشيعي الصدري وكذلك الصراع بين الحكومات السنية وجماعات حزب الله الشيعية في لبنان والبحرين والكويت، وسبب هذا الصراع رغبة كل جماعة فرض سيطرة مذهبها في أوسع نطاق ممكن من العراق والدول المحتوية على نزاعات وربما بتأثيرات إقليمية كما يراه المحللون مثل محاولة تمثيل نفوذٍ سياسي لإيران في الدول العربية.
من الواضح أن “المجرم المقبور خميني” الذي كان يهدف إلى تصدير ثورته الكاذبة إلى الدول العربية، كان له الدور الرئيسي في الفتن الطائفية وتصعيد وتشديد الخلافات والعداء بين السنة والشيعة، ومنذ قرون شيوخ الدين وعلماء الشيعة المتعصبين يمارسون إهانة وشتم الخلفاء الراشدين والسيدة عائشة، ويغرسون الحقد والكراهية في قلوب وعقول البسطاء والسذج من الشيعة. قال لي أحد أصحابي الشيعي بأن عند مشاركته حفل زفاف أحد أقربائه، قام بعض الشيوخ والعجائز بتوبيخه وملامته لتسمية ابنه “خالد” والسبب أن خالد بن الوليد كان عدو الإمام الحسين!؟.
من البديهي أن رد فعل أهل السنة كان شديداً ضد بعض الشيعة المتعصبين على هذه الشتائم والإهانات، ففي السنوات الأخيرة شاهدنا التحول السريع في مواقف وسلوكيات الكثيرون من أهل السنة الذين تحولوا إلى عنصريين ومتشددين، ولا نستغرب إذ نقرأ لبعض المعلقين العنصريين الشتائم والعبارات الركيكة في منتديات مملكة البحرين: “الفرس الكلاب” و”الروافض حمير اليهود”. وبعض العنصريين المندسين في ساحة شرفاء البسيتين يحتفلون بحرق صحيفة الوسط، ويرددون هذه العبارة القبيحة: “أحفاد القردة والخنازير” مع التكبير”، وبعد مباراة العراق وإيران في كأس آسيا 2015 باستراليا بعض من الجمهور العراقي يشتم إيران عوضا عن شتم عصابة المجرم خامنئي التي تتدخل في شؤون العراق باستمرار. ونتيجةً لكل ذلك بلغت العنصرية والطائفية ذروتها بين السنة والشيعة ، وخلقت المنظمات الإرهابية التي أخذت تنتشر كالفطر في الدول العربية والإسلامية والإفريقية.
لقد شاهدنا في الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لحرق آلاف الكتب الثمينة من مكتبات العراقيين، وتدمير مقابر المسيحيين في العراق وليبيا. أنصح الشباب المتحمسين شيعة وسنة بالابتعاد عن الشعارات السياسية البراقة والكاذبة وأحذرهم من الجمعيات والحركات الدينية المتطرفة السنية أو الشيعية التي تنفذ أجندات خارجية وتحاول نشر التفرقة المذهبية والطائفية بين الشعب البحريني، وتخطط لعمليات إرهابية وتخريبية في مملكة البحرين.
لقد كنت تلميذاً لكوادر وطنية في مدرسة جبهة التحرير الوطني في ستينيات القرن الماضي، ثم تخرجت من مدرسة الحياة وتعلمت من الشعب البحريني الأصيل والمضياف الذي تعلمت منه نكران الذات وحب الوطن والناس البسطاء والعمال الكادحين والفقراء، وإنني لست شيعي أو سني بل علماني وليبرالي، والإنسانية هي عقيدتي ومذهبي، وأحب وأحترم جميع شعوب العالم بأعراقهم وقومياتهم وأديانهم المختلفة. لذلك أنا ضد العنف والكراهية والأعمال التخريبية الدخيلة على المجتمع والشعب البحريني الطيب والمسالم. وسأعمل بكل طاقاتي من أجل نشر الحقائق وتوعية الرأي العام. وأعتقد بأن التطرف السني الشيعي خلق تنظيم داعش وجبهة النصرة، وعصابات التيار الصدري ولواء أبوالفضل العباس التي تحرق الأخضر واليابس وتدمر البلدان وتقتل الأبرياء وتنهب ممتلكاته وثرواته.
في الختام أدعو الجميع إلى الإقتداء بالرجال والشخصيات العظيمة الذين جاهدوا في سبيل تحرير وكرامة وعزة الإنسان، أمثال غاندي ومانديلا، وشاعر الإنسانية والمعلم الكبير سعدي الشيرازي وأرجو قراءة قصيدته الخالدة:
بنو آدم جسد واحد إلى عنصر واحد عائد
إذا مس عضوا اليم السقام فسائر أعضائه لا تنام
إذا أنت للناس لم تألم فكيف تسميت بالآدمي؟
——————–
———-
Attachments area