الحسيني :مستثمرون لبنانيون في أفريقيا يدعمون الحزب ماليًا ولوجيستيًا
الرياض: فهد الذيابي
كشف لـ«الشرق الأوسط»، محمد علي الحسيني، الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان، أن «التكتيكات التي تتبعها الوحدة الأمنية التابعة لـ(ما يسمى) حزب الله، في السعي نحو تحقيق أهدافها في بث القلاقل إقليميا، تورط إيران، من خلال محاكاتها لأسلوب الحرس الثوري، خصوصا بعد أن كشفت التحقيقات في عدد من الدول، أن بصمات الهجمات والعمليات الإرهابية التي نفذتها عناصر من الحزب، شبيهة بتلك التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني».
وقال إن «التوصل إلى الطرف البديل عن الحرس الثوري الذي يقوم بوظائفه نفسها، أصبح سهلا، وهذا ما جعل القيادة الإيرانية المكلفة بملف الوحدة الأمنية في (ما يسمى) حزب الله تشعر بالقلق إزاء ذلك، خصوصا أن (ما يسمى) حزب الله كان يمثّل بالنسبة لها ذراعًا قوية تبسط به أجندتها من دون مساءلات دولية، الأمر الذي دعاها إلى أن تبحث عن حلول للخروج من هذه المشكلة ومحاولة إيجاد طرق وبدائل أخرى تمويهية، حتى تتمكن من الاستمرار في توسيع أعمالها الإرهابية وترسيخ أجندتها التوسعية».
وأشار إلى «أن (ما يسمى) حزب الله، استغل نسبة عالية من العائدات المالية لمستثمرين لبنانيين يدينون بالولاء له، في ساحل العاج ونيجيريا والسنغال والغابون وغانا وسيراليون»، مضيفا أن المعلومات تشير إلى أن رأس المال اللبناني يسيطر على أربعة آلاف مؤسسة اقتصادية في ساحل العاج وحدها، من بينها 1500 مؤسسة صناعية يعمل فيها نحو 150 ألف مواطن، مما جعل الحكومة هناك تعطي المستثمرين امتيازات خاصة دون غيرهم من الجنسيات الأخرى.
وذكر أنه «خلال السنوات الماضية، وعقب انكشاف العمليات الإرهابية التي قام بها الحرس الثوري الإيراني في كثير من الدول والإدانات الدولية لإيران، أوكلت المهمة التنفيذية للوحدة الأمنية الخارجية لـ(ما يسمى) حزب الله الذي برع في بداية تأسيسه، في تنفيذ عمليات نوعية واحترافية عالية إلى حدّ القول إن (ما يسمى) حزب الله التلميذ اللبناني تفوّق على أستاذه الإيراني في هذا المجال، حين برعت عناصره في التخفّي والتستّر والتعقّب والمراقبة وتضليل الأجهزة الأمنية والاستخبارية العالمية، فكان من الصعب الوصول إلى هذه الشبكة في بداية نشأتها». وشدد على أن «الولي الفقيه في إيران استطاع أن يخدع كثيرًا من الشيعة اللبنانيين ببدعة الولاء للولي الفقيه في كل الأمور، وهذا ما سهل كثيرًا من مهمة (ما يسمى) حزب الله في استقطاب الشيعة واستدراجهم واستعطافهم تحت عنوان المقاومة الإسلامية، ودعا المغتربين الشيعة أيضا، إلى أن يبذلوا كل ما لديهم بهدف تقديم كل أنواع المساعدات لهذا الحزب»، لافتا إلى أن وجود الأعداد الكبيرة من الشيعة المنتشرين في جميع البلدان مكّن الحزب من الحصول على المساعدة اللوجيستية والتعاون المعلوماتي.
وأضاف أن الأمر لم يقتصر على ذلك، بل تجاوز إلى حد المساهمة الأمنية ومن دون أي تكلفة مادية أو صعوبة معنوية أو عملية، خصوصا أن اللبنانيين الشيعة المغتربين يحظون بمكانة لا يستهان بها في الدول التي يوجدون فيها، ومن ذلك القارة الأفريقية، التي تقدر استثمارات رجال أعمال لبنانيين فيها بـ45 مليار دولار، وعليه سخّر هؤلاء اللبنانيون إمكانياتهم المادية ومكانتهم السياسية لتقديم الدعم بطريقة بعيدة عن الملاحظة، حتى إن كثيرا من المعلومات الاستخبارية تقدم للحزب على طبق من الدقة وروح المسؤولية، وعليه تمكّن الحزب من كسر الحصار المطبق عليه من خلال استغلال الشيعة اللبنانيين المنتشرين في كل أصقاع العالم.
وبين أن الوحدة الأمنية فيما يسمى «حزب الله» لجأت إلى تجنيد شيعة لبنانيين سواء ولدوا أو ترعرعوا في دول خارج لبنان بحيث أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من تلك الدول، وعمل ما يسمى «حزب الله» على إيجاد شخصيات مناسبة وموثوق بها وبولائها، كما اتخذ وسيلة أخرى من خلال تزويج شباب شيعة لبنانيين في الوحدة الأمنية الخارجية بنساء أجنبيات، بغرض حصولهم على جنسيات أجنبية إضافة إلى أبنائهم، فحصولهم على الجنسية الأجنبية يبعد الشكوك والشبهات عن نشاطهم في التدريب والتكليف بالمهام.