من النکات المنسوبة إلی أحد نواب محافظة قزوین في البرلمان الإیراني في عهد الرئیس محمد خاتمي، أنه کان مغرماً بوزیرة الخارجیة الأمریکیة السابقة «کوندالیسا رایس» لدرجة أنه قال في أحد خطبه أن شابا من قزوین کان صدیقا لکوندي أیام الدراسة بأمریکا وفیما کانت کوندي، تأمل بالزواج منه ، ترکها حبیبها القزویني بعد إتمام الدراسة وعاد إلی إیران مما تسبب في إیجاد حالة من النفور لدی رایس تجاه الإیرانیین.
وأضاف النائب، من أجل أن تتغیر هذه الحالة إلی حب، فأنني مستعد للزواج بها ولکن بزواج المتعة لفترة قصیرة حتی تذوق طعم السعادة في بیت قزویني!
لست علی علم بما فعل النائب السابق في سبیل إزالة عقدة الکراهیة لدی السیدة رایس، إلا أنني وجدتها في لقاء جمعنا (أنا وعددا من الناشطین الإیرانیین في مجال حقوق الإنسان) وجدت السیدة رایس بمنتهی اللطف والاحترام تجاه بلدي، حیث أعربت عن إعجابها بالحضارة الإیرانیة ودور الشعب الإیراني في المساهمة في بناء الحضارة البشریة، مبدیة أیضا إعجابها البالغ بشاعرنا الفیلسوف مولانا جلال الدین المعروف بالرومي.
لم أشعر أبدا لا بکراهیتها حیال إیران ولا بغضبها تجاه أهالي مدینة قزوین! مما أکد لي مرة أخری بأن ما تذکره أبواق النظام الإیراني منذ أکثر من ثلاثة عقود عن العداء الأمریکي تجاه إیران وکره الشعب الإیراني حیال الأمریکان، لیس سوی أکاذیب دعائیة، ربما کانت مؤثرة خلال مرحلة الحرب الباردة بین موسکو وواشنطون في تضلیل الرأي العام في طرفي خط المواجهة. والنظام الذي جاء إلی الحکم أصلا بدعم أمریکي وغطاء أوربي، وکلما شعر بخطر، رکع أمام الشیطان الأکبر، لیس عدوا لأمریکا، لیس فحسب بل أن دوره المقرر في اللعبة الدولیة، هو دور العدو الدائم ظاهریا والصدیق المخلص في السرّ.
وصرخات الموت لأمریکا والتي لا تزال تنطلق في کل اجتماع أو مظاهرة في إیران یجب اعتبارها، جزءاً من مسرحیة مضحکة ومبکیة في آن معا، دفع الشعب الإیراني ثمنا باهظا لها منذ انطلاقها في تراجیدیا اقتحام السفارة الأمریکیة بطهران في نوفمبر 1979 من قبل من أطلقوا علی أنفسهم طلبة خط الإمام واحتجاز 52 دبلوماسیا خلافا للأعراف والقوانین الدولیة لمدة 444 یوما.
وإثباتا لما أؤمن به عن وجود حبل متین یربط مصالح نظام ولایة الفقیه بأمریکا، دعوني أقدم بعض الحقائق والنماذج عن مستوی التفاهم الأمریکي الإیراني رغم مواقف تبدو أحیانا متناقضة تارة وعدوانیة تارة أخری.
في العام 1976 أعلن الشاه الراحل عن مشروعه القاضي بإنشاء 40 مصفاة نفطیة حول العالم والمئات من محطات بیع المشتقات النفطیة (من إنتاج النفط إلی بیع البترول والغاز مباشرة إلی المستهلک الغربي قبل نهایة القرن العشرین مشیراً إلی أن سعر النفط یجب ألا یقل عن سعر المیاه المعدنیة، أي أن یکون فوق مئة دولار للبرمیل).
ونظرة إلی مذکرات أسدالله علم وزیر البلاط والمستشار القریب من الشاه والتي تم نشرها بعد وفاة الشاه وعلم، تکشف أن الولایات المتحدة التي کانت حلیفة وصدیقة للشاه و إیران! قد أغضبها قرار الشاه لدرجة بدأت بعض الأوساط المتنفذة بواشنطون تهدد الشاه بأنه سیدفع ثمنا باهظا في حالة تنفیذه مشروعه هذا.
ولم یمض وقت طویل علی تلک التهدیدات، (وعقب زیارة تاریخیة للرئیس جیمي کارتر لإیران حیث امتدح الشاه واعتبر إیران جزیرة الهدوء والاستقرار) انطلقت صرخات الموت للشاه وما تبعه حتی مغادرة الشاه بلاده نحو مستقبل مجهول، فیما کان الشعورالعام یعتبر أن واشنطن، ستدعم بقوة حکومة الدکتور شابور بختیار، الزعیم الوطني العلماني الذي ظل وفیا لرمز التحرر والوطنیة الدکتور محمد مصدق، وقضی سنوات في السجن قبل أن یدعوه الشاه لتشکیل حکومة وطنیة بغیة تحقیق مطالب الشعب من تطبیق أسس الدیموقراطیة وإطلاق الحریات إلی حل السافاک (الشرطة السریّة). غیر أن الإدارة الأمریکیة کما کشفت وثائق بریطانیة وأمریکیة بعد ثلاثة عقود من قیام الثورة، اختارت العمامة (کما شهدنا مؤخرا في مصر حیث وقفت إدارة أوباما إلی جانب الإخوان واعترفت بفوزهم قبل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسیة؛ وکما ظلمت بختیار فهی ظلمت أحمد شفیق الذي کان یتقدم علی محمد مرسي بآلاف الأصوات قبل أن یعلن تقدم مرسي و…) ودخلت في التفاوض مع ممثلي الإمام الخمیني من المعممین وأصحاب الکرفاتات من موسوي أردبیلي وبهشتي إلی إبراهیم یزدي ومصطفی تشمران.
وما من شک بأن عملیة احتلال السفارة الأمریکیة وحجز دبلوماسییها، لم یأت من مفکرة الخمیني بل أن الحزب الشیوعي «توده» أعد الخطة ونفذها علی أیدي طلبة یساریین وإسلامیین ثوریین تحت إرشادات حجة الإسلام محمد موسوي خوئیني ها المعروف بالملا الأحمر.
لقد وقفت الولایات المتحدة خلال الحرب الإیرانیة العراقیة علی مسافة واحدة من طرفي الحرب إلا في مراحل معینة حینما شعرت باحتمال هزیمة إیران حیث أرسلت المعدات إلی الجیش الإیراني تارة مباشرة مع مسدس لرفسنجاني وإنجیل للخمیني وکعکة لقادة الحرس، وتارة أخری بواسطة إسرائیل، کما أنها ساعدت العراق بمعلومات استخباریة عن تحرکات القوات الإیرانیة حینما شعرت بأن العراق علی وشک تلقي ضربة کارثیة ستسفر عن انهیاره. وقصة «إیران غیت» باتت معروفة کقصة ألف لیلة ولیلة.
ودون الدخول في تفاصیل الاتصالات خلال هجوم أمریکا علی أفغانستان ومن ثم العراق والتنسیق الکامل في بعض المراحل وإغماض عین أمریکا حیال عبور المئات بل الآلاف من مقاتلي القاعدة عبر الأراضي الإیرانیة إلی العراق والقنابل التي قتلت المئات من الجنود الأمریکیین، و … وللحظة واحدة، نفترض أن دولة عربیة ما، تبارک احتلال السفارة الأمریکیة وحجز دبلوماسییها لمدة 444 یوما، ثم تشارک أجهزة استخباراتها وحرسها الثوري في تفجیر مقر المارینز والسفارة الأمریکیة ببیروت وقتل 350 ضابطا وجندیا ودبلوماسیا، وخطف العشرات من المواطنیین الأمریکیین وقتل البعض منهم مثل ویلیام باکلي رئیس محطة الاستخبارات المرکزیة بالشرق الأوسط، وتتدخل في شؤون دول أخری معظمها حلیفة لأمریکا، وترتکب جرائم بشعة بحق شعبها بآلاف الإعدامات وإلقاء الأحرار والمناضلین في سجونها وبثّ الفرقة والنفورفي منطقة الشرق الأوسط، وإشعال حروب طائفیة واحتلال سوریة والعراق فعلیا وخطف السیادة اللبنانیة وأسر شعبه بواسطة میلیشیات طائفیة و… ماذا کان الردّ الأمریکي علی ممارسات هذه الدولة؟
ألم یکن من الممکن أن یجوب جنود الأمریکان الآن شوارع هذه الدولة؟ فما معني هذا التسامح والتساهل حیال جمهوریة ولایة الفقیه؟ ألیس ذلک دلیلاً علی أن النظام القائم في إیران یحافظ علی المصالح الأمریکیة ویوفر الأرضیة للانتشار الأمریکي في المنطقة وضمان استمراریة الاحتلال الإسرائیلي للأراضي الفلسطینیة.
لقد قال لي الرئیس الفلسطیني الراحل یاسر عرفات في آخر لقاء معه قبل استشهاده، إن الأضرار التي لحقت بنضالنا من جراء ممارسات النظام الإیراني وتدخلاته السافرة في شؤوننا، لا تقل عما تعرضنا له من المصائب علی أیدي الإسرائیلیین. وسمعت الکلام نفسه من العدید من المناضلین والمسؤولین الفلسطینیین. وهل یصدق أحد أن الفئة الحاکمة في طهران، عدوة لإسرائیل وتؤمن بنضال الشعب الفلسطیني؟
نفس السؤال یطرح عند البحث عن حقیقة العلاقات الإیرانیة الأمریکیة، إن القضیة لیست في وجود علاقات دبلوماسیة بین طهران وواشنطون المقطوعة منذ العام 1980، بل علینا أن ننظر إلی ما وراء ذلک، أي هل عززت الولایات المتحدة حضورها في المنطقة ووسعت رقعة تدخلاتها بعد جلوس الإمام الخمیني علی عرش الطاووس أم أن مصالحها تعرضت للنکسة؟
ولنکن موضوعیین، أذکر بعض الحقائق الواضحة في ساحة المصالح الأمریکیة في المنطقة قبل وبعد الثورة الإسلامیة في إیران.
في العام 1978 أي قبل ظهور نائب إمام الزمان بسنة، لم تکن في الخلیج الفارسي حضور للأساطیل الأمریکیة والبریطانیة والفرنسیة والروسیة، وزیارة بعض السفن الحربیة لأمریکا أو بریطانیا لمیاهنا الدافئة، بین الحین والآخر کانت في اطار اتفاقیات عسکریة لاجراء مناورات مشترکة أو زیارات الصداقة. والدول المطلة علی الخلیج الفارسي وفي مقدمتها إیران والسعودیة کانت تعیش في ذروة التفاهم والتعاون والتنسیق فیما بینها، بینما علاقات إیران مع العراق بعد اتفاقیة الجزائر دخلت مرحلة التعاون الشامل في مختلف المجالات. لقد تمکنت سلطنة عمان بفضل الدعم العسکري الإیراني من إلحاق هزیمة کاملة بالثوار الشیوعیین المدعومین من الاتحاد السوفیتي والصین.
إن دول المنطقة کانت في مسابقة لإحراز تقدم أکبر وتنمیة مستمرة بعیدا عن الحروب والتدخلات الأجنبیة، وفجأة تعرضت إیران والمنطقة لهزة مدمرة خرج من الأرض بعدها الإسلام الثوري المحمدي الولائي لتعم المنطقة الفوضی والفتن والمؤامرات، أسفرت عن وقف سرعة التقدم في إیران أولا، ومن ثم في دول المنطقة، والاتکال علی القوی الکبری أکثر فأکثر وعودة الأساطیل الأجنبیة إلی الخلیج الفارسي وإنشاء قواعد لها خوفا من مطامع أصحاب العمائم ممن أخرجهم الخمیني من زجاجته بحیث شعر کل ملا (رجل دین) في بلاد المسلمین بأن السلطة باتت قریبة منه ولیس بحاجة إلی نضال وجهاد للوصول إلیها، ولکن من خلال إطلاق شعارات طنانة وتضلیل الرأی العام والتلاعب بمبادئ الدین الحنیف، سیجعله خمینیا في بلده.
وهکذا انطلقت رایة الإسلام الثوري بوجهیه الولائي (ولایة الفقیه) والسني السلفي (ولایة بن لادن والملا عمر).
فمنذ جلوس روح الله مصطفوي الملقب بالخمیني علی کرسي الحکم ولحد الآن، بلغ عدد ضحایا حکمه وحکم خلفه میلیون قتیل وجریح في الحرب مع العراق، و150 ألف ضحیة ممارسات النظام القمعیة في میادین الإعدام والشنق والقتل، هروب 7 ملایین إیراني من بلدهم بینهم خیرة الشباب والمفکرین والمتعلمین والمتعلمات، المغامرة بحیاة آلاف من الشبان المغرر بهم في لبنان والعراق وسوریة وأفغانستان و … بینما حصاد دول المنطقة من تفاعلات وآثار وصول الملالي إلی الحکم في إیران تجاوز الآلاف من القتلی وإهدار المیلیارات من الدولارات من الناتج القومي وعائدات هذه الدول.
أما حصاد أمریکا وحلفائها وروسیا والصین و … من تغییر النظام في إیران مادیا ومعنویا لا تعدو ولا تحصی بحیث یتجاوز حجم المبیعات العسکریة من الدول المذکورة للدول العربیة المجاورة لإیران تجاوز 300 میلیار دولار.
هل تریدون دلائل أخری، للقبول بمبدأ العلاقة الجوهریة والزواج الدائم بین نظام ولایة الفقیه وأمریکا وحلفائها الأوربیین؟
لمتابع مسار السیاسة الإیرانیة في سنوات الثورة، لا یبدو إطلاق شعار الموت لأمریکا في صلاة الجمعة بطهران وتندید المرشد بالشیطان الأکبر وتهدید قادة الحرس بتدمیر إسرائیل وإحراق بلاد الاستکبار بصواریخ طیر أبابیل، وفي الوقت نفسه، نجد أن وزیر خارجیة الولي الفقیه یرمی نفسه بین ذراعیه نظیره الأمریکي جون کیري. کما لا یفاجئه خبر اجتماع الخبراء الإیرانیین و الإسرائیلیین بحضور مندوبي أمریکا وبریطانیا. ولا ینسی المتابع مفاجاة أبریل (إطلاق سراح الرهائن الأمریکیین بعد انتهاء الانتخابات الرئاسیة وفقا لاتفاق بین ممثلي الإمام الخمیني ومستشاري رونالد ریغان في أسبانیا) کما یتذکر دائما إیران غیت وهدایا ریغان لولي الفقیه، وسیذکر دائما تقدیم العراق إلی نائب إمام الزمان في طبق من الذهب بواسطة الرئیس باراک حسین أوباما.
هکذا لم یکن حکایة غرام حکومة ولایة الفقیه والشیطان الأکبر یحمل أی مفاجاة، کونها حکایة مملة ومتکررة، ورغم ذلک فإن العدید من المحللین أعربوا عن تفائلهم بحصول تغییر شامل في العلاقات الإیرانیة الأمریکیة بانتخاب حسن روحاني، کأنّ الرئیس الجدید رجل جاء من المریخ ولیس هو نفس خریج مدرسة الإسلام الثوري الولائي الذي تولی أرفع المناصب منذ قیام جمهوریة ولایة الفقیه! منها سکرتیر المجلس الأعلی للأمن القومي وممثل الولي الفقیه.
والأغرب من ذلک فأن الرئیس الأمریکي الذي یعتبر بطلا في الدفاع عن حقوق الإنسان، نسی في مکالمته الهاتفیة مع الرئیس روحاني، أن إیران تتصدر دول العالم في عدة مجالات منها، وعدد الإعدامات، وعدد هتک واغتصاب السجناء، وعدد المدمنین للمخدرات، وتدریب الإرهابیین وتسلیحهم، ودعم الأنظمة القمعیة المجرمة مثل النظام السوري، وإبادة الأقلیات الدینیة والعرقیة وممارسة التمییز العرقي والطائفي ضد غیر الشیعة المؤمنین بولایة الفقیه أو المتظاهرین باعتناق مذهب ولایة الفقیه. نسی الرئیس باراک حسین أن 130 إیرانیا أعدموا منذ فوز روحاني في الانتخابات، ولم یکن یهمه مصیر المئات من سجناء الضمیر في سجون الولي الفقیه ممن صدر بحقهم أحکام الإعدام بسبب آرائهم السیاسیة ومعارضتهم لبدعة ولایة الفقیه.
إن الناس البسطاء في عالمنا الإسلامي ینظرون إلی تصریحات الولي الفقیه باعجاب ویصدقونه حینما یقول: «إن الذین یثیرون موضوع إقامة العلاقات مع أمریکا، إما أن یکونوا من البسطاء والجهلة، أو من المرعوبین. أن إقامة أیّة علاقات مع أمریکا لیست في صالح النظام والشعب، ومتی ما کانت الظروف مناسبة وحین تقتضي المصلحة، فإنه سوف یتخّذ القرار الضروري في هذا المجال».
هذا وبالإضافة إلی ذلک بادر مرشد النظام في خطابٍ ألقاه قبل شهرین، إلی التهجُّم بشدّة علی أمریکا، وأشار إلی الجرائم التي ارتکبتها أمریکا ضد إیران والشعب الإیراني قبل وقوع الثورة في إیران؛ وذکر أن الولایات المتحدة طیلة الـ 33 عاماً الماضیة اتخذت إجراءات عدائیة ضد النظام الإسلامي. کما ادّعی خامنئي بأن «أمریکا قد جنَّدت کافة قواها الإعلامیة والسیاسیة والعسکریة ضد الجمهوریة الإسلامیة، ولذلک یجب علینا الصمود بکلّ قوّة أمام ذلک البلد ومؤامراته».
ماذا تغیر الیوم بحیث یبارک المرشد خطوات روحاني و وزیر الخارجیة ظریف في مامحادثات الجاریة بجنیف علنا و سرّا و یعتبرالمفاوضین أبناء الثورة الغیاری ؟
لیس سرا أن الوضع الاقتصادي المتردي ، و خوف النظام من عصیان مدني أو انتفاضة واسعة ، و الحاجة إلی رفع العقوبات و منع ألولایات المتحدة و الاتحاد الأروبي من فرض مزیدا من العقوبات ، من أهم العوامل ألتي دفعت النظام إلی ارتداء زي الاعتدال و البرغماتیة ، في التعامل مع الملف النووي أملا منه بتخفیف العقوبات و السماح بعودته إلی حضان المجتمع الدولي . و رغم ذلک فأن غیاب الشجاعة و الرؤیة المستقبلیة لدی اصحاب القرار ، و النفاق ألذي بات من میزات أهالي ولایة الفقیه ، جعل رأس السلطة یشجع المفاوضین بید و یبارک معارضیهم بید أخر و في الیوم ألذي یبشرنا وزیر خارجیة الولي الفقیه أن الاتفاق مع مجموعة 5+1 بات ممکنا و قریبا ، تقول المتحدثة باسم وزارته ، “ان العقوبات لم تترك تأثيرا على الشعب الايراني , ولم تؤد مطلقا الى تغيير سياسة ايران , واذا كان الامريكيون يتصورون ان ايران ستذهب الى طاولة المفاوضات بسبب الضغوط فانهم مخطئون , مؤكدا بان على الادارة الامريكية تصحيح نظرتها وتبني نظرة واقعية.
واشارت ألمتحدثة السیدة أفخم الى ان ايران متفاءلة الى المحادثات مع مجموعة “5+1″ يجب ان نرى ما هو رد “5+1″ على مقترحات ايران , حيث اكدنا على ضرورة التوضيح في الخطوة الاولى والاخيرة , وفي حالة توضيح الامور فباستطاعتنا اتخاذ القرارات , ومن السابق لاوانه اتخاذ قرار بهذا الشأن.
واعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية بان يتخذ المسؤولون الاوروبيون مواقف واقعية.
ان قائد الثورة الاسلامية له كلمة الفصل في الموضوع النووي , و ان توجيهاته هي كلمة الفصل في العديد من المواضيع الداخلية والتي تطرح على صعيد المجتمع.
واضافت أفخم : ان المفاوضين بالاستناد الى توجيهات قائد الثورة الاسلامية والدعم الشعبي , يواصلون مهامهم بعزيمة قوية , ويحدونا الأمل من خلال الاعتماد على الاجماع الوطني واتباع شرائح المجتمع لتوجيهات القائد , ان تصل المفاوضات الى النتائج التي تضمن حقوق الشعب في البرنامج النووي السلمي.
وحول تصريح وزير الخارجية الامريكي بان الخيار العسكري مازال مطروحا على الطاولة , قالت افخم : ان القول بان جميع الخيارات مطروحة هي جملة مكررة , ونأمل بان تكون مواقف المسؤولين الامريكيين مبنية على النظرة الواقعية ،وعلى الامريكيين ان يتسموا بالجدية التامة ويتعاملوا مع الشعب الايراني بسياسة واقعية , وان تكرار هذا الموضوع لن يؤثر على عزيمة الشعب الايراني…
هل تریدون أکثر من ذلک لیشارکني في التفائل بقرب تسویة سلمیة للملف النووي ؟
صرخات ألموت لأمریکا لاتزال تعلو في سماء العاصمة طهران و ربما سنسمعها للسنوات المقبلة ،بینما یواصل المرشد و رجاله مساعیهم لابعاد الخطر التمرد الشعبي بتقبیل یدی باراک حسین أوباما .