وصلنا مجدداّ خبر وقوع ضحية جديدة من أبناء إيران. خبر يحكي عن شاب إيراني من المواطنين العرب في الأهواز وقد هُدِرَ دمُه بسبب عدم رضاه من نظام حكومته.
إن المواقع المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني يدّعون بأن هذا الشاب الإيراني (حاتم مُرمضى المواطن الأهوازي) قد ذهب إلى سورية بطريقة سرِّية قبل عام و قُتِل أثناء اشتباكات مجموعة تحرير الشام وداعش حين كان يتلقى التدريبات العسكرية في منطقة إدلب مع مجموعة داعش.
منذ الثلاثاء 13 خرداد (5 جون) وردت أخبار مغايرة للواقع في المواقع التابعة للحرس الثوري عن تلك المواقع الإخبارية المختلفة والتي تنقل ما أورده إبن عم حاتم مرمضى أي فيصل مرمضى.
لقد انتشر فيديو لأحد الأفراد يذكر فيه بأنه فيصل إبن عم حاتم مرمضي و إن الصور التي توضِّح بأن حاتم كان في معسكر داعش كلها مزيَّفة و عبارة عن فوتو شوب و حاتم إختُطِفَ بواسطة ضباط الأمن قبل عام حين عودته من منزل أحد أقاربه في سوسنگرد وقد ثبُتَ خبر وجوده حياً من قِبل أحد المسجونين المطلق سراحه من مركز الحجز الأمني في أهواز قبل عدة أشهر.
أدلى فيصل بتصريحات في ذلك الفيديو بأن ضباط الأمن اتصلوا أخيراً بعائلة حاتم وأخبروهم عن مقتل إبنهم وهدّدوا عائلة حاتم بأنه يجب عليهم أن يشاركوا السلطات في مراسم الدفن , ولكنهم يرفضون طلب السلطات و يكذِّبون الحادثة و ما وقع لحاتم خلال السنة الماضية ويمتنعون من استلام جثة حاتم. ولكن بعض المواقع الإخبارية المختلفة الموالية للحرس الثوري تقوم و في نفس الوقت و بأسلوب مماثل و مكرَّر بسرد قصص كاذبة عن انتماء حاتم لداعش والتعاون معهم.
يؤكد فيصل بأن الصور المنشورة لحاتم في تلك المواقع تُبيِّن بأن هاتفه المحمول كان في أيدي ضباط الأمن وهذا الموضوغ أيضاً مؤشر لثبوت حجز حاتم عند السلطات الحكومية قبل عام.
يلزم التوضيح هنا بأنه خلافاً لما تدعيه المواقع التابعة للحرس الثوري, فإن الأعضاء العرب من الجبهة الوطنية الإيرانية بعد البحث والتدقيق لم يجدوا أي ملف أو فيديو لداعش أو تحرير الشام يُثبِت إدِّعاءات المواقع التابعة للحرس الثوري أو بأن هذا الشاب الإيراني ينتمي لتلك الجماعات الإرهابية.
إنه لعار أن تقوم السلطات الأمنية لأجل إخفاء آثار الظلم الناتج عن الفوضى في الإدارات والمراكز الأمنية وأن تصل إلى هذه الدرجة من الانحطاط و ذلك بالتوسل إلى أقذر الجماعات الإرهابية غير الإيرانية و التي هي ضد إيران لإلحاق الانتساب لأحد مواطنيه ( ولو كان مخالفاً للحكومة) لتلك الجماعات.
حتى لو افترضنا صحة الادعاء المؤسف للحرس الثوري والذي يقوم بإخفاء نواياه خلف المواقع ” الإخبارية التحليلية” ألا يجب علينا أن نتساءل لماذا يريد هذا الشاب الناطق بالعربية المتباهي بإيرانيته أن يتنازل من وطنيته الإيرانية ويصبح عضواً في جماعة متشرِّدة و مُهانَة؟
حتى لو افترضنا صحة الخبر ألا يُطرَحُ هذا السؤال من قِبَل صانعي الأخبار في غرفة الحرب النفسية الثورية في طهران (مرجع جميع المواقع التي تسير في نفس النمط) بأن في سوسنگرد و أهواز مع قدمة سوابقها في الدفاع عن أرض إيران ماذا فعل زملاؤنا في العمل حتى يقوم هذا الشاب الإيراني كي يلتحق بالوحوش الداعشية؟
إن أكاذيبكم هي سبب إنهيار هيكل الدولة , أنتم الذين من كثرة الفساد و انهيار النظام و الأخلاق بينكم تُجبَرون أن تخفوا جناياتكم والتي قد تكون نتيجة الإفراط في تعذيب ذلك الشاب المحب للمشاركة في الأمور الاجتماعية , الثقافية و السياسية لوطنه و تبررون موقفكم بهذه التفاهة.
إن الشاب الذي كان يجب أن يُقتَل في الدفاع عن وطنه تتهمونه بالموت من أجل العدو المنفور لهذه البلاد وذلك كي تغطون وصمة العار التي لحقت بكم.
إذا تماديتم في الإصرار على إنتماء هذا الشاب لداعش فهو عذر أقبح من ذنبكم الدائم, إذاً ماذا ارتكبتم بحق المواطنين العرب السنيين حيث بادروا هذه المرة بدلاً من اللجوء إلى أوروبا و أمريكا بعقد الصداقة مع أكثر المخلوقات المكروهة المعروفة في الحضارة الإنسانية لكي يثبتوا معاداتهم لكم؟
لو كان لديكم ذرة من الشرف أو العقل أو الاحساس لبحثتم عن سبب انضمام مواطن على دينكم و ملتكم إلى أبشع جماعة وضد البشرية واعتبرتم أنفسكم مقصرين بدلا من أن تُظهروا الفرحٍ والسرور أو تعتبروا إثبات إنتمائه إلى داعش نصراً لكم. وكان الأفضل أن تشاركوا تلك العائلة المغمومة في مصابها الأليم. ولكن ليس لديكم شرفٌ أو عقلٌ و يبدو أن هذا الشاب بسبب شجاعته وجرأته قد قُتِل تحت الضرب المبرح. في هذا الموقف كان من الأجدر لكم أن تعترفوا بمسئوليتكم عن نقض القانون الذي سبق و قد تعاملتم بنفس الأسلوب (ستار بهشتي…..) وعدم قدرتكم من مواجهة ذلك الشاب الجريء فبذلك كنتم قد تجنبتم الخوض في ذلك العار.
أيها المواطنون الكرام
تتقدم الجبهة الوطنية الايرانية بأحرّ التعازي إلى كافة الشعب الإيراني خاصة مواطنينا العرب أهالي أهواز بمناسبة وفاة هذا المواطن السوسنكردي من توابع خوزستان العزيز.
إذا كان هذا الشاب قد التحق بداعش فإننا كأعضاء الجبهة الوطنية الإيرانية نعتذر من الشعب الإيراني وخاصةً المواطنين الخوزستانيين و أفراد وطننا من أهل السنة العرب و نعزِّي أنفسنا بأننا لا نقدر و لم نقدر أن نمنع ظلم و قساوة الحكومة تجاه أتباع الأديان و أهالي هذه الديار و لم نستطع أن نهيّئ ظروفاً لشابٍ كان يطمح أن يصل وينال أعلى الرتب العسكرية في الجيش الوطني لكنه خلافاً لذلك ترك الوطن بعد فقد الأمل و الشعور باليأس فأصبح من المليشيات في مجموعة مهينة و سقط صريعاً في أرضٍ غريبة كرمز محبط لنسل يائس وفاقدٍ للأمل.
وإذا كان مواطننا السوسنكردي أو الخوزستاني قد هُدِر دمه نتيجة دفاعه عن رأيه وعقيدته خلال استجواب يناقض القانون الأساسي الإيراني و قوانين حقوق البشر المعروفة والأعراف الأخلاقية في العالم, فهذا رمزٌ ودليلٌ على إحياء المقاومة وهو رمز الأجداد للدفاع عن الإعتداء الأجنبي لأن الظلم تجاه الآخر هو من اعتداء الأجنبي. نحن مرةً أخرى نتقدَّم بأحر التعازي لعائلة حاتم مرمضي و كل عشيرته ونتمنى أن يعتبروننا بصدقٍ وأمانة شركاء لهم في مصابهم الأليم.
الأربعاء , 25 خرداد 1397