37 دقيقة «نارية» شهدتها أروقة جامعة الدول العربية في القاهرة، الثلاثاء، بسبب «مهاترات قطر»، التي ردت عليها دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب، وهي مصر والسعودية والإمارات والبحرين.
الاجتماع الدوري الـ148 لوزراء الخارجية العرب لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط
الأزمة فجرتها قطر عن طريق مندوبها في اجتماع جامعة الدول العربية، سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية، الذي تحدث لمدة بلغت 10 دقائق مستعينًا في بدايته بكلمات رابع الخلفاء الراشدين، علي ابن أبي طالب: «حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق».
وادعى مندوب الدوحة أن «إجراءات الحصار غير المشروع المفروضة على دولة قطر جريمة مكتملة الأركان»، لافتًا إلى «قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية، وتصريحات مفبركة لأمير قطر، وحملات إعلامية من كلاب مسعورة»، حسب تعبيره.
وواصل مندوب قطر حديثه بالإشارة إلى أن «السجن يكون عقوبة المتعاطف مع الدوحة»، دون أن يقدم دليلًا على حديثه الذي رأى فيه أن مطالب دول الرباعي العربي «غير قابلة للتنفيذ، ومساس بسيادة الدولة».
وقال: «نحن دعاة سلام، نشتغل بصدق ولا نختبئ وراء الستائر، ودول الحصار لم تتجاوب مع جهود الدوحة»، مدعيًا في الوقت نفسه أن «إيران دولة شريفة، ونحن تعاطفنا مع السعودية وسحبنا سفيرنا هناك».
وانتهت كلمات مندوب قطر بتدخل وزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف، ليشير إنهاء أعمال الجلسة الافتتاحية، فطالب السفير أحمد القطان، سفير المملكة العربية السعودية الرد على ادعاءات الدوحة، بينما طالب سامح شكري، وزير الخارجية المصري، بـ«نقطة نظام» للرد أيضًا، لافتًا إلى أن «الكلمة لا تتعلق بجدول الأعمال، وتتناول الرباعي العربي بشكل سلبي»، مشددًا على «حقنا في الرد»، وفقًا لقوله.
وعاود «المريخي» الحديث بأنه لم يخرج في كلمته عن جدول الأعمال، مشيرًا إلى أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، «هو من تكلم بعيدًا عن جدول الأعمال».
واستنكر «قرقاش» كلمات مندوب قطر، متهمًا الدوحة بـ«دعم الإرهاب»، مشددًا على أنه «لنا حق الرد لأنها وصفت الأمر بطريقة غير صحيحة»، ليتدخل وزير خارجية جيبوتي الذي يترأس الجلسة ليشير إلى ما سماه «حق» قطر في إلقاء كلمتها، فاعترض «القطان»: «الكلمة لم تكن لقطر في جدول الأعمال، وأنا مُصِّر على الرد على هذا الكلام على الهواء».
فالتقط وزير خارجية جيبوتي الكلمة وقال إن «جدول الأعمال لم يعتمد بعد»، بينما دخل على الخط مندوب دولة العراق، الذي شدد على أهمية تغليب الحوار والبعد عن الذاتية و «كل الآراء التي تطرح محترمة، ومن عنده حق الرد يرد، ونحتكم لرئيس الجلسة».
ورد «القطان» على رئيس الجلسة في الجامعة العربية، التي شهدت حضور السفير أحمد أبوالغيط، أمينها العام: «كنت تعلم مسبقًا بما سيقوله رئيس الوفد القطري الذي كان خارج النطاق عن الخطابات الرسمية»، مشددًا على حق دول الرباعي العربي على الرد، ولن أخرج إلا بالرد»، وهو ما تضامن معه قرقاش لأنه «ادعى أن تحركنا كدول أربع لم يستند إلى حقائق».
وعاد «شكري» بالحديث مجددًا: «أنا أول من طلب حق الرد»، منفعلًا على ما قاله مندوب قطر، حيث اعتبر حديثه «مهاترات وحديث غير ملائم وعبارات متدنية»، متحدثًا عن «التاريخ القطري في دعم الإرهاب وما توفره من أسلحة وأموال وعناصر متطرفة في ليبيا وسوريا واليمن وداخل مصر، وأدت لاستشهاد العديد من أبناء مصر».
وشدد «شكري» على أن مصر ستدافع عن مصالحها واتخاذ الإجراءات التي يكفلها لها القانون الدولي، مؤكدًا أننا «شعب لنا رصيد من التاريخ يمتد لـ7 آلاف سنة، ونتكلم عن حقائق ونتصرف بمسؤولية، وكلامه (مندوب قطر) خارج».
بدوره، قال مندوب مملكة البحرين: «عانينا كثيرا ومازلنا نعاني من دعمها لإرهابيين لأكثر من عقدين من الزمان، ويقولون الربيع العربي وحق الشعوب، أين حق الشعب القطري؟».
واستنكر «القطان» وصف مندوب قطر لإيران بـ«دولة شريفة»، موضحًا: «يقول إن إيران دولة شريفة.. إيران تتآمر على دول الخليج العربي ولها شبكات جاسوسية في الكويت والبحرين، إيران التي تحرق السفارة السعودية دولة شريفة؟!، ونحن لا نريد أحد يتعاطف معنا ونتصدى بحول الله وقوته لأي أحد».
وتابع: «يقول الإرهاب وأين الأدلة؟، الرئيس الأمريكي قال كم من مرة على قطر أن توقف دعم الإرهاب»، مستعنيا بكلام وزير الخارجية المصري عن قطر: «لن أتعرض لهذا الأمر»، لافتًا إلى التسجيلات الخاصة بأمير قطر ووزير خارجيتها مع معمر القذافي، الزعيم الليبي الراحل، حيث تساءل: «أليست هذه مؤامرة؟».
وواصل: «ماذا تقولون عما صرح به أمير دولة الكويت الشقيقة في واشنطن والآن تتنصلون من هذه الأمور؟ ولا تلجأ إلى أسلوب رخيص، ونحن لا نريد أن نغير نظام الحكم لديكم»، بينما رد «قرقاش»: «تدخلت (قطر) في ملفات عربية عدية بهدف الفوضى والتغيير، وهذا السجل لا يمحى».
وقال قرقاش: «أين الدليل؟ القطريون دائما يذكرون ولا أود أن نتكلم عن أيادي التخريب في مصر والبحرين والسعودية، وأشير إلى 59 إرهابيا مقيم ومستقر في قطر ومجموعة كبيرة منهم هم تحت السجل الأمريكي كإرهابيين ومجموعة تحت سجل الاتحاد الأوروبي وتحت الأمم المتحدة، ومجموعة تحت سجلات أدلتنا العربية».
وشدد على أن «قطر تحتاج إلى مراجعة حقيقة، والذي يمثل الحل الحقيقي هو المراجعة الداخلية لتوجهاتها، التي أضرت بنا جميعا،ولا يكون الأمر مجرد الجلوس على طاولة»، مؤكدًا ضرورة تغير توجهها لدعمها الإرهاب.
ليعاود بعدها مندوب قطر بالرد، موجهًا حديثه إلى «القطان»: «نبرته فيها تهديد، وإنه ما قد المسؤولية»، فقاطعه السفير السعودي: «أنا قد المسؤولية»، فلاحقه «المريخي» بالكلام: «لما أتكلم أنت تسكت»، فيرد القطان: «لا.. أنت تسكت».
واستنكر القطان «فتح الحديث مرة أخرى» لمندوب قطر، مشددًا أنه سيرد عليه و«إذا أردتم أن نبقى للصباح، فأنا ما عندي مانع»، بينما جاء رد مندوب مملكة البحرين بالتأكيد على التنسيق بين دول الرباعي العربي لتقديم الأدلة على دعم قطر للإرهاب و«عندنا مكالمات من ناس مخابرات يدعمون التوجه لعدم الاستقرار في البحرين ويدعمون التوجه لقلب الأنظمىة في البحرين، وهذا كان من خلال اتصالات متواترة»، منتقدًا التغطية الإعلامية لقناة الجزيرة القطرية.