مع وصول أول دفعة من الحجاج الإيرانيين إلى الأراضي المقدسة، ورغم تحذير السعودية بعدم تسييس الحج، رأى مراقبون في تصريحات للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي دعوة صريحة للدفع بالسياسة في موسم الحج الحالي من بوابات المسجد الأقصى وفلسطين.
وخلال استقباله عددًا من المسؤولين والمعنيين والمباشرين لشؤون الحج، يوم الأحد، قال المرشد الإيراني إن موسم الحج افضل فرصة لإعلان الأمة الإسلامية احتجاجها على انتهاكات الكيان الصهيوني للمسجد الاقصى، وقال إن الحج يتضمن اكبر فرصة معنوية واجتماعية، فالحج هو “فرصة لإبداء عقيدة الامة الاسلامية”.
واعتبر الزعيم الديني الإيراني موضوع “البراءة من المشركين” الذي قال إنه حظي بتأكيد مستمر من قبل الإمام الخميني بأنه يشكل فرصة لإعلان المواقف في القضايا التي تؤمن بها الامة الاسلامية، وقال إن “إحدى هذه القضايا، تتمثل في قضية المسجد الاقصىى، والتي تبرز بشكل أكبر هذه الايام بسبب صلافة ووقاحة الكيان الصهيوني”.
وأكد خامنئي أن قضية فلسطين لا ينبغي تجاهلها مطلقًا، ووصفها بأنها المحور الرئيسي لقضايا العالم الاسلامي، وقال: “ما المكان الافضل من بيت الله الحرام ومكة والمدينة وعرفات والمشعر ومنى لإبداء الرأي وتبيين مواقف الشعوب المسلمة تجاه فلسطين والمسجد الاقصى” ؟.
أول قافلة
وكانت إيران ارسلت أول قافلة من حجاجها إلى السعودية يوم الاحد قادمة من مطار بندر عباس لأداء مناسك الحج لهذا العام 1438هـ. وقالت منظمة الطيران المدني الإيراني، إن أول رحلة تحركت في الثامنة من صباح اليوم، على متن طائرة تابعة لشركة “إيران أير” للطيران، وستليها رحلتان في الرابعة عصراً والسابعة مساء.
وكان المشرف على بعثة الحج الإيرانية، قاضي عسكر، أكد، في وقت سابق، اكتمال الإجراءات اللازمة كافة لسفر الدفعة الأولى من الحجيج.
يذكر أن عدد الحجاج الإيرانيين هذا العام يصل إلى 86.500 حاج وحاجة سيصلون الأراضي المقدسة ضمن 600 قافلة.
اجراءات معتمدة
وكانت وزارة الحج والعمرة السعودية اتفقت في مارس 2017 مع منظمة الحج والزيارة الإيرانية على كافة الترتيبات اللازمة لمشاركة الحجاج الإيرانيين في موسم حج هذا العام، وفق الإجراءات المعتمدة مع مختلف الدول الإسلامية.
وحينها، أكدت الوزارة في بيان “حرص السعودية قيادة وشعباً وترحيبها بكافة الحجاج والمعتمرين والزوار بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم من مختلف أقطار العالم الإسلامي، وأنها تسخر إمكاناتها المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والعمار والزوار لضمان أمنهم وسلامتهم وراحتهم خلال أدائهم مناسك الحج والعمرة”.
وكان الحجاج الإيرانيون القادمون من إيران تخلفوا عن موسم حج العام الماضي، وذلك بعد فشل المفاوضات بين مسؤولي الحج في البلدين لتنظيم سفر الحجاج الإيرانيين إلى المملكة. وأعلنت هيئة الحج الإيرانية حينها أن السعودية وضعت شروطًا لا يمكن للهيئة أن تقبلها.
نقلاعن ایلاف