توقعت أن يكون بيان الشخصيات النخبوية الشيعية الكويتية الذين جاوزوا المئة شخص من المشايخ والدكاترة وبعض أعضاء مجلس الأمة وغيرهم من النخب بيانًا للم الشمل الوطني الكويتي وبراءة علنية جسورة وصادقة شجاعة في إدانة خلية العبدلي وما خططت له ضد بلادها بالتنسيق مع السفارة الايرانية في الكويت، ولكنه للاسف الشديد جاء منحازًا ومتعاطفًا مع الفئة الارهابية محاولاً التخفيف وتسطيح مؤامرتها بالرغم من حكم القضاء الكويتي النزية الذي لا يجوز التشكيك في عدالته، كما حاول الموقعون على البيان الايحاء به بشكل او بآخر.
يقينًا لا يمثل المئة والسبعة أفراد الذين وقعوا البيان شيعة الكويت لكنهم بذات اليقين يمثلون جزءًا من النخبة الشيعية هناك والتي لها تأثير على مواقف عامة الشيعة وببسطائهم في الكويت.
وهذه هي مشكلة البيان او بالأدق هذه هي خطورة البيان في تأثيره وانعكاسه في القطاع الواسع من شيعة غير مسيسين ويعتيرون هؤلاء قادة ومشايخ وسياسيين ومثقفين وبالشعبي «فاهمين».
فالبيان مرافعة دفاعية علنية موجهة للرأي العام «الشيعي» الكويتي عن خلية العبدلي حرص المترافعون على اصدارها مبكرًا وقبل أن يكوِّن الرأي العام الشيعي هناك موقفًا بناءً على حكم القضاء وما تنشره الصحف وما تكتبه الأقلام الوطنية، وهو بيان دفاعي استباقي لم يصدر صدفة بل في توقيت مدروس وتمت صياغته وفق ما يهدف له دون أن يتعرض بأدنى إدانة للخلية الارهابية أو للسفارة الايرانية.
وهو «البيان» محاولة مبكرة لاختطاف تمثيل الشيعة الكويتيين والتعبير عنهم تجاه الخلية «الناطق الرسمي باسم الشيعة» قبل ان يبادر شيعة الكويت لتسجيل موقف وطني تجاه القضية وتداعياتها، وهو ما يطرح علامات استفهام حول شبهة البيان سياسيًا.
وسوف نلاحظ أن مجموعة من الموقعين على البيان المذكور تورطوا في أكثر من موقف علني في تأييدهم لحزب الله اللبناني وحتى في حفل التأبين لعماد مغنية مختطف الطائرة الكويتية «الجابرية» وقاتل عدد من ركابها الكويتيين ما يكشف انتماءهم وتوجهاتهم السياسية والولائية أصلاً، وبالنتيجة فبياتهم يأتي في نفس السياق ويحلق في ذات الفضاء.
من الواضح من مثل هذه البيانات وأشباهها من تلك التي صدرت أثناء أزمة البحرين 2011 وما تلاها تكشف أن حزب الله في المنطقة يشتغل في عدة أنساق ويفتح على عدة فضاءات.
فهو لا يغفل الانتلجنسيا «النخية من ذات المذهب الشيعي» ويعتمد في الساحة على فئات شبابية تمثل المخزون البشري بانتقائها من أوساط أمية او شبه أمية ومن طلبة المتوسط والاعدادي المتسربين المنفلتين بحكم التكوين الاجتماعي والمذهبي والمستعدين لارتكاب أعمال ارهابية وتخريبية خطيرة تجد مبررها والمدافع والمترافع عنها في طبقة انتلجنسيا حزب الله في المنطقة، وهي طبقة مستفيدة اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا من استمرار هذه المعادلة الحزبية الاخطر على أمن المجتمعات والبلدان.
وبطبيعة هذا المشروع الاستثماري لا نتوقع صدور بيان او تصريحات تخرج عن هذه الأنساق وعن هذا السياق من هذه الطبقة الحزبوية المتمذهبة في السر والعلن والتي تلعب على هذه الأوتار لشق الصف الوطني.
نقلاعن العربیه