ل​بنان في مرأة الصحافة​

خاص/ “تيار المستقبل”
تقرير سياسي ـ 14 آب – اغسطس/2017

كرست زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى الكويت الفصل بين لبنان وبين “حزب الله”، وساهمت في تفادي التأثيرات السلبية التي تسببت بها مشكلة خلية “العبدلي” الإرهابية المرتبطة بالحزب على العلاقات المميزة التي تربط بين لبنان والكويت.
في المقابل، تتجه الأنظار إلى سلسلة الرتب والرواتب التي يُبَتُّ مصير قانونها وقانون الإيرادات الضريبية لتمويلها في اللقاء الحواري في قصر بعبدا اليوم، على وقع تحركات في الشارع، في حين لا تزال تحضيرات الجيش اللبناني للمعركة ضد “داعش” في جرود السلسلة الشرقية تتصدر المشهد، على وقع انتظار تنفيذ اتّفاق ترحيل مسلّحي “سرايا أهل الشام” إلى القلمون الشرقي.

محادثات الحريري في الكويت تجنب لبنان تداعيات “خلية العبدلي”

أشارت “المستقبل” إلى أنه كما في أيام الدعم والتضامن، كذلك في أيام “الاستياء”، أبى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن يؤثّر دور “حزب الله المؤكّد في خليّة العبدلي على علاقات الكويت التاريخية بلبنان، فحرص على إبداء حفاوة كبيرة خلال استقباله رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي زاره أمس مستنكراً باسم اللبنانيين ما حصل، وطمأنه الى أنّ العلاقات مع لبنان “ثابتة ومستمرّة وكذلك المساعدات”، رغم ألم الأمير “الكبير جداً” من دور الحزب المشار إليه “مع أنّنا لم نُسئ إليه لا في الماضي ولا في الحاضر ولم نميّز بين فريق لبناني وآخر أو بين منطقة لبنانية وأخرى في كل ما قدّمناه للبنان، ومن دون منّة، كما حصل إثر العدوان الإسرائيلي العام 2006”.
رأت “اللواء” أن الزيارة الوديّة التي قام بها الحريري إلى الكويت ولقاءاته مع أمير الدولة وسائر المسؤولين الكويتيين ساهمت في تفادي التأثيرات السلبية التي تسببت بها مشكلة خلية “العبدلي” الإرهابية المرتبطة بحزب الله على العلاقات المميزة التي تربط بين لبنان والكويت:
 اولاً، من خلال التأكيد على اهتمام الحكومة اللبنانية بمتابعة جدّية ومسؤولة لكل ما يتعلق بهذه المشكلة حتى النهاية.
 ثانياً، إظهار حرص الحكومة والشعب اللبناني على رفض أي محاولة لاستعمال لبنان منطلقاً لاستهداف أمن الكويت الشقيق أو أي دولة عربية أو خليجية وغيرها من أي جهة كانت.
لفتت “اللواء” إلى أن هذه الزيارة لاقت اهتماما من المسؤولين الكويتيين وكان لها صدى إيجابي لدى أمير الدولة الذي ركز في لقائه مع الرئيس الحريري على أهمية العلاقة التي تربط الكويت بلبنان على مرِّ السنين الماضية، وعلاقات الود والصداقة بين الشعبين الشقيقين والحرص على استمرارها على هذا النحو مستقبلاً.
وأبدى المسؤولون الكويتيون، وفق “اللواء”، استغرابهم واستياءهم الشديد لارتباط عناصر هذه الخلية الإرهابية بـ”حزب الله” باعتبار ان الكويت لم تبادر إلى القيام بأي أعمال استفزازية أو عدائية ضد الحزب أو إيران أو ضد الشعب اللبناني، بل كانت على الدوام تحافظ على علاقات الصداقة وحسن الجوار وتدعو باستمرار إلى حل المشاكل عن طريق الحوار، وأكثر من ذلك كانت الكويت حريصة كل الحرص على الوقوف إلى جانب لبنان في جميع الملمات والاعتداءات الإسرائيلية والمشاكل الداخلية.
وعلمت “اللواء” ان الجانب الكويتي كان مستاءً جداً من ارتباط أفراد هذه الخلية الإرهابية بـ”حزب الله”، واستند في اتهاماته إلى الحزب بسلسلة من الاعترافات الموثقة أدلى بها أفراد الخلية في التحقيقات التي جرت معهم والاحكام القضائية المبرمة الصادرة بحقهم عن القضاء الكويتي، وتبين من خلالها ان مسؤولية الحزب ارتكزت على تشكيل الخلية وتدريبها وتمويلها وتسليحها على الأراضي اللبنانية، وتحديد مهمتها باستهداف أمن الكويت من خلال تنفيذ سلسلة اعتداءات إرهابية تشمل أهدافاً حيوية محددة.
لفتت “المستقبل” و”اللواء” إلى أن تصريحات نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح عكست نجاح المساعي اللبنانية للملمة تداعيات “خلية العبدلي” وانعكاساتها على لبنان، من خلال تأكيد حرص بلاده على استمرار العلاقات الجيدة التي تربط الكويت بلبنان، والذي كان أحد الأهداف الرئيسة للزيارة، آملاً ان تتم معالة أمر الخلية في إطار العلاقة المميزة بين البلدين.

أمير الكويت يُطمئن: ومستمرةالعلاقات ثابتة 

كشف مصدر ديبلوماسي كويتي لـ”المستقبل”، أن أمير البلاد أكّد للرئيس الحريري أكثر من مرّة أنّه رغم ثبوت دور “حزب الله” في الخلية المذكورة فإنّ “لا إجراءات ستتّخذ ضدّ لبنان من جانب الكويت”، وأنّ خير دليل على ذلك حركة السيّاح الكويتيين إلى لبنان التي لم تتوقّف.
وعلمت “الحياة” أن الشيخ صباح الأحمد سأل: “أهكذا يُرَد علينا من قبل طرف في لبنان؟”، وقال بحسب مصدر كويتي رفيع: “لم نفهم حتى الآن لماذا يشارك طرف لبناني في خلية العبدلي ونحن لا نسوق الاتهامات جزافاً وانما صدرت عن القضاء الكويتي في ضوء الاعترافات التي أدلى بها عدد من الموقوفين”.
ورد الحريري بأن “أمن الكويت من أمن لبنان ولن نسمح بهذا الشيء وأن هناك إجماعاً لبنانياً، دولة وحكومة وشعباً، على التضامن مع الكويت الشقيقة”، فيما قال مسؤول كويتي لـ “الحياة”: “ان من خطط لإلحاق الأذى ببلدنا لا يعرف مدى عمق العلاقة بين الشعبين الكويتي واللبناني، وهذا ما أظهره شعبنا الذي قدِم بالآلاف الى لبنان لتمضية الصيف على رغم أننا كنا حذرنا من التوجه الى هناك”.
وحرص مصدر كويتي على القول لـ “الحياة”: “إننا نفصل بين لبنان وبين حزب الله، وهذا ما نجح في تكريسه الرئيس الحريري خلال زيارته”.

الحريري يؤكد الحرص على متانة العلاقات

أكّد الرئيس سعد الحريري، الذي عاد مساء أمس إلى بيروت، حرصه الشديد وحرص سائر المسؤولين والشعب اللبناني على الحفاظ على متانة العلاقات اللبنانية – الكويتية في مختلف المجالات ومثنياً على التعاطي الأخوي للمسؤولين الكويتيين مع الشعب اللبناني واللبنانيين المقيمين في الكويت، ومشدداً على ضرورة فصل أي التباسات أو مؤثرات سلبية تسببت بها خلية “العبدلي” بها، وتعهد بمتابعة شخصية لكل ما يرتبط بهذه المشكلة.
كتب عوني الكعكي في “الشرق”: عم… الناس يعرفون ويميّزون:
يتصرّف الرئيس سعد الحريري بمسؤولية عالية حتى ولو أدّى تصرّفه أحياناً الى أضرار آنية تلحق به شخصياً… فالرجل، على خطى الوالد الشهيد في ممارسة السياسة، يقدّم دائماً المصلحة الوطنية العليا على المصالح الذاتية. اقتضت تصرّفات “حزب الله” من الحريري أن يتوجّه الى الكويت ليحاول أن يمحو آثار فعلة “حزب الله” من خلال “خلية العبدلي” التي تكشفت تفاصيلها الارهابية باعتراف الدزينة من المعتقلين الكويتيين الذين أدلوا باعترافات كاملة حول دور الحزب في التدريب والتوجيه والتخطيط لعمليات إرهابية في الكويت، هذا البلد الشقيق الذي له أيادٍ بيض على لبنان طوال تاريخ العلاقات المشتركة بين البلدين. وبدلاً من أن يأتي ردّ الحزب بالرجوع عن هذه الممارسات الضارة جداً بلبنان ربما قبل وأكثر مما هي ضارة بالكويت، عمد أمينه العام سماحة السيّد حسن نصرالله الى إبلاغ العالم أجمع بأنّه ممعن في تصرفاته، ومصرّ على تورّطه (… وضمناً توريط لبنان) بالإنخراط في الحرب السورية وفي المزيد من النشاطات التي ليس لها سوى مردود واحد: السلبية على لبنان. ومع إدراك الرئيس سعد الحريري إدراكاً تاماً لهذا الواقع فهو يصر على مواصلة تحمّل مسؤوليته الوطنية كاملة لأنّ الناس أصناف، ويعنينا منهم في هذا السياق صنفان بالذات: هناك مَن يعمّر… وهناك مَن يدمّر، وليس صحيحاً أنّ اللبنانيين عموماً، وأهل السُنّة خصوصاً لا يميّزون!
.. ويُوفد المشنوق “قريباً” لمتابعة القضية

علمت “المستقبل” أن الرئيس الحريري أبلغ أمير الكويت أنّ لبنان رئيساً وحكومةً وشعباً “لا يمكن أن يرضى الأذى للكويت الشقيقة”، مؤكداً الاستعداد للتعاون الأمني والقضائي في هذا الملف بين البلدين، وهو سيوفد وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى الكويت “قريباً” لمتابعته.

“أدلّة واعترافات” تؤكد ارتباط “حزب الله”

أشارت “الجمهورية” إلى تزامن محادثات الحريري والمسؤولين الكويتيين الكبار مع إعلان وزارة الداخلية الكويتية القبضَ على مصطفى عبد النبي خان، أحد محكومي “خلية العبدلي” إنفاذاً لحكمِ محكمة التمييز الصادر في القضية الرقم (55/2015)، بعدما كانت أعلنَت السبت القبض على 12 شخصاً من المحكومين نهائياً في هذه القضية.
وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ردّاً على نفي “حزب الله” الاتّهامات الموجّهة إليه عن ارتباطه بالخلية: “لدينا اعترافات، والاعتراف هو سيّد الأدلّة، وننتظر من إخواننا في لبنان بعدما صَدرت حيثيّات الحكم وارتباط “حزب الله” بهذه الخلية ونوعية المساعدة التي قدّمها أفراد من “حزب الله” للخلية أن يقدّموا الحجّة مقابل الحجّة، وأن يطّلعوا على ما لدينا من أدلة”، ولفتَ إلى تأكيد أمير الكويت ورئيس وزرائها “أنّ العلاقات لن تتأثّر بهذه الأمور، ولكن من حقّنا على الأشقّاء في لبنان أن نعمل معاً على تعزيز أمن البلدين ونموّ العلاقات من كلّ جوانبها، ونحن في الكويت مستمرّون في دعمِ أشقّائنا في لبنان”.
كتب صلاح سلام في “اللواء”: زيارة الكويت ناجحة… ولكن إلى حين؟:
سمع رئيس الحكومة من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، ورئيس الحكومة الشيخ جابر المبارك، ومن وزير الخارجية خالد الحمد الصباح، مدى الحرص الكويتي على العلاقات الأخوية والمميزة التي تربط البلدين الشقيقين، واستعداد دولة الكويت الاستمرار في تقديم الدعم اللازم للبنان، وتنفيذ المشاريع التنموية والبنية التحتية المتفق عليها، والممولة من الجانب الكويتي. وكانت المحادثات اللبنانية – الكويتية، صريحة ومباشرة، إلى حدّ موافقة المسؤولين الكويتيين على تزويد لبنان بملف كامل عن الاعترافات والتحقيقات، وكل الاثباتات التي استندت إليها المحاكم الكويتية في ادانة المتهمين، وتأكيد دور عناصر من حزب الله في تدريب المنتمين إلى خلية العبدلي، وتأمين بعض الأسلحة لهم. ويعلق الكويتيون أهمية على ان تكون الردود اللبنانية، على ما ورد في ملفات التحقيقات والاعتراضات، مقنعة وواقعية، وبعيدة عن أساليب التمييع والتسويف، تفادياً لاتخاذ خطوات اضطرارية تُسيء للبنان ديبلوماسياً واقتصادياً، وتزيد من حالة التأزم التي يُعاني منها اللبنانيون منذ فترة. لقد سمع الوفد اللبناني كلاماً واضحاً من المسؤولين الكويتيين، مفاده أننا لن نأخذ الكلام على عواهنه، بل نريد اثباتات ووثائق جدية، تدحض ما توصلت إليه التحقيقات الكويتية مع أفراد الخلية من اعترافات موثقة واثباتات مؤكدة. يمكن القول ان زيارة الرئيس الحريري السريعة إلى الكويت، نجحت في إطفاء فتيل الأزمة.. ولكن إلى حين تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في الرد اللبناني المتوقع ان يُشارك فيه الحزب، لإثبات عدم ضلوع عناصره في نشاط خلية العبدلي، حتى يُبنى على الشيء مقتضاه. فهل ينجح لبنان في الحفاظ على العلاقة الأخوية والمميزة مع الكويت..، أم انه سيتحمل مرّة أخرى أعباء سياسة المحاور، والصراعات الإقليمية التي تخوضها إيران؟
كتبت الهام فريحة في “الانوار”: دولة الكويت والفضل الكبير على لبنان:
ديبلوماسيًا ووطنيًا وعلى مستوى المساعدات كانت الكويت دائمًا الى جانب لبنان، سياسيًا وديبلوماسيًا وإغاثيًا وماليًا: امير البلاد الشيخ صباح الاحمد، تسلّم رئاسة اللجنة السداسية العربية التي جالت على الدول العربية لإيجاد حل للأزمة اللبنانية، ويشهد قصر بيان في الكويت على استضافة الكويت لقادة لبنانيين قبل بدء مرحلة اللجنة الثلاثية العليا واتفاق الطائف، كما ان منزل أمير دولة الكويت في تونس، وكان يومها وزيرًا للخارجية، شهد لقاءات بين قادة لبنانيين لرأب الصدع. لم يكتفِ الكويتيون بالحراك الديبلوماسي والحراك السياسي، بل كانت لهم أياد بيضاء في مساعدة لبنان سواء عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية أو عبر الجمعية الكويتية للإغاثة، وتشهد الكثير من المناطق اللبنانية، سواء الجسور والاوتوسترادات على خير الكويت عبر الصندوق الكويتي. إن الكويت بكل هذه العطاءات، تستحق من لبنان أكثر من اهتمام، ومن العيب ألا نبادلها الإهتمام الاّ بعد رسالة. فأمير دولة الكويت، وعلى رغم ما أصاب الكويت من خلية العبدلي التي تدرّبَ أعضاؤها في لبنان، احتضن الوفد اللبناني برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري الذي جاءت زيارته بمثابة رد لبنان الرسمي للكويت، ليس من لبنان، بل من طرف لا يوافق لبنان الرسمي ولا الشعبي على تصرفاته في حق الأشقاء الذين بذلوا ولا يزالون كل ما هو ممكن من أجل ترسيخ العلاقات الأخوية والتاريخية بين لبنان والكويت. والأمل كل الأمل أن تعود هذه العلاقات الى سابق عهدها، فيكون لبنان الشقيق الأصغر للكويت، وتكون الكويت الحاضنة والراعية سواء للبنانيين في الكويت وللبنانيين عمومًا.

قضية “الخلية تغيب” عن خطاب نصرالله: التطبيع مع دمشق!

لاحظت “الجمهورية” غياب قضية “خلية العبدلي” عن كلمة الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، في مهرجان “زمن النصر” الذي أقامه “الحزب” في الذكرى الـ 11 للانتصار في حرب تموز 2006:
 أكّد “أنّ زمن التهديد الإسرائيلي انتهى”، وقال: “إذا دخَل الإسرائيلي إلى أرضنا سيَلحق به ما هو أشدّ مِن العام 2006، والمقاومة جدّية في لبنان ولا تعرف المزاح، بل تخطّط وتُواكب المستجدّات وتعيد النظر في هياكلها، وهي باتت تمتلك أفضلَ الأسلحة، وهذا حقّها”.
 أعلنَ أنّ توقيت بدءِ معركة الجيش ضدّ تنظيم “داعش” هو في يد الجيش اللبناني، متمنّياً “أن لا يضع أحد مدىً زمنياً لهذه المعركة وأن لا يجري أحد أيَّ مقارنات مع أيّ معركة”.
 فيما أعلنَ أنّه “خلال أيام سيخرج بقيّة المسلحين من جرود عرسال إلى سوريا بعد التسهيلات التي قدّمتها الدولة السورية”، جدّد التأكيد أنّه “بمجرّد أن يدخلَ الجيش ويتسلّم المواقع نحن سنُخليها”.
 لفتَ إلى “أنّنا نواجه حفلة تهويل أميركية على الشعب اللبناني”، متمنّياً “أن لا يكون بعض اللبنانيين تحت الطاولة شركاءَ في هذا التهويل خلال الزيارات الدولية والديبلوماسية”.
 نصَح بالانفتاح على سوريا، ودعا بعضَ السياسيين إلى “وضع حساباتهم الشخصية والنكايات جانباً، لأنّ سوريا هي جارتُنا الوحيدة” .وقال: “بحُكمِ الجغرافيا والتاريخ فإنّ مصالح لبنان مع سوريا أكبرُ بكثير من مصالح سوريا مع لبنان، وفي غالبية الملفّات لبنان محتاج للحديث مع سوريا”.
كتب حازم الأمين في “الحياة”: عن لبنان وحليفه الذي في دمشق:
لبنان هذا، لم يوجه سؤالاً واحداً الى الحكومة الحليفة في دمشق تتعلق بقضية اللاجئين . واستعاض عن ذلك بأن تعامل معهم بصفتهم مسؤولين عن مأساتهم ومأساته. مئات آلاف الأطفال خارج المدارس، لم تلتفت إليهم الضائقة اللبنانية إلا بصفتهم مشاريع «إرهابية» على وشك التحقق. إنهم «عبء» على رغم انشغالنا بالفساد الذي رافق عمليات الإغاثة الدولية والمبالغ التي تتقاضاها وزاراتنا ووزراؤنا من الصناديق الدولية لمساعدتهم. إنهم عبء بينما النظام الذي هجّرهم له مكان واسع في قلوبنا. إنهم عبء على رغم أنهم القوة العاملة الوحيدة في قطاعَي الزراعة والبناء. وهم عبء على رغم أن أحداً لم يقل لنا شيئاً عن قيمة الفاتورة اللبنانية المتوجبة على هذا العبء بعد أن نحذف منها حجم المساعدات الدولية التي تبلغ نحو بليون يورو سنوياً. القضية ليست أعباءهم التي تترجم أحياناً غنائم. القضية أنهم رقم مذهبي في المعادلة اللبنانية، وهذا يعيدنا مرة أخرى إلى حقيقة أن لبنان المذهبي ساهم في تهجيرهم من بلادهم إلى بلادنا. التغيير الديموغرافي في سورية لن يُنجز من دون تهجير مذهبي في لبنان. هذه حقيقة ثقيلة على قلوب لبنانية كثيرة ساهمت في المهمة السورية، وتقف اليوم عاجزة أمام المعادلة المستجدة في لبنان. مدن السوريين المدمرة لن تؤوي هؤلاء اللاجئين. حمص وحلب والقصير ويبرود كلها اليوم تحت سيطرة النظام. والأخير لم يطلب ممن يُفترض أنهم مواطنوه أن يعودوا! وهذا ليس مؤشراً للمرتعدين اللبنانيين من اللاجئين إلى أن المسؤولية تقع على حليفهم وليس على طفل سرق وزراء ومسؤولون لبنانيون المساعدات الدولية التي وصلت لإغاثته.
كتب ابراهيم الأمين في “الاخبار”: عن حيل الجبناء والمهزومين:
ارتداء القفازات، كما الأقنعة، حيلة الجبناء. لكن جعل الخوف من تهمة الخيانة وكأنه خوف من رصاصة طائشة، فهذا والله حيلة البلهاء. هل ثمة تفاهمات أولية لدينا في لبنان؟ هل إسرائيل عدو لنا؟ هل تمثّل مجموعات الإرهاب خطراً علينا أم لا؟ إذا كان لدى البعض رأي آخر، فليخرج ويقل لنا، علناً، إن إسرائيل ليست عدواً. وليطالب بإلغاء حالة الحرب معها، وليقل لنا إن ارهابيي العصر لا يشكلون خطراً وإنهم أخوة لنا. ولكن، ليرفق موقفه بالدعوة إلى استفتاء، كما تفعل الدول التي يعشقها أهل الانكار، وبرعاية من يشاؤون. وإذا ربحوا بفارق واحد في المئة، سنذعن لهم، أو نترك البلد ليرتاحوا منا. أما إذا كانت النتيجة، كما هو واقع الحال، حيث أن غالبية لبنانية حقيقية مقتنعة بأن إسرائيل هي العدو، بعدما جرّبناها جميعاً، محتلاً أو حليفاً، وبأن الإرهابيين يمثلون نقيض الحياة، وقد جربناهم انتحاريين أو ثواراً أتقياء… فماذا نفعل؟ كيف يستقيم الحال مع هؤلاء، وهم لا يرون حقيقة القوى المعادية لبلادنا. وهي القوى التي تعطينا الدرس تلو الآخر، عقداً بعد عقد، بأنها تحتقرنا، ولا تريد لنا مكانة تعلو فوق نعالها. كيف لنا مناقشتهم وهم يقولون لنا إنه لا موجب لمقاومة الاحتلال وقتال الإرهابيين، وإن كل ما علينا فعله هو الصمت، وانتظار بركات الرجل الأبيض؟ هل يقول لنا أهل الانكار كيف نتصرف معهم وهم يرفضون مراجعة مواقفهم وتصريحاتهم ونصوصهم خلال ربع قرن، وكيف لم يصيبوا في تشخيص أو تحليل أو تقدير واحد؟ بماذا نصفهم، عندما يصبح موقفهم معادياً لمن يرفض الاحتلال والقهر والمجانين. بماذا ننعتهم وهم يرفضون كل مقاومة للعدو والإرهابيين؟ هل من صفة تطلق على هؤلاء، سواء في العالم المتخلّف أو المتقدّم، أو حتى في عوالم من ينتظر على الرصيف، غير صفة الخائن والعميل؟ أهل الانكار يريدون لنا اعتبار فشلهم، المتوالد سنة بعد سنة وإطاراً بعد إطار ومشروعاً بعد مشروع وفكرة بعد فكرة، أنه نتيجة تعنّتنا نحن، وإصرارنا نحن، على مقاومة الاحتلال وأدوات الاستعمار! من المفيد لفت انتباه لخص مثل حازم صاغية، أن يكون مواظباً على سماع أناشيد فؤاد السنيورة حول الطائفية والمذهبية. لأن حقيقة ما نعيشه يقول، بوضوح، بأن اتهام الآخرين بالعنصرية والطائفية هو، في الحقيقة، حيلة المهزومين!

ليس بالفجور تُفرض الوصاية الإيرانية

كتب خيرالله خيرالله في “المستقبل”: ليس بالفجور تُفرض الوصاية الإيرانية…:
ليس بالفجور وتمثيلية مثل حرب جرود عرسال يمكن فرض الوصاية الايرانية وذلك في وقت تبدو ايران نفسها في حاجة الى من ينقذها من نظام بائس لا افق سياسيا له. تكمن مشكلة «حزب الله» في انّه يسعى الى تغطية خسائر ايران وخسائره السورية عن طريق الاستقواء على لبنان. هذه احابيل لا تنطبق الّا على البسطاء، بما في ذلك بعض المسيحيين السذّج الذين هللوا لـ«انتصارات» الحزب على «التكفيريين» في جرود عرسال. في نهاية المطاف ما الذي يفرّق بين «جبهة النصرة»، المعروف تماما من يقف خلفها، و«حزب الله» باستثناء انّ الحزب ميليشيا شيعية و«النصرة» ميليشيا سنّية. اتفق الفريقان على صفقة محدّدة تناسب كلّا منهما، فكانت حرب جرود عرسال التي حاول «حزب الله» من خلالها جني مكاسب على الصعيد الداخلي اللبناني. ليس معروفا من انتصر في حرب جرود عرسال التي انتهت بصفقة رعتها قوى إقليمية تسعى الى اثبات انّها لا تزال لاعبا في سوريا. بكلام أوضح، تسعى هذه القوى الى استرضاء ايران عبر «حزب الله» الذي يحتاج الى «انتصار» على «جبهة النصرة» كي يثبت انّه يخوض حربا على الارهاب وانّه يحمي المسيحيين في لبنان. من المبكر الإعلان عن استسلام لبنان للوصاية الايرانية . لم تمض ايّام على تمثيلية جرود عرسال حتّى قرّر «حزب الله» ارسال وزيرين لبنانيين الى دمشق. كان موقف الرئيس سعد الحريري واضحا كلّ الوضوح. رفض ايّ تغطية حكومية ورسمية لزيارة الوزيرين قاطعا الطريق على أي استثمار سياسي لمعركة وهمية خاضها «حزب الله» في الداخل اللبناني وداخل الأراضي السورية. ما الخيار امام الحكومة اللبنانية؟ هل تستسلم؟ الخيار واضح كلّ الوضوح. يتمثّل في رفض الرضوخ لفجور «حزب الله» الذي حاول في الماضي استثمار حرب صيف العام 2006 من اجل تحقيق انتصار على لبنان واللبنانيين وذلك استكمالا لعملية تدمير البنية التحتية للبلد التي قامت بها إسرائيل، عن سابق تصوّر وتصميم، في اثناء تلك الحرب.

إجتماع بعبدا الحواري يسابق تحرك الشارع

توقفت “اللواء” عند إيقاع الإضراب الشامل والعام الذي تنفذه هيئة التنسيق النقابية اليوم في كل الإدارات والمؤسسات العامة، ما لم يُقرّ قانون سلسلة الرتب والرواتب ونشره في الجريدة الرسمية، في مقابل تظاهرة واعتصام لقدامى القوات المسلحة، اعتبارا من السادسة صباحاً امام مصرف لبنان في شارع الحمراء، احتجاجا على الظلم اللاحق بالمتقاعدين العسكريين والعسكريين في الخدمة الفعلية.
وقالت “اللواء” أن أطراف الإنتاج الاقتصادي والعمل الإداري والتربوي ينتظرون اللقاء الحواري الذي يعقده قبل ظهر اليوم الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا من اجل البحث في معالجة الثغرات المفترضة في قانون السلسلة والموارد المالية لها، والتي كانت موضع اعتراض وملاحظات الهيئات الاقتصادية وبعض القطاعات المعنية بتصحيح وزيادة الرواتب.
وعشية هذا الحوار الذي يفترض ان يؤمن مخرجاً للرئيس عون لاتخاذ قراره بالتوقيع على القانون أو رده، قبل انتهاء المهلة الدستورية بعد عشرة أيام، كان لافتاً للانتباه، وفق “اللواء”، مناشدة وزير المال علي حسن خليل، للرئيس عون ان يُبادر للتوقيع على قانون السلسلة “ونحن مستعدون كقوى سياسية وكتل نيابية ان نناقش بعد هذا الأمر أي تعديل تفرضه الوقائع والمعطيات العلمية التي لا أحد يمكن ان يهرب من مواجهتها أو التعاطي معها.
وفي معلومات “الجمهورية” أنّه ستكون لعون كلمة في بداية اللقاء الحواري يَشرح فيها الظروف التي أملَت عليه هذه الخطوةَ وما أراده منها. فهي بالنسبة إليه خطوة غير مسبوقة وإنّ جميع المدعوّين إليها سبقَ لهم أن زاروه في بعبدا وقدّموا مذكّرات شرحوا فيها آراءَهم ومطالبَهم، فكان لا بدّ من هذا اللقاء ليؤدي وظيفةً حوارية هادفة. وسيقدّم عون في نهاية كلمته بعضَ الأفكار والمقترحات التي توصّل إليها، ليس بهدف إملائها على المجتمعين بمقدار ما هي لتصويب الحوار وتنظيمه ليأتي بالنتائج المرجوّة منه ولئلّا يتحوّل “حفلة زجل”.
وفيما توقعت مصادر “الحياة” أن يجمع الرئيس عون الملاحظات تمهيداً للتشاور حول سبل الأخذ بها، نفت أن تكون دعوة رئيس البرلمان نبيه بري إلى الجلسة النيابية العامة الأربعاء المقبل رداً على الاجتماع الحواري الذي دعا إليه عون، مشيرة إلى أن بري تشاور مع رئيس الحكومة سعد الحريري في شأن الدعوة إلى الجلسة النيابية فبل أن يوجه الرئيس عون الدعوة إلى الاجتماع الحواري الذي ينعقد اليوم.

الحريري مع “السلسلة” .. وبرّي ليس متشائماً

أكّدت مصادر وزارية “مستقبلية” لـ “الجمهورية”، أنّ الحريري “يؤيّد السلسلة ومصادر تمويلها”، في حين قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس إنه ليس متشائماً في ما يتعلق بقانون السلسلة، “خصوصاً أنّ هذه السلسلة حقّ مطالَب به منذ سنوات، فضلاً عن أنّني لا أرى أنّ مِن المعقول أن يردّ رئيس الجمهورية هذا القانون إلى المجلس”.
وأشار بري إلى “أنّ هناك ضغوطاً يمارسها البعض من هيئات اقتصادية ومصرفية وما إلى ذلك” لتعطيل قانون السلسلة”. وقال: “لكي لا تتحمّل السلسلة وِزر ما يقول به البعض من رفعِ أسعارٍ وأقساطٍ وغير ذلك نسأل كم من المرّات أقدَمت بعض المدارس على زيادة الأقساط قبل إقرار قانون السلسلة، فهل كانت هناك سلسلة؟ إنّهم الآن يتذرّعون بالسلسلة ويزيدون الأقساط ويجعلونها غطاءً لكسبِ مزيدٍ من المال على حساب الناس”. وأضاف بري: “أنا مع السير في السلسلة، وإذا ما وجِد هناك أيّ خَللٍ فيها فيمكن أن يناقَش ويعدَّل لاحقاً أسوةً بما هي الحال راهناً في موضوع قانون الانتخاب، حيث تنعقد اجتماعات حالياً لمحاولةِ درسِ بعضِ الأمور التي من شأنها أن تسهّلَ تطبيق هذا القانون، خصوصاً بعدما لوحظ أنّ هناك بعض الالتباسات تعتري بعضَ الأمور فيه وينبغي توضيحها وفهمها أكثر”.
إلى ذلك، ذكرت مصادر “الحياة” أن بري كان متعاوناً إلى أقصى الحدود في شأن تسريع إقرار موازنة العام الحالي قبل سلسلة الرتب والرواتب، وأنه كان من الأكثر إلحاحاً على ذلك، إلا أن التأخير الحاصل في الدعوة إلى جلسة تشريعية للبت بالموازنة يعود إلى أن رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان لم يرسل حتى الآن تقرير اللجنة عن نتائج دراستها لمشروع الموازنة الذي يفترض أن تتم دعوة الهيئة العامة للبرلمان للانعقاد على أساسه.
كتب نبيل هيثم في “الجمهورية”: حوار عون وإعتذار برِّي:
يسجَّل لرئيس مجلس النواب نبيه بري اعتذارُه عن عدم المشاركة في حوار السلسلة في بعبدا، بعضُ المتحمّسين لهذا الحوار لاموا رئيسَ المجلس على عدم مشاركته، وأعطوا اعتذارَه بُعداً سياسياً، واعتبروه خطوةً سلبية تجاه الرئاسة الأولى، فغياب بري في رأي هؤلاء «مفاجئ وبلا أيّ سبب أو مبرّر مقنِع ولم يكن في محلّه. لكنّ العارفين يدركون أنّ موقف بري من عدم المشاركة نابعٌ أوّلاً وأخيراً من كونه رئيسَ السلطة التشريعية التي أدّت دورها كاملاً في ما خصَّ درسَ وإقرارَ قانون السلسلة وانتهت مهمّتُها هنا وأحيلَ الأمرُ وفق الأصول الى رئيس الجمهورية للبتِّ بالقانون إمّا بالنشر في الجريدة الرسمية وإمّا بالرد إلى مجلس النواب لإعادة النظر فيه. هذا أمرٌ ينسحب على كلّ القوانين التي يقِرّها المجلس وتُحال إلى الرئاسة الأولى للنشر. وبالتالي فإنّ مشاركة رئيس المجلس في حوار بعبدا حول قانون أقرّته الهيئة العامة معناها أنه يوجّه ضربةً إلى مجلس النواب في صميم صلاحياته وفي صميم هيبته، ومن هنا فإنّ برّي يَعتبر أنّ مهمّة المجلس رئيساً ونوّاباً انتهت مع إقرار قانوني السلسلة والضرائب. وقد أبلغ أصحابَ الدعوة عندما وجّهت إليه بما مفادُه «نِحنا خلصنا شِغلنا، وما إِلنا شِغل عندكم. يبقى أنّ رئيس الجمهورية أمام قرار صعب، هو يقع بين ضغطين؛ ضغط المستفيدين وضغط الهيئات الاقتصادية وأرباب العمل ومؤسسات تربوية كنَسية. وأمّا الرئيس سعد الحريري فقد حسَم خيارَه مع السلسلة ومصادر تمويلها للحفاظ على الاقتصاد، فيما أجواء عين التينة تؤكّد على ضرورة الحؤول دون حصول مضاعفات سلبية على الأمن الاجتماعي، والرئيس بري يقول: «من الطبيعي ألّا أكون متشائماً، لأنّه «مِش معقول» يردّ الرئيس السلسلة. ولأنّها حقّ لمستحقّيها ومطلب مزمِن لهم عمرُه سنوات، ولكن ما أؤكّد عليه هو أنّ أمنَ الحدود مطلوب لكنّه على أهمّيته غيرُ كافٍ وحده.

معركة الجرود: ساعة صفر في أي لحظة

أشارت “الأخبار” إلى أن المؤسسة العسكرية أنهت تحضيراتها للمعركة، حيث انتشر في جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك لواءان وفوج تدخّل وفوج المجوقل. ومن المنتظر أن يُشكّل فوج إضافي كقوات احتياط (ربما فوج المغاوير).
رأت مصادر عسكرية لـ “الاخبار” أن “موعد انطلاق المعركة لن يتأخر”، بما يحافظ على أفضلية عنصر المفاجأة في المعركة لمصلحة الجيش. ورجحت أن تبدأ المعركة “في أي وقت” هذا الأسبوع، لكنها تحفظت على الدخول في أي إطار زمني، إلا أن الجيش يحرص على تنفيذ مهمّته بدقّة، بحيث يكون في يده تحديد لحظة بدء المعركة ولحظة إنهائها أيضاً.

آخر مجموعة مسلحة تغادر جرود عرسال اليوم

لفتت “اللواء، إلى أنه وعلى الرغم من وصول أكثر من 35 حافلة كبيرة الى وادي حميد في جرود عرسال، بعد انتظار 24 ساعة في فليطة السورية، بقيت مفاوضات ترحيل “سرايا أهل الشام” من مسلحين ومدنيين متعثرة على عدد من النقاط، أبرزها انتقال المسلحين في الحافلات أو في آلياتهم مع اسلحتهم، وهو ما يطالبون به، في حين يرفض “حزب الله” ذلك ومعه الأمن العام اللبناني، مصرين ان يكون الانتقال بالحافلات وبالاسلحة الفردية فقط، ولم يدخل الاتفاق بعد خير التنفيذ، لكن معلومات ذكرت ان عملية الترحيل ستستأنف عند الخامسة من صباح اليوم، حيث سينتقل قسم من المسلحين وعائلاتهم إلى منطقة الرحيبة في القلمون الشرقي، حيث “الجيش الحر” وقسم آخر إلى عسال الورد حيث ستتم تسوية أوضاعهم عن طريق لجان المصالحة، فيما ستنقل سيّارات الصليب الأحمر اللبناني عدداً من الجرحى.

عودة الروح الى 14 آذار

كتب فؤاد ابو زيد في” الديار”: عودة الروح الى 14 آذار:
الجماهير المليونية التي غطّت الساحات والطرقات والمنافذ والمداخل والاوتوسترادات يوم 14 آذار 2005، لم تنسَ الشعارات الوطنية الاستقلالية والسيادية التي رفعت في ذلك اليوم المجيد، حتى ولو نسيها او تناساها عدد من قيادات 14 آذار، وهي لا تترك مناسبة، خصوصاً في ايام الضعف والتراجع والمساومات، الاّ وتطالب قياداتها باعادة احياء هذه الشعلة التي اضاءت لبنان لسنوات، قبل ان تخبو تحت ضربات العنف والقوة القاهرة، والحسابات الخاطئة عند البعض، وكان لافتاً اثناء زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع زحلة، ولقائه مسؤولين وحزبيين، ومستقلين ورجال دين ورؤساء بلديات ومخاتير، اشارته الى ان الجميع يطالبون باعادة احياء 14 اذار، وكانت مناسبة مؤاتية له، للتأكيد على ان روح 14 اذار وثوابتها، ما زالت حيّة في ضميره وضمير الأغلبية الساحقة من جماهير 14 اذار، حتى ولو غاب الوجه التنظيمي عنها لأسباب عديدة فرضتها اوضاع المنطقة وانعكاساتها على لبنان، ولا بدّ ان يأتي اليوم الذي تنتصر فيه مبادئ 14 اذار، بقيام الدولة القوية القادرة، وذلك يكون بالتغيير السلمي الديموقراطي عبر الانتخابات النيابة التي تحمل الى المجلس النيابي اكثرية تحمل هذه المبادئ، التي تكرّس عملياً ما جاء في الدستور بأن النائب اللبناني يمثّل الأمّة اللبنانية كلّها. في تقدير اوّلي لأحد قياديي 14 اذار، ان الشعب اللبناني رغم الاحباط وقلّة الثقة وتجارب السنوات الماضية، ما زال يحنّ بأكثرية محترمة الى انتفاضة 14 آذار، عند الموحّدين الدروز، والمسيحيين، والسنّة، وعدد ليس بالقليل عند الشيعة، وأي حركة جدّية، لاعادة الروح اليها، ستلقى ارضاً خصبة، لأنها انتفاضة ديموقراطية سلمية لا عنفية، قائمة باختصار على عدد من الشعارات المعروفة مثل «وطن حر وشعب سعيد» «لبنان اولاً» «الأمة اللبنانية فوق كل اعتبار.

طرابلس ضحيّة الاهمال و”النكايات السياسية”

كتبت دموع الاسمر في” الديار”: طرابلس ضحيّة الاهمال و”النكايات السياسية”:
يقول احد المرجعيات الطرابلسية ان مشاهد الاهمال في طرابلس مزمنة للغاية ومنذ زمن بعيد، وان السلطة الرسمية دأبت على تجاهل حاجات المدينة،ويوم اقرت حكومة الرئيس ميقاتي الـ150مليار لانماء المدينة جاء من يضع العصي في الدواليب وكأن المطلوب ان تبقى طرابلس تحت رحمة الحاجة وجاءت الحكومة الحالية لتمعن في الاهمال مما يثير التساؤلات عما اذا كان هناك من يريد الانتقام من طرابلس التي اكدت تقديرها بمعظم شرائحها لتيار العزم – تيار الرئيس ميقاتي حيث قدم هذا التيار ولا يزال من خلال مؤسسات العزم خدمات انمائية واجتماعية تسد ثغرات لا توليها الحكومة الراهنة الاهمية اللازمة. وهناك من يسأل: هل تدفع طرابلس ثمن سياسة مرجعياتها التي احتلت المرتبة الاولى بين التيارات والقيادات السياسية وفي الطليعة الرئيس ميقاتي؟

تقارير انتخابية

كتب محمد الجنون في “الاخبار”: “الاشتراكي” يستغني عن ترُّو.. سيناريوات عدَّة لانتخابات الإقليم:
القرار الجنبلاطي بعدم ترشيحِ علاء الدين ترو بعد 26 عاماً من النيابة، لم يكن وليدَ اللحظة. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإنَّ القرار دُرِسَ خلال الفترة الماضية داخل الدوائر الضيقة للحزب، وأبلغ ترّو به قبل فترةٍ ليست ببعيدة. الخطوةُ الجديدة هذه تندرجُ في إطارِ ورشةِ ترميمٍ يخوضها تيمور جنبلاط، تمهيداً لانطلاقة عهده، خلفاً لوالده. تنحية ترّو عن النيابة أحدثت ضجّة في إقليم الخروب، ولا سيما في برجا، التي لها ثقلٌ انتخابي في الإقليم، على صعيد الانتخابات النيابية والبلدية. ويرى العديد من المتابعين للشأن السياسي في الإقليم أنَّ «قرارَ ترشيح الاشتراكي لعبدالله، وهو من بلدة شحيم، مع وجودِ مرشحٍ محتمل لتيار المستقبل أيضاً من البلدة نفسها، وهو النائب محمد الحجار، يُعتبرُ بمثابةِ إقصاءٍ لبرجا خارجَ المعادلة الانتخابية، وهي تتمتع بثقلٍ انتخابي كبير يقدَّر بـ 16000 ناخب مع حلول عام 2018». يرى تيار «المستقبل» أن خطوة جنبلاط «تعني الحزب الاشتراكي وحده، ولا علاقة للتيار بهذا الخيار والقرار. يقول المنسق العام لتيار «المستقبل» في جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال لـالأخبار إنَّ «كل إقليم الخروب يعني التيار، والرئيس سعد الحريري هو الذي يحدِّد التحالفات وأسماء المرشحين. تفرضُ سيناريوات عديدة خلال الانتخابات المقبلة. السيناريو الأول في تحالف «المستقبل»، ممثلاً بالحجار، مع «الاشتراكي»، ممثلاً بعبدالله، هو أن يكونا في اللائحة نفسها. أمَّا السيناريو الآخر، فهو إنَّ لم يتحالف المستقبل مع الاشتراكي في الانتخابات، فإنَّ عبدالله والحجار أو أي مرشحٍ بديلٍ للمستقبل، سيكونان في لائحتين منفصلتين ومتنافستين. في المقابل، فإنَّ خيار لائحةٍ ثالثة تنطلق من برجا واردٌ، على اعتبار أنَّ برجا لها تأثيرٌ كبيرٌ في الانتخابات، ولن تقبلَ بإقصائها عن المعادلة السياسية، وقد تتشكَّل هذه اللائحة من الوجوه المعروفة في الأوساط الشعبية، والتي لها حضور سياسيٌّ في الإقليم.

كتب طوني عيسى في “الجمهورية”: يريدون تطيير “الفرعيّة” لكنهم خائفون!:

حتى اﻵن، ليس واضحاً ما إذا كان مجلسُ الوزراء سيتفاعل إيجاباً مع اﻹجراء الروتيني الذي يُفترض أن يتّخذه الوزير نهاد المشنوق، قبل حلول 17 آب، بالدعوة إلى اﻻنتخابات الفرعية. ولكنّ أوساطاً سياسية تتحدث عن مخاوف تنتاب هذا الطاقم من مغبّة لجوئه إلى تطيير اﻻنتخابات، ﻷنّ ذلك سيكشف مجموعةً من الفضائح: 1. إذا جرى تعطيل اﻻنتخابات الفرعية، يكون هذا الطاقم قد أثبت أنّ إدارته للبلد تقوم على المصالح السياسية المتبادَلة والصفقات، ومن دون أيِّ ضوابط دستورية. وهذا ما يؤكد الشكوك بأنّ الصفقة التي قام عليها التحالف السلطوي القائم، والتي انعقدت في نهاية 2016، تنطوي على شبهاتٍ حقيقية. فأطراف هذا التحالف يتبادلون الخدمات ويستغلّون السلطة لتأمين مصالحهم، ضمن تفاهمات غامضة، سياسية وغير سياسية. 2. إذا جرى تعطيل اﻻنتخابات الفرعية، يكون هذا الطاقم قد بعث بأولى اﻹشارات حول المصير المحتمل للانتخابات النيابية العامة، في أيار 2018. فإذا كانت مصالح بعض القوى السلطوية قد فرضت تعطيل اﻻنتخابات الفرعية، من دون تبرير، فما المانع من تطيير اﻻنتخابات العامة إذا وجدت قوة سياسية أو أكثر مصلحة لها في التمديد مجدداً للمجلس النيابي، ومن دون أن تكلّف نفسَها عناء التبرير؟ 3- إنّ تعطيل اﻻنتخابات الفرعية، إذا حصل، سيشكّل ضربة لصدقيّة العهد. لا الرئيس سعد الحريري مرتاح الى معركته اليوم في طر ابلس، ولا «التيار الوطني الحر» مرتاح الى كشف أوراق التحالفات السياسية في كسروان والعلاقة الانتخابية مع «القوات اللبنانية» وطريقة التعاطي بين المعنيين داخل الحلقة العونية اﻷقرب، لشغل مقعد له رمزيّته، هو مقعد عون. لذلك، هل يتجرّأ الطاقم الحاكم ويطيّر الانتخابات الفرعية ضمن صفقة جديدة، وفق المعلومات التي سرت سابقاً، نقلاً عن بعض أركان الحكومة، ومفادها أنّ التطيير هو اﻻتجاه الغالب حتى اﻵن. وهل تنجح القوى الراغبة في الهرب من اﻻنتخابات في ابتكار الذرائع المختلفة للتبرير؟