شونديز جاداليزاده
إن الطائفة الأميركية الإيرانية في لوس انجليس تثير الإثارة على الكشف عن نصب رمزي، وهو “نحت الحرية”. تنظم النحت الحرية التي تنظمها مؤسسة فارهانغ وتمويلها الجماعي من قبل أكثر من مليون شخص، تقاطع شارع سانتا مونيكا و سينتوري بارك إيست، عند بوابة بيفرلي هيلز. وتهدف هذه النحت الموهوبة من قبل المجتمع الأمريكي الإيراني إلى مدينة لوس انجليس، التي تقصدها مؤسسة فارهانغ لتكون “تمثال الحرية في الساحل الغربي”، إلى التفاني الأمريكي الإيراني في التنوع والشمولية واحترام الاختلافات الثقافية.
اسطوانة سايروس توضح أقدم مرسوم من قبل حاكم واحد للسماح للحرية الدينية، مشيرا إلى أن رعاياه قادرون على عبادة الله من اختيارهم.
لوس أنجلوس هي موطن لأكبر الشتات الإيراني الأمريكي، مع أكثر من 500،000 من السكان الأمريكيين الإيرانيين. ونظرا لتنوع إيران الكبير، فإن الشتات الإيراني الأمريكي غير متجانس بالمثل، مع الأميركيين الإيرانيين الذين هم من المسلمين والزرادشتيين واليهود والبهائيين والمسيحيين والأرمن والأذريين والأكراد والآشوريين وغيرهم. إن تنوع المجتمع الأمريكي الإيراني يواكبه التنوع الموجود في لوس أنجلوس، ويعتبر على نطاق واسع واحدة من أكثر المدن تنوعا في العالم. وبالتالي، اختارت مؤسسة فارهانغ لوس انجليس كمنزل لهذه النحت الحرية.
الفنان سيسيل بالموند يعمل على تثبيت جزء من الحرية النحت | كورتيسي أوف فارهانغ فونداتيون
تمثال الحرية هو قطعة فنية، صممها الفنان سيسيل بالموند، مستوحاة من قطعة أثرية تاريخية – اسطوانة سايروس. اسطوانة سايروس هي أسطوانة طينية قديمة يعود تاريخها إلى عام 539 قبل الميلاد، حيث فرض الملك السورسي الفارس، سايروس الكبير، مبادئ سياسية لم يسبق لها مثيل. يقول تيموثي بوتس، مدير متحف جي بول بول جيتي في بيان عام 2013: “إن أسطوانة سايروس هي واحدة من أهم الأعمال التي نجت من العالم القديم”. واضاف “ان هذا الاعلان الذي اصدره الملك سايروس عن عودة السكان المشردين في بابل وحولها الى مستوطناتهم له علاقة مستمرة بشعوب الشرق الاوسط بل في العالم”.
بعد الفتح الفارسي بابل في 539 قبل الميلاد، أصبحت بابل مستعمرة للإمبراطورية الأخمينية. يظهر النص الاسطوانة كيف سمح الملك قورش اليهود المنفيين في بابل، الذي كان قد اقتلعت سابقا وتشريد من قبل الملوك السابقة، للعودة إلى منازلهم في يهوذا العصر الحديث فلسطين / إسرائيل.
عكس الجانب من اسطوانة سايروس | Wikicommons
اسطوانة سايروس توضح أقدم مرسوم من قبل حاكم واحد للسماح للحرية الدينية، مشيرا إلى أن رعاياه قادرون على عبادة الله من اختيارهم. كما يظهر أيضا كيف كانت الإمبراطورية الأخمينية، أكبر امبراطورية شهدها العالم، قبل أكثر من 2500 سنة، تكفل أن الدولة تدعم التنوع الديني وتحترمه بين مستعمراتها. هذا التفاني الثابت في الحرية الدينية، كما يسر الملك الزرادشتي الفارسي عودة اليهود المستعمرين، يدل على التقدمية الفارسية في المملكة القديمة والإنسانية والحكم الفاضل.
من أجل ذلك، فإن أسطوانة سايروس أصبحت ترمز إلى مجموعة واسعة من القيم للمجتمع الإيراني، الإيراني، وكذلك المجتمع العالمي. ويطلق على الأسطوانة أول ميثاق لحقوق الإنسان في تاريخ العالم، وحتىسلف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتوجد نسخة طبق الأصل من الاسطوانة في مبنى الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، كرمز للتفاني عبر الوطني وعبر ما قبل التاريخ لحقوق الإنسان العالمية.
في أواخر الستينيات، أعاد شاه إيران السابق، محمد رضا بهلوي، عرض قصة الملك سايروس العظيم وأسطوانة سايروس لتنشيط المشاعر القومية. احتفالا بعام 1971 باعتباره سنة الاحتفال ب 2500 سنة من الممالك الفارسية، احتفظ الشاه باحتفال باهظ، فخم، شبه مثقف. مع عام 1971 يعتبر عام سايروس الكبير، وشاه الانحياز الملكية الخاصة به مع سايروس الكبير، وذلك باستخدام اسطوانة سايروس كرمز للاحتفال.وجاءت الاسطوانة لتكون مرتبطة بشاه إيران والملكية الفارسية التاريخية.
المصدر: موقع غوغل