بدا أن مشاركة رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، في المؤتمر السنوي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة- يوم السبت التاسع من تموز/يوليو في العاصمة الفرنسية باريس- وكأنه صب مزيدا من الزيت على نار الخلاف الإقليمي المشتعل بين طهران والرياض.
وكان الفيصل قد أعرب في كلمة ألقاها خلال مشاركته غير المتوقعة، عن دعم المملكة العربية السعودية لما وصفه بالانتفاضة ضد نظام الحكم في إيران وقال “الانتفاضة اشتعلت، ونحن في العالم الإسلامي نقف معكم قلبا وقالبا، نناصركم وندعو الباري أن يسدد خطاكم”.
وأضاف أن “نظام الخميني لم يجلب سوى الدمار والطائفية وسفك الدماء ليس في إيران فحسب، وإنما في جميع دول الشرق الأوسط”، وفق ما نقلته قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية.
ورأى الفيصل أن “إيران تنتهك الدول بحجة دعم الضعفاء في العراق ولبنان وسوريا واليمن ودعم الجماعات الطائفية المسلحة، وأن دعمها يهدف إلى إشاعة الفوضى”.
وبينما جاء رد الفعل الإيراني منددا بمشاركة تركي الفيصل وكلمته، اختلف مراقبون في الخليج بشأن دلالات تلك المشاركة .
اتهامات إيرانية
وكان مستشار الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، قد اتهم السعودية في تصريحات لوكالة فارس الإيرانية للأنباء، بتقديم الدعم المالي والأمني لمنظمة “مجاهدي خلق “.
وعلق عبد اللهيان على ما ورد في كلمة تركي الفيصل، بشأن موت الزعيم السابق لمجاهدي خلق مسعود رجوي، ووصفه لرجوي عدة مرات بالفقيد والمرحوم، وقال إن ذلك يؤكد أن الدعم المالي والامني السعودي للإرهاب في جميع اشكاله، كان مدرجا على الدوام في جدول اعمال الرياض على حد قوله، وتشير الوكالة إلى شائعات كانت قد ترددت حول هروب رجوي من العراق إلى السعودية مع بداية الغزو الأمريكي للعراق.
من جانبه وصف مسؤول العلاقات العامة في حرس الثورة الاسلامية الإيرانية العميد رمضان شريف، في حديث لوكالة فارس أيضا، مشاركة الفيصل في مؤتمر مجاهدي خلق بالخطوة “الوقحة”، على حد قوله ، مشيرا الى أن هذه المشاركة تدل على تآمر النظام السعودي وهذه المنظمة منذ عقود ضد الثورة الإسلامية في إيران.
ترحيب أعلامي في الخليج
في الجانب السعودي والخليجي بشكل عام، بدا أن هناك العديد من الأصوات التي رأت في خطوة الأمير تركي الفيصل، أمرا مستحبا وجيدا وأنها أربكت الجانب الإيراني وأظهرت أن للسعودية أوراقا، يمكن أن تستخدمها في صراعها الإقليمي المشتعل مع إيران. وقد اشاد الأكاديمي الإماراتي المقرب من مؤسسة الحكم الدكتور عبد الخالق عبد الله، بالكلمة التي ألقاها الفيصل في مؤتمر مجاهدي خلق بباريس ودعا في تغريدة له على موقع التواصل الإجتماعي “تويتر” دول الخليج لدعم المعارضة الإيرانية واستضافة زعيمتها بالعواصم الخليجية قائلا “حان الوقت لدوّل الخليج دعم المعارضة الايرانية وتقويتها ودعوة زعيمة مجاهدي خلق زيارة الرياض والعواصم الخليجية الاخرى”.
وتشتبك المملكة العربية السعودية مع إيران في صراع إقليمي على النفوذ حيث باتت إيران متوغلة في العديد من الدول العربية مثل سوريا واليمن ولبنان وقد أدى الدعم الإيراني لجماعة الحوثيين باليمن إلى شن المملكة العربية السعودية حربا هناك تحت غطاء تحالف عربي قامت بتشكيله.
ويشير مراقبون إلى أن الخطوة الأخيرة التي قام بها الأمير تركي الفيصل بمشاركته في مؤتمر “منظمة مجاهدي” خلق المعارضة ستزيد الصراع اشتعالا بين الرياض وطهران في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى التهدئة للخروج من دائرة العنف التي تجتاحها. برأيكم
كيف ترون مشاركة تركي الفيصل في مؤتمر مجاهدي خلق؟
وكيف تقيمون الانتقادات الإيرانية الشديدة لها؟
هل تتفقون مع ما يقوله مراقبون خليجيون من أن الخطوة تدعم من موقف السعودية؟
وإلى أين يمضي الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران؟
سنناقش معكم هذه الاسئلة وغيرها في حلقة الاربعاء 13 يوليو/تموز من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar
اطلع على التعليقات
نقلا عن بی بی سی