تمهيداً نذكر فقط أننا في مقال سابق نبهنا إلى أن أذرع وأدوات تحقيق وتنفيذ مشروع إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد، عبر إسقاط الأنظمة وإعادة تقسيم الدول، هم التنظيمات المسلحة، والقوى الناعمة “مؤسسات إعلامية ومؤسسات مدنية ووسائل تواصل اجتماعي، وأن قطر ضالعة في المشروع غارقة فيه ويدها ملطخة بدمائه بعد أن تعهدت بتمويل المشروع واحتضان الأدوات ودعمها لوجستياً، بمعنى تسهيل تحركها ومدها بما تحتاجه للدخول والتحرك والتنقل إلى مواقع الصراع.
دول التحالف الرباعي التي قاطعت قطر تتصدى للمشروع برمته لا لقطر فحسب، والدلالة الأولى لهذه القائمة الجديدة هي توسيع نطاق القوائم الملاحقة خارج قطر، وبدخول ليبيا واليمن على الخط فنحن الآن أمام تحالف سداسي إن صح التعبير يتصدى للمشروع التقسيمي، ورغم أن الدولتين على وشك الانهيار التام نتيجة تجدد القتال في مناطقها، إلا أن قطر مستمرة في دعم أطراف النزاع فيهما استكمالاً للدور المرسوم لها، خاصة و أن التنظيمات الليبية الإرهابية التي تدعمها قطر لها دور إرهابي داخل ليبيا وخارجها أي في مصر، واليوم ست دول عربية تقدم الأدلة والبراهين على مشروع قطر لإسقاط أنظمتها، والبقية في الطريق، لأننا إن كنا جادين في محاربة الإرهاب فلابد من تعطيل أداوته أولاً.
“أتمنى أن لا تسقط تونس من حساب التحالف المحارب للإرهاب فهي تعاني من التدخل القطري وتمويل جماعات إرهابية هناك، وهناك أحزاب تونسية تصرح بالتدخل القطري وضمها سيغطي مساحة أكبر من المناطق التي تعيث فيها قطر فساداً وسيمنح التحالف مزيداً من الأدلة والبراهين”.
الدلالة الثانية لهذه القائمة الجديدة، أن القائمة الأولى للتحالف الرباعي الخاصة بالقوى الناعمة “المنابر الدينية والمؤسسات الإعلامية والخيرية” كانت لمؤسسات قطرية، إنما القائمة الجديدة بدأت تكشف عن المؤسسات المتعاونة معها أي بدأت تكشف عن “عملاء قطر”، فالقائمة لمؤسسات ليبية ومؤسسات يمنية وتشمل أفراداً لهم ارتباطات قطرية تحت غطاء العمل الخيري وغطاء العمل الإعلامي، وعن طريق تلك المؤسسات والأفراد يدخل السلاح لليمن ولليبيا ويؤجج الصراع.
ثلاث مؤسسات للعمل الخيري في اليمن وأربع مؤسسات إعلامية ليبية وواحدة للشورى والثانية للدعوة في ليبيا.
التحالف إذا بدأ يضم دولاً جديدة، وبدأ يتحرك على عملاء قطر لا على المؤسسات القطرية فحسب، وهذا تطور هام جداً في الأزمة القطرية، يفضح اللعبة ويوسع نطاق الرؤية لتعرف الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية أن مكافحة الإرهاب لابد أن تطال منابعه لتجففها لا أن تكتف بوقف تمويل “بعض” التنظيمات الإرهابية وحسب!!
أتمنى أن ننتبه أن التضييق أصبح الآن على المشروع الشيطاني برمته لا على قطر فحسب، وذلك تطور هام يدل على أن دول التحالف مازال لديها العديد من الأوراق التي لم تكشف عنها بعد، لهذا هي بحاجة إلى حراك دبلوماسي وإعلامي متواصل لفضح وكشف علاقة تلك المؤسسات بالتنظيمات المسلحة والتحرك بشكل أسرع ويسبق أطراف اللعبة الآخرين، فسنجد قطر تمعن في غيها الآن وستصرخ بأن تلك المنظمات بريئة من دعم التنظيمات الإرهابية وأن عملها إنساني فقط، وأن دول التحالف “تغار” من نشاطها الإنساني “البريء”، تهرباً من المواجهة، ومن تحمل المسؤولية، وسنجد أطراف اللعبة تتحرك عبر قواها الناعمة الدولية وتشبيكاتها الدولية لحماية قطر ومؤسساتها المرتبطة معها، فلا يجب أن تترك الساحة الدبلوماسية والإعلامية خالية أو يسبقنا لها أطراف المشروع.
نقلاعن العربیه