في الايام الاخيرة حصلت تطورات كثيرة منها مايسمى “تحرير” الموصل من التنظيمات الارهابية التي لانعلم كيف جاءت ومن دعمها ومولها وماكانت اهداف مموليها واي هدف ارادوا تحقيقه، لكن الواضح انهم كانوا اما اغبياء لعدم بلوغهم الاهداف المرسومة ان وجدت او انهم ماكرون لدرجة انهم حققوا اهداف غير معلنة وهي تدمير المحافظات السُنية الواحدة تلو الاخرى حتى انتهت هذه المسرحية الثقيلة بتدمير الموصل شر تدمير لم يشابهه الا لينين غراد او برلين.
الموقف الاميركي:
من الملاحظ ان امريكا منذ ايام اوباما قررت حسر دورها في الشرق الاوسط على الوساطات السياسية والسلمية دون التدخل بشكل مباشر بأرسال جنود لتغيير واقع معين، ويرجع هذا الامر لعدة عوامل منها الخسائر الكبيرة التي منيت بها القوات الامريكية في حربها ضد العرب السُنة العراقيين الذين كانوا يتلقون الدعم من ايران وسوريا وقطر وتجار خليجيين اسلاميين كانوا يرسلون التبرعات من تحت الرادار ذلك ان الدول الخليجية،عدا قطر، لاتتدخل في شؤون دول اخرى مالم يكن ذلك تحت اشراف دولي وموافقة دولية وهو امر فيه الكثير من الحكمة والتعقل ويُشكرون عليه.
وماتفعله امريكا الان هو انها تعول على المجاميع الايرانية المليشياوية كالحشد وحزب الله وغيرها لتنظيف المناطق السُنية من الارهاب دون ان يكون لأمريكا اهتمام يذكر بما يحصل بعد “التحرير”، اذ تغض امريكا الطرف عن ممارسات المليشيات الايرانية اذ المهم هو دحر الارهاب وليذهب العرب السُنة الى الجحيم!
نفس الاسلوب تتبعه امريكا في سوريا اذ تُسلح المليشيات الكردية وتدعمها بقوة رغم انف العرب السُنة وتركيا.
هذه التصرفات تعتبر مؤشر خطير جدا، علينا الا نسكت عليه، وعلينا ان نناقش هذه الامور معهم بشفافية وواقعية وعليهم ان يفهموا ان هذه التصرفات لن تفيد احدا على الاطلاق.
الموقف العربي:
من مراقبة الواقع في الاعلام نجد ان الدول العربية تعتبر العراق دولة واحدة وتعتبر المليشيات الايرانية هي الجيش العراقي وتعتبر اولوياتها ان يتم دحر الارهاب واما مايحصل بعدها للعرب السُنة وما هو مصيرهم فهو امر سيتم النظر فيه فيما بعد الا اننا نحن العرب السُنة العراقيين لانعول كثيرا على الدور العربي في هذا الصراع. لكن المعجزات ممكن ان تحصل.
الموقف العراقي:
الموقف العراقي هو الاخر يعتبر لغز اذ ان رئيس الوزراء العبادي هنأ الشعب العراقي على التحرير ومن جهة اخرى بدأت تبرز لوسائل الاعلام تجاوزات المليشيات الشيعية الموالية لأيران اما بالقتل لمواطنين سُنة لايُعرف ماهي جريمتهم واما من خلال اهازيج واشعار لتلك المليشيات تهين العرب السُنة وتطعن في اعراضهم وهم يعرفون قبل غيرهم ان هذه التصرفات تعتبر كبيرة من الكبائر في العرف العشائري العربي سواء العراقي او ماسواه، ونرى بوضوح الاحراج الذي وقع فيه العبادي والشيعة العرب الرافضين للدور الايراني في المنطقة الا انهم مرغمون على قبول المليشيات مهما فعلت وستفعل.
السياسيون السُنة:
حصلت اجتماعات لما يسمى الائتلاف السُني اذ اجتمعوا في بغداد واربيل ونقلت وسائل الاعلام ان هناك تحالفا “عابرا للطائفية” ستم تشكيله، وهذا يعني ان الحال ستستمر كما هي عليه الان، اذ رغم رفض الجماهير السُنية في محافظاتها للنفوذ الايراني الا ان السياسيين السُنة يديرون ظهورهم لمطالب شعوبهم والاسباب منها معروف ومنها ممكن تخمينه الا انني استطيع ان اشير الى ماقاله احد المشايخ البارحة في معرض جوابه على تهجم احد المليشياويين على اعراض السُنة بقوله “الحكومة العراقية تخدّرنا بوعود، منها انهم سيدخلوننا للعملية السياسية”، واقول لهذا الشيخ العزيز، يا عزيزي بل عليهم ان يقبلون ارجلكم لتشتركوا في المهزلة السياسية العراق ايرانية لانكم ان لم تشتركوا فيها فلن تكون لهم مصداقية لبسط نفوذهم على المناطق السُنية وذلك سيسبب احراج لهم، واستطيع ان اضيف ان الرواتب والامتيازات التي تقدمها حكومة بغداد لهؤلاء السُنة هي بملايين الدولارات واصبح المواطن السُني البسيط يرى ان تلك الملايين ليست سوى رشا تقدمها ايران وعملائها في العراق لشراء ولاء هؤلاء المتصدرين بأسم سُنة العراق، وان على هؤلاء السياسيين السُنة العودة الى جادة الصواب وتغليب مصلحة ابناء الشعب بدل المتاجرة بهم بهذه الطريقة المخزية.
الموقف كما اراه:
قلت سابقاً ان العراق الان ليس سوى عراق فيشي اي انه يشبه فرنسا عندما كانت محتلة من قبل المانيا اذ قام هتلر بتولية عملاء له من الفرنسيين كي يديروا الامور في فرنسا وعندما تحررت فرنسا تمت محاكمتهم جميعا بالخيانة العظمى.
لا اعني اننا يجب ان نحرر العراق من النفوذ الايراني وعمل محاكمات الا ان الذي اقصده هو ان العراق الان يشبه بشكل كبير جمهورية يوغسلافيا قبل التقسيم اذ كانت هناك ثلاث قوى كبيرة لم تعد تستطيع ان تعيش مع بعض وكانت الاخت الكبيرة صربيا تنادي بوحدة الجمهورية رغم انف اخواتها الصغار كروتيا والبوسنة، والباقي نعرف تفاصيله.
لايراودني شك ان ايران مستعدة ان تدمر المحافظات السُنية من جديد ان نادت احدى او كل تلك المحافظات بالانفصال من هذا الكيان الذي يسمى “جمهورية العراق” الا انني اعتقد ان علينا ان نناقش موضوع الانفصال من خلال تولية الامر في المحافظات السُنية لشخص قادر على تحمل تلك الاعباء وله اتصالاته وخبرته في الشأن السياسي ومن ثم نعمل بشكل مضطرد كما يعمل اخواننا الاكراد نحو الانفصال الكامل عن الكيان العراقي الذي صنعه الانكليز والفرنسيين، وممكن ضم المحافظات السورية الشرقية والوسطى للدولة السُنية التي ننادي بها نحن ابناء الشعب السُني في العراق وسوريا وليس المقصود هو ان نكون ضد احد ما او لتدمير احد ما، بل نريد ان نعيش بسلام ونبني مدننا بسلام وستكون دولتنا دولة ذات سعة صدر تستقبل كل مكلوم ومظلوم في المشرق العربي وتلك ارض الله والرزق رزق الله، وهذا ما اراه مناسبا اما دعوات الوحدة فأصبحت كلام نشاز لايسمن ولايغني من جوع، وعلى امريكا ان تفهم ذلك جيداً.
نقلا عن ایلاف