رغم كل ضجيج معارك “حزب الله” في الجرود، يبدو المشهد اللبناني الداخلي محكوماً بالهدوء والترقب، تحت سقف “التسوية السياسية”، وما أرسته من “توازنات دقيقة” تفرض على الجميع الالتزام بمقتضياتها، كما بدا واضحاً في “مواصلة” الرئيس سعد الحريري زيارته الأميركية والتعبير بثبات وصراحة عن الموقف الرسمي اللبناني، في موازاة ما اتسم به خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله من هدوء ملفت، بخلاف ما كان يتوقعه البعض.
الحريري يحمل “لبنان النموذج” إلى العالم: حافظوا عليه
واصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري نشاطه الرسمي أمس في العاصمة الأميركية حاملاً الهمّ اللبناني بمختلف جوانبه وتحدياته الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ليضع المجتمع العالمي أمام مرآة مسؤولياته تجاه هذا البلد “النموذج” بما هو من “رصيد ثمين للمنطقة والعالم” ينبغي المحافظة عليه.
وغداة تتويجه الزيارة بمحادثات “بناءة وإيجابية جداً” أجراها مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، استكمل الحريري لقاءاته مع المسؤولين في الإدارة الأميركية فضلاً عن إلقائه محاضرة في معهد كارنغي للسلام العالمي تلبيةً لدعوة من إدارة المعهد، استعرض في مضامينها أهمية لبنان على الخارطة الإقليمية والدولية بوصفه أيقونة الاستقرار والاعتدال والتعايش والحوار “في منطقة محفوفة بالعنف الديني والطائفي وفي عالم أصبح فيه التعايش بين الإسلام والمسيحية يصوّر على نحو متزايد بأنه مستحيل”.
وعن التهديدات التي يواجهها اللبنانيون، فنّد الحريري ما يتعاملون معه من هذه التهديدات “بمفردهم” في مقابل تلك التي “لا بد من مساهمة المجتمع الدولي” في سبيل التصدي لها. وفي هذا السياق عرض لما تحقق لبنانياً على صعيد إعادة النهوض بالحياة السياسية والدستورية في البلد وصولاً إلى مخططات حكومته وأهدافها “لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية”. أما في ما يتعلق بأعباء النزوح السوري وآثاره المدمرة على البنى التحتية والقطاعات الاجتماعية والتربوية والصحية والخدماتية في لبنان، فشدد على ضرورة حشد المساعدة في شكل منح وقروض تساهلية مع تشجيع مشاركة القطاع الخاص في سبيل “تطوير برنامج استثمار رأسمالي يمتد لعدة سنوات”، كاشفاً عن “وضع اللمسات الأخيرة على برنامج في حدود 14 مليار دولار تماشياً مع خطة التنمية الطويلة الأجل في لبنان”.
بعد المحاضرة، كانت للحريري سلسلة مواقف في إطار الحوار الذي دار بينه وبين الحضور، فأكد في ما يتعلق بملف العلاقة مع “حزب الله”، أنّه يعمل على منع أي انعكاس للاختلافات مع الحزب على مصلحة لبنان وشبعه واقتصاده، وقال: “أنا لا أوافق على ما يقوم به “حزب الله” وكنا نفضّل أن يقوم الجيش اللبناني بما يقومون به في (جرود) عرسال ولا نودّ أن نراهم في سوريا والعلاقة بيننا وبينهم صعبة جداً حيال السياسات الإقليمية (…) الطريقة المُثلى هي أن نتجنب مواقف بعضنا حيال هذه الأمور ونحاول أن نعمل بقدر ما نستطيع لما فيه مصلحة لبنان.. الجميع يريد استقرار البلد هذا هو هدفنا في هذه الحكومة ونستمر بالعمل عليه”، وسط تشديده في السياق نفسه على أن واجبه كرئيس مجلس وزراء “هو حماية لبنان من أي نوع من عدم الاستقرار” وتجديده التزام الحكومة اللبنانية بالقرار 1701 مع الإشارة إلى كون “مسألة “حزب الله” إقليمية لا يجب إلقاء اللوم دائماً فيها على لبنان بل يجب وضعها وإيجاد حل لها في الإطار الإقليمي”.
وعن العقوبات الأميركية المُزمع إقرارها ضد الحزب والمخاوف من أن تنعكس سلباً على القطاع المصرفي اللبناني، لفت إلى أنه سيزور الكونغرس اليوم ويجري محادثات في هذا الصدد، مبدياً ثقته بأنّ “الكونغرس سيستمع إلى بعض الملاحظات التي لدينا”.
في المقابل، كتبت “المستقبل” في زاوية “المستقبل اليوم”:
المواقف التي أعلنها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في لقاءاته وتصريحاته في واشنطن، هي ذاتها التي سبق وأعلنها في بيروت وسيعلنها في أي مكان يزوره. ولا شيء عنده ليخفيه. ولا شيء عنده اسمه ازدواجية مواقف، أو ما شابه. بل إن الوضوح مسلك دائم والصراحة واجبة أمام اللبنانيين، احتراماً لهم ولتضحياتهم وصبرهم على أزماتهم، وتقديراً لآمالهم الكبيرة بترسيخ الاستقرار الوطني وإقدار الدولة وإحياء مؤسساتها الشرعية وتقوية حضورها ودعم جيشها وقواها الأمنية، والتطلع الى إنعاش الوضع الاقتصادي في الإجمال، وعدم التردد في طلب الدعم لمواجهة أعباء نكبة النزوح السوري. ما قاله الرئيس الحريري في واشنطن هو أنّ لبنان ومصلحته أولاً. وإن السعي الى ترسيخ استقراره في محيط تدبّ فيه الفوضى هو أوجب الواجبات. وإن مبدأ التوافق المُعتمد داخل مؤسسات الحكم وخارجها هو شرط لا بدّ منه لتمكين لبنان من الصمود والاستمرار والانتاج والإبداع. وإن سياسة تقوية الجيش والقوى الأمنية كي تبسّط سيطرتها على كامل التراب الوطني هي سياسة مركزية و«إنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مصرّ عليها أكثر من أيّ شخص آخر». المعادلة الماسيّة القائلة بالحفاظ على الاستقرار الداخلي، سبق وأن أعلن رئيس الحكومة الالتزام التام بها من بيروت وقال علناً ونهاراً وجهاراً أنّه يعتمدها برغم عدم موافقته على سياسات «حزب الله» ولا على ما يفعله في الجرود العرسالية.. ثم عاد وقال ذلك بوضوح كافٍ من واشنطن برغم المواقف الأميركية المعروفة. الحفاوة الأميركية الاستثنائية، بالرئيس الحريري وخصوصاً تلك التي أظهرها الرئيس ترامب، تعني في المحصلة، تقديراً كبيراً واحتراماً أكيداً لرجل دولة يعتمد الوضوح التام في مواقفه ولا يتردد في تأكيد التزامه بمصلحة وطنه العليا وتمسّكه باستقراره ونموّه وسلمه الأهلي.
اللقاء بتيليرسون
ولاحقاً، زار الحريري وزير الخارجية الأميركية ريكس تيليرسون في مقر وزارة الخارجية يرافقه وزير الخارجية جبران باسيل وعدد من أعضاء الوفد اللبناني المُرافق، وتم خلال اللقاء عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وبعد الاجتماع اكتفى تليرسون بالقول: “أنا مسرور بأن أرحّب برئيس وزراء لبنان سعد الحريري هنا في وزارة الخارجية وقد ناقشنا كما تتوقعون الوضع في سوريا ومسائل تتعلق بالأمن في المنطقة، وأنا أعرف أنه كان للرئيس الحريري أمس لقاء وديّ جداً جداً مع الرئيس ترامب وسنستمر في متابعة القضايا التي أثيرت للبناء عليها”.
كتبت الهام سعيد فريحه في “الانوار”: الحفاوة بالرئيس الحريري تعكس اهتمام واشنطن بلبنان:
أحياناً يكون الشكل بأهمية المضمون، فكيف إذا كانا على درجة كبيرة من الأهمية؟ هذا الإنطباع هو الذي يخرج به أيُّ مراقب تابع الحفاوة التي استُقبِل بها رئيس الحكومة سعد الحريري من قِبَل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض. ففي لقاءات مشابهة، بين رئيس أميركي ورئيس حكومة، كان اللقاء يتمُّ عادة في مكتب جانبي، وكانت الصور التي تُتَّخذ هي صور فوتوغرافية وليس صور فيديو. لقاء ترامب – الحريري كان مغايراً كلياً: اللقاء في المكتب الرئيسي لترامب، ومصافحة وترحيب أمام كاميرا الفيديو، وهذا الإهتمام هو أول المؤشرات الأميركية إلى نظرة الإدارة للدور الذي يضطلع به لبنان، سواء على مستوى محاربة الإرهاب أو على مستوى إيواء النازحين السوريين أو على مستوى الإستمرار في حماية الإستقرار اللبناني في ظل العواصف العاتية. ومن المؤشرات الأساسية أيضاً أنَّ اللقاء بين ترامب والحريري دام ساعة ونيِّف، وهذا يعكس تعدد الملفات التي جرى بحثها . يمكن اعتبار أنَّ زيارة الرئيس الحريري لواشنطن كانت ناجحة بكل المقاييس، وأنَّ ترجمتها ستبدأ بالظهور تباعاً.
نادر الحريري: موقف ترامب يمثل الادارة الاميركية وليس الحكومة اللبنانية
لاحظ مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري في حديث إلى المؤسسة اللبنانية للارسال، ان الموقف الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من “حزب الله” يمثل موقف الإدارة الأميركية، وليس الحكومة اللبنانية، مضيفاً بأن هذا الموقف ليس جديداً، وهو موقف مكرر لخطاب ترامب في قمّة الرياض، ونحن ملتزمون بالبيان الوزاري لحكومة استعادة الثقة، وما زلنا مستمرين في السياق ذاته منذ انتخاب الرئيس عون.
في المقابل، قللت مصادر الوفد اللبناني لـ”الجمهورية” من أهمّية مفاعيل كلام ترامب في الداخل اللبناني، خصوصاً أنّ الرئيس الحريري أبلغ الرئيس الأميركي أنّ هناك اتفاقاً سياسياً داخل الحكومة اللبنانية بألّا ينعكس أيّ ملف خِلافي على الاستقرار في لبنان، وهو الأمر نفسُه الذي أبلغَه الحريري إلى المسؤولين الأميركيين الآخرين الذين التقاهم، ووجَد تفهّماً من الرئيس الأميركي ومن المسؤولين المذكورين. وكشفَت المصادر أنّ الوفد اللبناني كان على عِلم بفحوى المواقف التي سيُطلقها ترامب، واعتبَرها مواقفَ خاصّة به، لا علاقة للجانب اللبناني بها، خصوصاً وأنّ هدف الزيارة، يتركّز بشكل أساسي على المساعدات الاقتصادية، وملفّ النازحين ودعم تسليح الجيش والقوى الأمنية.
كتب جوني منير في “الجمهورية”: الحريري في واشنطن: فصل الخيط الأبيض عن الأسود:
كانت غريبةً إلى حدٍّ ما بعضُ الجوانب التي أحاطت باجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس الحكومة سعد الحريري. فالضيف اللبناني الذي استبَق زيارته الرسمية لواشنطن بزيارة سريعة للسعودية ولقاءٍ دافئ مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، حظيَ بتكريم واضح من خلال اللقاء الإعلامي المشترك بعد انتهاء الاجتماع، إلّا أنّ المواقف التي أطلقها ترامب بدت خاليةً من أيّ مضمون فعلي، خصوصاً لجهة قولِه بانتظار 24 ساعة لمعرفة القرار الأميركي بالنسبة الى العقوبات على «حزب الله». صحيح أنّ ترامب كان يتلو بياناً أعِدّ سلفاً، وهي من المرّات القليلة له، فيما هو اشتهر بالارتجال والعفوية، لكنّ البعض رأى في ذلك، إمّا عدم وجود تحضير جيّد مسبقاً للاجتماع أو عدم اتّضاح القرار داخل الإدارة الاميركية حول طريقة التعامل مع هذه الملفّات في المرحلة الراهنة، أو الاثنين معاً. وخلال الاشهر الماضية طلبَ الحريري ترتيبَ زيارة له الى البيت الابيض بعدما أحجَمت الدوائر الديبلوماسية الاميركية عن التجاوب مع طلبٍ مماثل صَدر عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. الموعد المبدئي الأوّل للزيارة كان مقرّراً في أيار الماضي، لكنّ البيت الأبيض آثرَ تأجيلَه إلى تموز الجاري، في انتظار حصول بعض المعطيات، ما يَجعل الزيارة اللبنانية مثمرة. نَقلت «فورين بوليسي» أنّ ترامب كان يَسأل عن إمكانية إظهار طهران وكأنّها لا تلتزم الاتّفاقَ النووي، فيما وزارة الخارجية وأركان إدارة ترامب يرفضون ذلك ويَعتبرونه تهوّراً وجنوناً يهدّد مصالح واشنطن في الشرق الأوسط. فالنظرة الاميركية الجديدة هي لإنشاء اصطفاف جديد في الشرق الاوسط، واحد من ايران حتى لبنان وتمسِك ببعض مفاصِله روسيا، في مقابل اصطفاف يضمّ دولَ الخليج والأردن، وسيتمّ ضمُّ إسرائيل إليه بعد إنجاز التسوية مع الفلسطينيين. ووفقَ ذلك تدخل مسألة إدراج عقوبات جديدة ضدّ «حزب الله» في هذا الإطار، ما يعني أنّ العقوبات حاصلة ولكنّها فعلياً لا تبدو مؤذيةً جدّياً لـ«حزب الله»، وبتعبير آخر قنبلة صوتية أو ربّما قنبلة دخانية. لذلك ربّما بدا كلام ترامب المكتوب والمُعَدّ سلفاً بلا دسَم، تحاشياً لتجاوزِ الخطوط المرسومة.
كتب محمود زيات في “الديار”: الحريري امام امتحان!!:
كل الوقائع السياسية والميدانية تجزم الاوساط المتابعة، بان “حزب الله” لن يكون في وارد استثمار انجازاته العسكرية على الجبهات المختلفة في الداخل اللبناني، لكنه ماض في معركته ضد الارهاب، ولمعالجة الملفات الاكثر سخونة، وبخاصة ملف النزوح الجماعي السوري، ومنع استثماره، لا اليوم ..ولا في المستقبل، بالمقابل، لعل الرئيس الذي سمع الرئيس الاميركي وهو يُطلق كلاما معيبا بحق لبنان عن «حزب الله» وسلاحه المقاوم للاحتلال الاسرائيلي وللارهاب، سيكون امام امتحان، مع دخول الحلقة الثانية من معركة الجرود حيز التنفيذ، لكن الامتحان الاصعب سيكون مع معالجة ملف الارهابيين الذين تسللوا الى ضاحيتي عرسال في وادي حميد ومدينة الملاهي هربا من جحيم معركة الجرود.
مفاوضات “الفرصة الأخيرة” في الجرود
قالت “الجمهورية” إنه يسود ترَقُّب لنتائج العملية العسكرية المتسارعة ضدّ المجموعات الإرهابية التابعة لـ”جبهة النصرة” في جرود عرسال، ولوضعِ الجبهة المحتمل اشتعالها قريباً ضد إرهابيي “داعش” في جرود رأس بعلبك.
وأكّدت مصادر “حزب الله” لـ”الجمهورية” أنّ العمليات العسكرية في جرود عرسال صارت في المربّع الأخير، ما يعني أنّها اقتربت جداً من نهايتها، ولا سيّما أنّ عناصر الحزب تابعوا تقدّمهم وأحكموا السيطرة على كلّ التلال في تلك المنطقة وصولاً إلى مشارف نقطة الملاهي ووادي حميد الذي أصبح مطوّقاً بالكامل.
وعلمت “الأخبار” أنّ المفاوضات بين حزب الله من جهة، و”النصرة” من جهة أخرى، تجريها المديرية العامة للأمن العام عبر وسيط سبق للمديرية أن اعتمدت عليه للتواصل مع “النصرة” في عدد من القضايا السابقة. وتتقدّم المفاوضات بشكل جدي، ولا سيما بعد التقدم الكبير الذي حصل في أيام المعركة الأربعة السابقة، واستُكمل أمس.
الجيش متأهِّب أمام “داعش”
استمرّ الجيش في إجراءاته الأمنية المشدّدة في تلك المنطقة، في ظلّ معلومات رسمية عن تعزيزات أرسَلها الجيش الى بلدتَي رأس بعلبك والقاع ومحيطهما، متوازيةً مع دوريات مؤللة وراجلة، وتثبيت نقاط عسكرية جديدة تحسّباً لأيّ محاولة تسَلل أو فرار للمسلحين باتّجاه البلدتين.
وأكّد مصدر عسكري لـ”الجمهورية” أنّ “الجيش جاهز لمعركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع، وهو قد بدأ الحشدَ وأنهى وضعَ خططِه، أمّا تحديد موعد انطلاق الحرب فهو رهنٌ بالميدان”. وشدَّد على أنّ “الجيش يملك الضوءَ الأخضر للقيام بالعملية، ويضع استراتيجيةً خاصة تتناسب مع طبيعة رأس بعلبك والقاع، فهو ينتشر على تلال رأس بعلبك وعلى حدود القاع، والحسمُ العسكري سيكون سريعاً، ولن يدخلَ في حرب استنزاف”.
وبحسب مصادر عسكرية وأمنية وسياسية لـ”الأخبار”، فإنّ الموضوع كان مدار بحث بين الرئيس ميشال عون وقائد الجيش جوزف عون. وتُشير المصادر إلى أنّ المعنيين في الجيش، بدأوا التحضير كما لو أنّ المعركة ستحصل حتماً. وتلفت إلى أنّ قرار شنّ المعركة لتحرير الجرود من “داعش” سيحظى بموافقة جميع القوى السياسية. ومن ناحية قانونية ودستورية، لا تحتاج خطوة كهذه إلى قرار من مجلس الوزراء. ومن الصعب أن “يتجرأ” فريق سياسي ما على معارضة معركة تحرير الجرود.
ولفتت المصادر لـ”الأخبار” إلى ما قاله رئيس الحكومة سعد الحريري من واشنطن، أنّه كان يُفضل لو خاض الجيش اللبناني وليس حزب الله معركة تحرير جرود عرسال. واعتبرت أنّ كلام الحريري يندرج في إطار التحضير لعملية ينفذها الجيش. في السياق نفسه، أتى كلام الوزير جبران باسيل، الذي قال: “تذكروا كم طالبنا في الحكومة السابقة أن يقوم الجيش بتحرير الجرود الشرقية. أتى العهد واستلمت القيادة وحان الأوان الذي لا تبقى فيه أرض محتلّة”.
وتجدر الإشارة، بحسب “الأخبار”، إلى أن العملية التي من المفترض أن يشنها الجيش ضدّ “داعش”، لا بُدّ وأن يواكبها تنسيق بين حزب الله والجيش السوري، خاصة أنّ المساحة التي يُسيطر عليها “داعش” مقسومة بالتساوي بين الأراضي اللبنانية والسورية.
نصرالله: الانتصار سيستكمل .. وجاهزون لتسليم الجيش كل الأرض
أطلّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، مستعرضاً معركة الجرود ونتائجَها:
قال: “إنّنا أمام انتصار عسكري وميداني كبير جداً، تَحقّق خلال 48 ساعة”، مشيراً إلى أنّ “ما قام به الجيش اللبناني ضمن مسؤولياته كان أساسياً جدّاً في صناعة هذا الإنجاز، حيث استطاع الجيش أن يمنعَ تسَلّل المسلحين كما تمكّنَ من تأمين الحماية الكاملة لبلدة عرسال ولمخيّمات النازحين”.
لفتَ الى أنّ “قرار بدءِ معركة تحرير جرود عرسال اتّخِذ في لبنان وليس في أيّ مكان آخر، وأنّ التوقيت ليس له علاقة بأيّ شيء خارجي”.
قال إنّ هدف المعركة هو إخراج المسلحين من المنطقة التي يسيطرون عليها في جرود عرسال، ودعا “مَن يُشكّك في عملية الجرود” إلى “أن يذهب الى المناطق التي سقط فيها شهداء، والتي كان يُحَضّر لاستهدافها بعمليات انتحارية جديدة ويسألهم لماذا يجب أن نخرج لتحقيق هدفنا”؟
قال : “إلى المسلمين والمسيحيين نهدي الانتصار، هذا الانتصار الكبير الذي سيُستكمل، بقيَت خطوات أخيرة والمسارُ مسار اكتمال، إمّا بالميدان إمّا بالتفاوض، وستعود كلّ هذه الارض الى أهلِها. وسيأمن الناس جميعاً مِن الهرمل الى بعلبك وبريتال والنبي شيت وزحلة، الى كلّ الارض اللبنانية، وستُطوى الصفحة العسكرية النهائية لجبهة النصرة في لبنان”.
أشار الى أنّ الحزب “لا يريد لعرسال وأهلِها إلّا الخير والأمن والسلامة والكرامة”، مؤكّداً “أنّنا لن نسمح لأحد بأن يقترب من مخيّمات النازحين، لكنّنا نخشى من دخول أحد على الخط واستهداف النازحين وتحويل الموضوع في وجهِ المقاومة والجيش”، لافتاً الانتباه الى أنّنا “عندما تنتهي المعركة نحن جاهزون إذا طلبَت قيادة الجيش أن تستلمَ كلَّ المواقع وكلّ الأرض”.
مواقف ترامب
وكان نصر الله تجنّبَ الردّ على تصريحات ترامب وتصريحات الإدارة الأميركية في ما يتعلق بـ”حزب الله”، وذلك “تسهيلاً للوفد الحكومي ولعدمِ إحراجه”، كما قال.
كتب يحيى دبوق في “الاخبار”: إسرائيل صامتة… هُزمت مع هزيمة “القاعدة” في الجرود:
اقد يكون ردّ فعل إسرائيل على معركة جرود عرسال، لجهة تظهير التعليقات، مشابهاً لردّ فعلها تجاه استعادة حلب: التعليقات تأتي بعد أيام من إعلان الانتصار. وهو انتصار (مع تداعياته) سيفرض نفسه على الاسرائيلي، خاصة أنه ظهّر من جديد قدرات حزب الله القتالية، وعزيمته، وجدارة مقاتليه واستعدادهم، وكذلك قدرته على إدارة معركة في مناطق مفتوحة جردية، بعد أن عاينت إسرائيل قدراته في القتال السوري، في المناطق المدينية. اسرائيل تعاين بأسف وأسى كبيرين ضياع استراتيجية تظهير حزب الله أنه يعمل خلافاً لهويته اللبنانية، التي سعت وشركاءها في الهدف، في لبنان وخارج لبنان، وبشكل حثيث، لإدخالها في الوعي الجمعي للبنانيين، بلا طائل. وهذه إحدى نتائج المعركة وتداعياتها السلبية على إسرائيل. لن يكون خافياً على تل أبيب تكتّل معظم اللبنانيين حول حزب الله، وتأييدهم العارم للمعركة وأهدافها، والاشادة التي قد لا تكون مسبوقة لعامة اللبنانيين، والتي اضطرت معها حتى قيادات جهات لبنانية على خصومة مع المقاومة إلى الإنسياق وراء التأييد، والاضطرار إلى مجاراته. هذه بذاتها تعدّ انكساراً لاستراتيجية إسرائيل في التحريض على حزب الله.
رعد التقى لاريجاني: أصبحنا أكثر قوة
اعتبر رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النيابية اللبنانية محمد رعد من طهران أمس، “أن جبهة أعداء محور المقاومة كانت في بداية الأزمة السورية جبهة متماسكة لكنها وبعد صمود المقاومة وأبناء الشعب السوري تصدعت ونشبت الخلافات المعقدة بين أعضائها”. وكان رعد التقى أمس رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني. وأكد في تصريح نقلته وكالة “مهر” الإيرانية أن “بعض الأطراف والدول تسعى إلى ضرب وحدة اللبنانيين، وهذا التدخل جاء بعدما رأى الأعداء تكاتفاً وإجماعاً وطنياً في لبنان وأن الاعداء يحاولون اللاتفاف على هذا الاستحقاق الذي كسبه اللبنانيون”. وقال إن “محور المقاومة اليوم أصبح أكثر قوة وصموداً أمام الأزمات”.
“الديار”: تبادل ادوار بين الحريري والسنيورة؟
كتب جورج عبيد في “الديار”: تبادل ادوار بين الحريري والسنيورة؟:
لماذا أصدر تيار المستقبل برئاسة الرئيس فؤاد النسيورة بيانه أثناء زيارة الرئيس سعد الحريري إلى واشنطن بالمعاني والأبعاد؟ كان لافتًا هذا البيان ليس فقط في التوقيت بل بالدلالات التي شاءها كاتبوه وقائلوه في لحظة يتجلى فيها النصر في الجرود؟ يؤكّد البيان بحسب المراقبين ذلك البون الشاسع في المفاهيم لقراءة الواقع السياسيّ إسقاطًا للتجليات الساطعة من أرض المعركة، وما بعدها. وقبل الغوص فيها لاحظ المراقبون بأنّ الحريري الموجود في واشنطن لم يبد رأيًا واضحًا تجاه ما صدر عن كتلة هو زعيمها ومؤسسها. وانطلقوا من صمته متسائلين حول ما إذا كان هذا البيان من قبيل تبادل الأدوار بينه وبين فؤاد السنيورة نفسه، أو أنّ فؤادًا يعمد بكلّ ما أوتي من قوّة لعرقلة الحلول الجذريّة. سيفهم الحريري بأن ليس من قرار أميركيّ بالمطلق على معاقبة حزب الله، وهذا الجواب الأوّل على نصّ البيان الصادر عن كتلة المستقبل برئاسة السنيورة، ولن يتمّ، بالتالي، التطرق إلى العقوبات المالية على حزب الله بمعنى أن سيتمّ غضّ الطرف عن ذلك وهذا الجواب الثاني على البيان الصادر والمنشور، أمّا الجواب الأكثر فصاحة وشموليّة بأنّ الإدارة الأميركية ومن ضمن الاتفاق بينها وبين روسيا تتعاطى مع الرئيس بشار الأسد في سوريا كمعطى رئيسيّ وجوهريّ يرتكز عليه مستقبل سوريا، بمعنى بأن الحريري سيلمس بأن مستقبل سوريا يستكمل برئاسة بشار الأسد، ولكن بتسوية سيكون عنوانها مشاركة الجميع في حكومة وحدة وطنية تشمل كلّ المكونات والأطياف والأحزاب في سوريا. بيان كتلة المستقبل بحسب المراقبين يعرقل هذا الاتجاه الناضج، فبحال كان بمثابة بيان يتصدّى للتسوية فهو سيكون مجرّد نصّ كتب بلا تأثيرات سواءً في الداخل والخارج، إذ لن يستطيع أحد الوقوف بوجهها، أمّا إذا كان من باب «القوطبة» فإنّ هذا البيان لن يجد صداه، لن يجد جيفري فيلتمان ليسوق له داخل الإدارة الأميركيّة، فمنظومة الفوضى الخلاّقة قد انتفت، وصلاحيتها قد انتهت، وباتت بدورها وبالاً على الأمن الدوليّ برمته إذ لم تنتج سوى الفشل تلو الفشل. وفي كل الأحوال سينتظر اللبنانيون توضيحًا للحريري، لكن لن يكون هذا كافيًا فإنّ ما سيقوله الحريري، إمّا أن يكون منسجمًا مع المرحلة المقبلة بكلّ بساطة أو أنّه سيدخل لبنان في صراع بل انقسام سياسيّ عموديّ وهذا ما يأباه هو كما يأباه رئيس الجمهورية العماد عون، النتائج الميدانية في الجرود ستفرض هيبتها وستكون هي الكلام وهي الشريعة السياسية الجديدة.
عون يترأس وفد لبنان إلى نيويورك في أيلول
علمت “الجمهورية” من أوساط ديبلوماسية لبنانية أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون، يدرس احتمالَ ترؤسِه شخصياً للوفد اللبناني إلى نيويورك في أيلول، بعدما كان مقرّراً أن يترأسَه الحريري، مشيرةً إلى أنّ رئيس الحكومة تبلّغَ بذلك خلال وجوده في واشنطن.
تقارير انتخابية
كتب جهاد نافع في “الديار”: تناغم بين ميقاتي وفيصل كرامي:
من يتابع حراك ميقاتي يتلمس جيدا التناغم السياسي القائم بينه وبين الوزير فيصل كرامي. يشير مصدر سياسي طرابلسي الى انه في الآونة الاخيرة برزت تكهنات وتسربت معلومات عن مساع تجري لتقريب وجهات النظر بين الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري واوحت التسريبات بدور ما لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي يشكل القاسم المشترك بين الرئيسين اللذين يتمتعان بعلاقات مميزة مع ولي العهد السعودي ، وتضيف المصادر انه من الممكن ان يوعز ولي العهد الى الرئيسين ميقاتي والحريري باللقاء والتحالف وحينها يمكن ان اللائحة الذهبية في الدائرة الشمالية الاولى باتت الاكثر حظا بين اللوائح رغم ان الصوت التفضيلي قد يفعل فعله في هذه الدائرة، علما ان الحريري هو الاكثر حاجة الى حليف طرابلسي قوي يتكىء عليه في معركته الانتخابية الصعبة التي لم يستطع لغاية الآن من استرداد شارعه الذي تناثر وذهب اكثر من نصفه باتجاه تيار اللواء ريفي مستفيدا من تململ الناس من وجوه سياسية دأبت على وعود لم تنفذ آخرها وعود الحريري الاخيرة التي لاقت امتعاضا من قيادات سياسية خاصة وعد بمشاركة طرابلس في اعمار حلب والمناطق السورية الاخيرة مما استدعى موقفا من الوزير فيصل كرامي ليقول: نحن لم نستطع اعمار باب التبانة فكيف نشارك في اعمار حلب؟ واذا كانت هذه هي خطة الحريري الاقتصادية الانمائية لطرابلس فعلى الدنيا السلام». يرى المصدر ان احتمال التحالف بين ميقاتي والحريري في طرابلس لا يزال ممكنا ولم تغلق الابواب لكن على الرئيسين التوافق على كل الاسماء المرشحة وان تعتمد مقاييس في اختيار الاسماء بحيث لا يكون الاسم المرشح عبئا على اللائحة والا اي ثغرة سوف توفر للخصم فرص الفوز، وعلى سبيل المثال المقعدين المسيحيين في طرابلس حيث يبدو ان اسم الوزير جان عبيد بات اقرب الى الخيار الاوفر حظا توافقا بين القيادات الطرابلسية باعتباره حصد في الانتخابات السابقة ثلث اصوات الطرابلسيين في مواجهة تسونامي اللائحة المحظية حينذاك وان اي اسم ماروني اخر سوف يشل عبئا ثقيلا على اي لائحة،واسم عضو المنطقة الاقتصادية في الميناء انطوان حبيب بات اسما معروفا كونه يحظى باعلى نسبة من اصوات الارثوذكس
كتب ناجي سمير البستاني في “الديار”: القوات والاشتراكي ثبتا تحالفهما لانتخابات 2018:
كشفت أوساط سياسيّة مُطلعة أنّه في الوقت الذي لا تزال أغلبيّة الأحزاب والقوى السياسيّة في لبنان تدرس شكل التحالفات الذي سترسو عليه في نهاية المطاف، خطى كل من حزبي «القوّات» و«الإشتراكي» خطوات مُتقدّمة نحو تثبيت تحالف إنتخابي ثنائي في دائرة «الشوف وعاليه» الإنتخابيّة. ولفتت إلى أنّ لقاء «كليمنصو» الأخير جاء تتويجًا لأشهر طويلة من اللقاءات الثنائيّة على أكثر من مُستوى قيادي وحزبي، للدفع في هذا الإتجاه، مع تسجيل دور بارز بشكل خاص لكل من النوّاب جورج عدوان عن «القوّات» ووائل أبو فاعور وأكرم شهيّب عن «الإشتراكي». وأضافت الأوساط نفسها أنّ «البيك» و«الحكيم» توافقا على أن يتعاون ويتحالف حزبا «القوات» و«الإشتراكي» بشكل كامل في دورة الإنتخابات النيابيّة المُقبلة، حيث لكل منهما ثقل شعبي مُشترك، مع السعي المُستمر لتوسيع دائرة اللوائح «الإئتلافيّة» قدر المُستطاع. ورأت الأوساط السياسيّة المُطلعة أنّه من المُفارقات اللافتة أنّ «تيار المُستقبل» الذي كان قد توسّط لدى «الحزب الإشتراكي» في الدورة الإنتخابيّة النيابيّة الأخيرة، لضمّ «القوات» إلى اللوائح الإئتلافيّة، صار بحاجة لوساطة «القوّات» مع «الإشتراكي» ليكون ضُمن اللائحة الإئتلافية التي ستُمثلّ دائرة «الشوف وعاليه» الإنتخابيّة! وأضافت الأوساط أنّ الثقل الشعبي الذي تتمتّع به كل من الأحزاب الثلاثة في «الشوف وعاليه»، يجعل إئتلافها معًا حتميًا، وهو كفيل – في حال توحيده في لائحة واحدة مدروسة، بتحقيق نتائج جيّدة، بغضّ النظر عن التكتلات التي ستنشأ بمُواجهة هذا التحالف، مع التذكير مُجدًدًا بأنّ التحالفات النهائية لم تتبلور بعد.
خاص/ “تيار المستقبل”