إرهاب قـطـر يورّط ثلاثي برشلونة بالعقوبات دولياً


لرياض – مرشد العيسى

في عام 2009 قرر الاتحاد الأسباني لكرة القدم فرض عقوبة مالية تجاه اللاعب المالي فريدريك كانوتيه على خلفية تعاطفه مع فلسطين لإظهار قميصه الداخلي وقد كتب عليه جملة تعاطف مع الشعب الفلسطيني، وجاءت هذه العقوبة متوافقة مع قواعد الاتحاد الدولي “الفيفا”، الذي يحرّم إدخال الرياضة بالقضايا السياسية من أي وجه كان، وهذا الأمر لا يعتبر سراً بل هو مذاع وواضح، وسبق أن شدد السكرتير العام للاتحاد الدولي جيروم فالكه على عدم السماح بإدخال السياسة في الرياضة بأي شكل من الأشكال وقال في مؤتمر صحافي عقده في نوفمبر 2014 على ساحل البحر الأسود بمدينة سوتشي: “أعتقد أن الجميع سيتفهم أن كأس العالم لا شأن لها بالسياسة ولا يصح استخدامها كأداة سياسية، إنها احتفالية للمشجعين”.

وفي أواخر يونيو الماضي أصدر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بياناً صحافياً أكد فيه على ضرورة فصل الرياضة عن السياسة على خلفية قرار دول الخليج وبعض الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب وقال الاتحاد الأفريقي في بيانه: “لا يجب أن نخلط الرياضة مع السياسة وعلى الأندية والمنتخبات أن تحترم هذا الأمر وتلتزم به، وسنراقب تصرفاتهم من خلال تقارير المراقبين والحكام ومن يخالف سيتعرض لعقوبات مباشرة “.

وبعد يوم واحد من البيان الأفريقي أصدر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بياناً مماثلاً حذّر فيه من إشراك الرياضة مع السياسة وقال: “إشارة للبند الثاني من المادة الثالثة من النظام الرئيسي الذي وافقت عليه كل الاتحادات الأعضاء بعدم إقحام الشؤون السياسية بالأمور الرياضية فإننا نحذّر من القيام بمثل هذا الأمر وخلط الأحداث السياسية مع الرياضية ونطالب باستقلالية الرياضة عن أي شيء آخر”.

ومع ارتفاع الأصوات المطالبة بسحب تنظيم المونديال من قطر نتيجة دعمها للإرهاب والمتطرفين في الشرق الأوسط والعالم أجمع، فقد لجأت الدوحة إلى استقطاب ثلاثي برشلونة جوردي ألبا وسيرجو بوسكيتس وجيرارد بيكيه، كوسيلة مدفوعة الثمن للترويج عن قدرة قطر وتنظيمها للمونديال، ومحاولة يائسة لإيقاف الأصوات المعارضة على وجود حدث عالمي بهذا الحجم في دولة صغيرة المساحة وقليلة الإمكانات، تواجد الثلاثي في ضيافة أكاديمية “اسباير” المتورطة – بناءً على تقرير المحقق الأميركي مايكل جارسيا – بالفساد ولعب دوراً خفياً في فوز قطر بتنظيم المونديال، لم تكتف قطر بوجودهم لدعم الاستضافة ومحاولة تبرئة ملفها من تهم الفساد، بل استغلت شهرة الثلاثي وعملت على إيصال رسائل سياسية من خلالهم، فعقدت معهم قناة الكأس القطرية لقاءات صحافية تحدثوا فيها عن قطر، وطالبوا بإنهاء هذه المشاكل وعودة العلاقات فيما بين الدول، ثم قاموا بعمل جولة ميدانية داخل إحدى الملاعب ووقعوا على قميص أبيض يحمل صورة تميم بن حمد، ثم التقطوا مع القميص صوراً تذكارية داخل ملعب كرة قدم يخضع لقوانين “الفيفا” وعمدوا إلى نشرها على صفحاتهم الشخصية وفي وسائل الإعلام، وبعد ذلك قاموا بعمل جولة ميدانية داخل أسوار “اسباير” المتهمة بضلوعها بشكل رئيسي بتهم الفساد في ملف استضافة قطر للمونديال.

وبناءً على المادة الثالثة من لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم فإنه يمنع استخدام الرياضة لتمرير وإيصال رسائل سياسية، وهو الأمر الذي انتهكه قطر من خلال استغلال شهرة ونجومية ثلاثي برشلونة لتمرير رسائل سياسية من ملاعب كرة قدم تابعة للاتحاد الدولي “فيفا”، ومن المتوقع أن يتعرض ثلاثي برشلونة لعقوبات مالية من الاتحاد الدولي على خلفية مشاركتهم وحديثهم عن مشاكل قطر السياسية مع دول الجوار ودول المنطقة.

وتواجه قطر حملة انتقادات واسعة على خلفية استضافتها لمونديال 2022، وكان آخر التقارير المنشورة عالمياً ما كتبته صحيفة فوربس الأميركية في عددها الصادر أمس أن استضافة قطر للمونديال باتت محل شك على خلفية قطع العلاقات الخليجية العربية مع قطر وقالت: “العقوبات تشكل خطراً كبيراً على استضافة قطر للمونديال خصوصاً أن القرار صدر من تسعة دول بسبب دعم الأخيرة للإرهاب، وتسبب إغلاق المنافذ البحرية والبرية في تعقيد عمليات إنشاء الملاعب والمنشآت الرياضية داخل الدوحة”.

نقلا ایلاف