من ميثولوجيا الكأس المقدسة إلى ميثولوجيا الشعار المقدس/سعيد الحمد

تلك حكاية ستطول آلاف السنين تمتد من ميثولوجيا الوثنية الأولى مرورًا بميثولوجيا المقاتل الصليبي وصولاً الى ميثولوجيا وأساطير خميني الذي تجرع «كأس السم» وهو يقبل إيقاف الحرب مع العراق.

وبين كأس خميني الوهمي وكأس ميثولوجيا المقاتل الصليبي الذي خرج لعشرات السنين يبحث عن كأسه فارتكب آلاف المجازر البشعة ولم يعثر على الكأس الاسطوري ثمة عقل كان قد نشأ على تصديق الميثولوجيا والأساطير الخرافية وآمن بها.
هذا العقل هو المحنة وهو كعب أخيل كما في الميثولوجيا اليونانية والإغريقية القديمة هو «القاتل والقتيل».
فهو قاتل ومرتكب للقتل وجريمة الذبح من أجل الآلهة الجديدة وهو القتيل في آنٍ واحد؛ لأن الآلهة الجديدة والمتجددة باسم الرب قد خبأت الكأس في خزانة الموت ومضت تقهقه لسقوط الضحايا من المؤمنين بما تمرره لهم من أساطير تحت صخب الشعار.
وعندما يتحول الشعار الى «مقدس» تسفك الدماء قرابين له فيصبح الدم هو الغاية والهدف ويصبح الشعار هو «المقدس» الجديد وهو الرب تفقد الواقعية واقعيتها وتغدو السياسة بعلمها وفنها واستراتيجياتها وتكتيكاتها خارج ساحة وحدود «العقل» المرتهن دومًا لمقدس أسطوري يخترعه له خميني او خامنئي او حتى المدعو حسن صاحب حزب اتخذ من لفظ الجلالة رديفًا له ليرتكب ما ارتكبه الشيطان في أساطير حفية الكأس المقدسة.
فتكررت حكاية هملر ذلك القائد النازي وأحد أهم أركان نظام هتلر ومخترع الدين الوثني النازي عبر شعار الكأس المقدسة، والمفارقة أن هملر ابتلع السم من كأس ملوثة وهو يتساقط مهزومًا.
وعلى الجانب الآخر من التاريخ تساقط شباب وفتية صغار من أجل شعار مقدس اخترعه لهم هملر جديد يلبس العمامة ويصرخ من خلف الشاشات والمايكرفونات «ستعجزون ولن نعجز».
ويسترخي مستريحًا في هواء المكيف الجديد فيما يتساقط فتية وصبية وشباب فيعجزون لكنهم يمضون في وهم الشعار المقدس «ستعجزون ولن نعجز» ليتلفتوا في نهاية النفق بحثًا عن صاحب الشعار فلا يجدون له اثرًا بينهم، ليلعب بشعار مقدس جديد يستله هذه المرة من موروث ثقافي عنوانه الثأر.
وهكذا تتداخل أوهام النازي هملر وكأسه المقدسة ودينه الوثني الجديد تحت شعار الصليب المعقوف في قدسية جيل الحرب من الألمان القادمين بحلم ووهم «النصر» والدم الآري الأزرق وبين الكأس المقدسة التي تجرع سمها خميني وخبأها خامنئي ليوم آخر أخرجها فيه من خزانة الشعار المقدس.
وتظل الشعارات المقدسة المستعادة من أساطير وخرافات وحكايات لم يدقق فيها علميًا او بحثيًا هي عدة وعتاد جماعات وأحزاب وتيارات اكتشفت لعبة المقدس فخطفت القدسية لها وأصبح الركوع أمامها جزءًا من طقس جيل يلعب بالتكنولوجيا بأصابعه فيما يلعب بعقله الكأس المقدس القادم من ميثولوجيا وأساطير وخرافات القرون الوسطى، فكيف نفهم ذلك؟؟
ســئوال كيف لنا أن نطرحه في بدايـة قـرن جديــد؟؟ لكنــه الواقــع فإلى أيـن سارت بهـم الكـأس المقدســة والشـعـار المقدس؟؟