لا شك انها صناعة قديمة لها مؤسساتها ومعاهدها ومجموعاتها المتخصصة علميا ومهنيا واحترافيا واكاديميا تم انتقاؤها بوعي وبهدف محدد بعيد المدى هو صناعة الازمات او بتعبير اسهل وأوضح صناعة المشاكل في مناطق يتم اختيارها بعناية ووفق مقتضيات خاصة بالدول والانظمة والقوى الخفية الكبيرة التي ترعى هذه المؤسسات والمعاهد والمجموعات وتمولها بسخاء كبير وترصد لها اضخم الميزانيات لممارسة دورها المطلوب وانجاز مهمة من أخطر المهمات عنوانها العريض «صناعة الأزمات» وتفاصيلها ما عشناه وما دفعناه منذ العام 2011.
فقبل 6 سنوات كانت بداية تنفيذ المشروع «صناعة الازمات» في منطقتنا العربية على النحو الذي اختاروا له عنوان «الربيع العربي» الذي اجتاح عددا من عواصمنا العربية بترتيب وتنظيم تتابعي مدروس ومخطط له في مطابخ مؤسسات ومعاهد صناعة الازمات وهي المعاهد والمؤسسات التي اخترقتنا بوعي منا او دون وعي وافتتحت فروعا لمؤسساتها ومعاهدها في عدد من بلداننا العربية، وكان لقطر النصيب الاكبر في افتتاح مقرات دائمة ومجهزة لهذه المعاهد والمؤسسات مثل معهد بروكنجز ومؤسسة راند واكاديمية التغيير.
ويلفت باستمرار ان هذه المؤسسات والمعاهد تطلق على نفسها «غير حكومية» بطريقة «كاد المريب ان يقول خذوني» فالبرغم من تمويل حكومات وانظمة ودول معروفة لهذه المراكز والمعاهد المؤسسات الا انها تتهرب بذلك الادعاء من الانتساب الرسمي إلى جهات رسمية وحكومات بعينها، لكن ما حدث في 2011 كشف اللعبة واللاعبين.
وهذه المعاهد والمؤسسات لا تعالج الازمات في العالم ولكنها تصنع الازمات في مناطق محددة ووفق جدول ممنهج من الدول التي تمول وتدفع نفقاتها الضخمة ورواتب الاساتذة والباحثين والمتخصصين الذين يعملون فيها برواتب مجزية جدا ناهيك عن المكافآت المتفق عليها ضمن اعداد الدراسات لخلق وصناعة الازمات.
والدكتور طارق محمد يوسف هو مدير معهد بروكنجز في الدوحة وشملت حياته العملية والمهنية والاكاديمية العديد من الأعمال ذات الصلة في البنك الدولي وجامعة جورج تاون وكلية كنيدي وتفرع في السنوات الاخيرة للعمل في المنظمات غير الحكومية وهي المنظمات التي تخصصت وتفرغت لصناعة الازمات في منطقتنا العربية والخليجية.
لذا لا عجب حين رأينا الدكتور الشاب عمرو حمزاوي أحد اقدم الباحثين العرب في معهد بروكنجز بواشنطن وهو يقود بحماس كبير تظاهرات 2011 في ميدان التحرير بالقاهرة برفقة زوجته الممثلة بسمة وهي يهودية الديانة لم تبرز كممثلة.
وقد غادر عمرو حمزاوي مصر فيمن غادروها وعاد كما قيل إلى واشنطن وإلى معهده بروكنجز الذي كان قد ارسله لصنع أزمة مصر العربية.
وإلى واشنطن طار مجموعة من القياديين الشباب في الوفاق لعل أبرزهم المدعو مطر مطر ومازال هناك، فهل هي «سياحة سياسية» لاسيما إذا ما علمنا ان قريبة له قد تلقت دعوة من واشنطن اثناء الازمة في بلادنا لتلحق به هناك كما لحقت به المدعوة مريم الخواجة وغيرها ممن سنعرض اسماءهم تفصيلا في عمود لاحق للتدليل واثبات دور تلك المعاهد والمؤسسات في صنع الازمات التي مرت بها بلادنا، بفعل فاعل ما عاد مجهولا.
نقلاً عن الأيام