كيف دعمت قطر المشروع الإيراني في البحرين؟


تجنيس عوائل بحرينية دون أخرى مقابل دعم حركات ميليشياوية تصنفها #المنامة “إرهابية” هي من أوجه #التدخل_القطري في الشؤون الداخلية البحرينية.

سياسة يبدو أن لها هدفا واحدا وهو إسقاط النظام البحريني القائم ما سوف يؤدي إلى وصول أشخاص مقربون من النظام الإيراني إلى سدة الحكم في المنامة.

التدخل القطري في البحرين أحد أسباب الأزمة الخليجية الحالية حيث قطعت ثلاث عواصم خليجية وهي #الرياض وأبوظبي والمنامة، علاقاتها بالدوحة، والسبب الرئيسي المعلن هو “دعم الأخيرة للإرهاب”.
مبادرة قطرية بعد التواصل مع طهران

في عام 2011 شهدت #البحرين احتجاجات تخللها أعمال عنف من قبل جماعات مدعومة من #النظام_الإيراني حيث كان دور القنصل الإيراني واضحاً في تلك الأحداث وقد طردته المنامة بعد أن قام بتزويد بعض الجماعات بأجهزة اتصال.

الدور الإيراني في تلك الأحداث كان جلياً ولم يخف المسؤولون الإيرانيون دعمهم لتلك الأحداث ولكن الدور القطري لم يكن مكشوفاً للجميع حينها.

وكشفت صحيفة “الوطن” البحرينية يوم السابع من يونيو الحالي ما قامت به #قطر خلال تلك الحقبة عن معلومات يبدو أن إخفاءها كان بغرض الحفاظ على وحدة الصف الخليجي.

وحسب الصحيفة فإن #الدوحة أجرت اتصالات مع #طهران والمعارضة البحرينية وبالتحديد جمعية الوفاق لإطلاق ما يسمى بـ”المبادرة القطرية”.


اضطرابات في البحرين عام 2011

ويضيف التقرير أن رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، أجرى اتصالات مكثفة، في مارس/آذار 2011، مع أمين عام “جمعية الوفاق” علي سلمان، قبل دخول قوات “درع الجزيرة” وإنهاء الأزمة بفترة بسيطة إلى #البحرين، وقدم في اتصالاته مجموعة من الأفكار، اعتبرها لاحقاً مبادرة قطرية للمنامة.

وأوضحت أن الشيخ حمد طلب من “جمعية الوفاق”، خلال اتصالاته “ضرورة التنسيق بينها وبين الجمعيات المتحالفة معها لضمان استمرار المحتجين في دوار مجلس التعاون، بحيث تقوم قطر بالضغط على حكومة البحرين من أجل أن تفتح الجهات الأمنية جميع الطرق للجمهور، وإيقاف الحراسات الأهلية، وكذلك نقاط التفتيش الشعبية”.

وقالت الصحيفة، إن المعلومات كشفت عن أن رئيس الوزراء القطري آنذاك، بلور على ضوء اتصالاته وثيقة “المبادرة القطرية” التي تطلب من حكومة البحرين تنفيذ 4 خطوات أساسية وهي: “ضمان حق التظاهر لجميع المواطنين، إيقاف تلفزيون البحرين، الإفراج عن جميع الموقوفين في الأحداث، تشكيل حكومة انتقالية خلال شهرين”.

علي سلمان زعيم جمعية الوفاق

ونالت تلك الأفكار قبول الأمانة العامة لـ”جمعية الوفاق” البحرينية، خاصة بعد أن أكد حمد بن جاسم أن الدوحة ستكون الراعي الرئيس لهذه المبادرة، وأكدت الوفاق ضرورة إشراكها في الحكومة الانتقالية فوافق على هذا الطلب، وطرحت الحكومة القطرية هذه الأفكار على حكومة البحرين التي رفضتها بشكل كامل، لكونها تعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية المحلية.
تجنيس بحرينيين لهم دور في حفظ أمن المنامة

في مايو 2014 بدأت بعض وسائل الإعلام تتحدث عن هجرة بعض العوائل البحرينية إلى قطر. وكسر الصمت الرسمي، وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وتحدث بصراحة عن تجنيس قطر لعوائل بحرينية، متهماً قطر بـ”التمييز”، وذلك في لقاء تلفزيوني مع قناة “روتانا خليجية” بُثَّ يوم السبت 12 يوليو 2014، مشيراً إلى أن الكثير من أبناء البحرين يتم إغراؤهم بمنحه الجنسية القطرية تحت مسبب أن له انتماء عائلياً هناك، ولكن الانتماء العائلي موجود في الجهتين.


الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية البحريني

وأوضح الوزير أن ذلك يؤثر على استقرار بلد ويفرغه من أهله، ويفرق بين أبناء #البحرين، متهماً قطر بالتعامل “في الموضوع على أساس مذهبي، إذا كان سنياً من قبائل عربية من أهل البحرين فالباب مفتوح، وإذا كان شيعياً فالباب أمامه مغلق”.

وبعد نحو شهر، أعلن الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية البحريني أن بلاده قد تضطر إلى اتخاذ إجراءات معاكسة ضد قطر نتيجة استمرار الدوحة على إغراء المواطنين البحرينيين بالجنسية القطرية والتخلي عن جنسيتهم البحرينية الأصلية. ووصف الشيخ راشد استمرار قطر في هذا التوجه بـ”غير الودي” والمهين.

وحسب مصدر بحريني مطلع فإن ظاهرة التجنيس القطرية تستهدف عائلات ينتمي أفرادها للمؤسسة العسكرية والأمنية والتي كان لها الدور في حفظ الأمن البحريني في الاضطرابات التي شهدتها في عام 2011. وتعتبر المنامة أن هذه الظاهرة تستهدف #أمن_البحرين الوطني.
دعم جماعات مرتبطة بالنظام الإيراني

عام 2014 أيضا شهد أزمة خليجية حيث سحبت #السعودية والإمارات والبحرين سفرائها من قطر. وانتهت الأزمة بعد الوصول إلى اتفاق أحد بنوده التزام قطر بعدم تجنيس المواطنين البحرينيين؛ مطلب أصرت عليه المنامة ولكن بعد الاتفاق بعدة أشهر قال مسؤول بحريني في اتصال بصحيفة “الشرق الأوسط” أن “قطر تواصل عمليات التجنيس لمواطنين بحرينيين”.

تأتي عمليات التجنيس بالتزامن مع دعم قطري لجماعات مقربة من #إيران لم تجنس أعضاءها الدوحة وتسعى للإطاحة بالنظام البحريني.

وفي بيان قطع العلاقات مع قطر، اتهمت البحرين قطر بـ”دعم الأنشطة الإرهابية المسلحة وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين في انتهاك صارخ لكل الاتفاقات والمواثيق ومبادئ القانون الدولي دون أدنى مراعاة لقيم أو قانون” مع اعتبار أن الدوحة انتهكت مبادئ حسن الجوار و”تنكرت لجميع التعهدات السابقة”.

وبعد عدة أيام صدر البيان الرباعي المشترك التي وقعته السعودية ومصر والإمارات والبحرين في تصنيف 59 فردا و12 كياناً تمولهم قطر في قائمة #الإرهاب. وبعض هذه الكيانات بحرينية مرتبطة بإيران وهي:
سرايا الأشتر

تنظيم شيعي متطرف يؤمن بعقيدة “التيار الشيرازي” المتشدد، الذي يرى وجوب قيام ثورة شيعية مسلحة لظهور “المهدي الغائب”.

وتقول مصادر أمنية بحرينية، إن التنظيم تأسس أواخر عام 2012، إذ قام القياديان في التنظيم أحمد يوسف سرحان واسمه الحركي “أبو منتظر” وجاسم أحمد عبد الله واسمه الحركي “ذو الفقار”، الموجودان في إيران بتجنيد عدد من العناصر في البحرين.


مرتضى السندي أحد قادة سرايا الأشتر ومقيم في إيران

وفي منتصف مارس الماضي، صنفت الولايات المتحدة، اثنين من قياديي جماعة “سرايا الأشتر” على قائمة الإرهاب، وأكدت الخارجية الأميركية، في بيان لها، أن إجراءات الحكومة تأتي في أعقاب ازدياد العمليات الإرهابية ضد البحرين والتي تمويلها من إيران بالمال والأسلحة والتدريب، بما يمثل إرهابا مدعوما من الدولة الإيرانية.
ائتلاف 14 فبراير

تنظيم شيعي يصنف ضمن جماعات تيار الإسلام السياسي الشيعية، ويتبع ولاية الفقيه، نشأ من رحم الاضطرابات التي شهدتها البحرين في 2011، تأسس بقيادتين داخلية وخارجية، ومن أبرز قادته هادي المدرسي أحد مؤسسي التيار الشيرازي الإيراني المتشدد بالمملكة.


14 فبراير

سرايا المقاومة

واحدة من الجماعات الشيعية، التي ظهرت في الفترة الأخيرة على ساحة الأحداث في البحرين، وتبنت عبر منابرها على الإنترنت، العديد من الهجمات وأعمال العنف داخل المملكة، المتمثلة في استهداف رجال الأمن والتفجيرات وحرق المباني الحكومية، منها مركز شرطة سترة ومركز الخميس ومرك النبيه صالح.
حزب الله البحريني

تنظيم مسلح، برز نشاطه عام 1981، عندما قام بمحاولة انقلاب فاشلة على نظام الحكم، عن طريق مجموعة تنتمي إلى منظمة سمت نفسها “الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين”، التي شهدت تطوراً فيما بعد نتج عنه جناح عسكري تحت مظلتها أطلق عليه “حزب الله البحريني”. وتربط الحزب علاقات وثيقة بـ”حزب الله” في #لبنان والنظام الإيراني، حيث قام الحزب البحريني بتجنيد وتدريب مجموعة من أفراده بمعسكر “كوج” شمال إيران، وكذلك في معسكرات الحزب اللبناني.


ميليشيا حزب الله البحريني

ويعمل “حزب الله البحريني” تحت العديد من المسميات، منها “حركة أحرار البحرين” و”منظمة الوطن السليب” و”منظمة العمل المباشر”، ومتورط في العديد من أعمال العنف في #المملكة.
سرايا المختار

تأسست أواخر عام 2011، في أعقاب اضطرابات البحرين في فبراير من نفس العام، ويستهدف إسقاط النظام، من خلال اعتماده على أسلوب حرب العصابات في مواجهة الحكومة. وأطلق التنظيم أول عملياته في فبراير 2013، بسهام تقذف بقاذف محلي صنعها أعضاؤه، وتطورت عمليات “سرايا المختار” لتصل إلى العبوات الناسفة منتصف عام 2013، واستمرت بشكل متواصل حتى أعلنت في بدايات عام 2014، عن تصنيع سلاح “مختار 1” واعتبرته “علما من أعلام أدوات الدفاع المقدس”.


ميليشيا سرايا المختار البحريني في العراق

حركة أحرار البحرين

واحدة من أقدم التنظيمات الشيعية التي عرفتها مملكة البحرين، تأسست عام 1994، وكانت تدار طوال الفترة الماضية من لندن، ويرأسها سعيد الشهابي. في عام 2011، شكلت “أحرار البحرين” مع “حركة الحق” و”تيار الوفاء الإسلامي”، تكتلا جديدا تحت اسم “التحالف من أجل الجمهورية”، والذي ارتفع معه سقف المطالب إلى إلغاء الملكية وإقامة نظام جمهوري، بعد أن كانت تقتصر على إصلاحات حكومية والدعوة إلى ملكية دستورية.