من المؤكد أن ميليشيات التمرد الحوثي تحتفظ بالجميل لدولة #قطر منذ حروب صعدة الست، فهي الوحيدة التي أنقذتها بعد أن أوشكت القوات الحكومية على القضاء عليها، ليتطوع أمير قطر السابق، وبإيعاز من إيران، كأول وسيط في موقف لم يكن مفهوماً حينها، لتسوية الصراع، بعد مقتل مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي في الحرب الثالثة (يونيو 2006م).
وأبرمت قطر صفقة ضمنت بموجبها وقف تقدم الجيش اليمني نحو منطقة مطرة الجبلية، آخر معاقل المتمردين شمال محافظة صعدة، والتي كان يتواجد فيها زعيم الحوثيين حالياً #عبدالملك_الحوثي، مقابل أن يقيم شقيق مؤسس حركة الحوثيين يحيى ووالده بدر الدين الحوثي وعمه عبدالكريم مؤقتاً في #الدوحة، وأن تتولى قطر دفع مساعدات وتعويضات وإعادة الإعمار.
واعتبرت قيادات الجيش اليمني وقتها أن الوساطة القطرية أنقذت #الحوثيين من الهزيمة والقضاء عليهم، واتهمت الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي كان حاكماً في تلك الفترة، بالاستسلام للإغراءات وعقد صفقة مع قطر التي تعهدت أيضاً بتقديم مبالغ مالية كبيرة كمساعدات مقابل إيقاف الحرب، لكن الحوثيين بمجرد إعادة ترتيب أوراقهم، بفعل التدخل القطري الذي مازالت كثير من تفاصيله غامضة، حتى أشعلوا حرباً جديدة في العام التالي، وتنصلوا من كل الاتفاقيات.
حسين بدر الدين الحوثي
وواصلت القيادة القطرية حينها الضغط على الحكومة اليمنية لإبرام اتفاق آخر لوقف الحرب الرابعة باتفاق ثانٍ، وما لبثوا أن تنصلوا من جديد من الاتفاق، الذي كانت الحكومة ترفضه، ما دفع أمير دولة قطر السابق إلى زيارة صنعاء في مايو 2007 حاملاً معه هبات ومساعدات بنصف مليار دولار، ما أقنع #المخلوع_صالح بقبول الوساطة القطرية مرة أخرى ووقف الحرب بدلاً عن الحسم العسكري وإنهاء التمرد.
وأوكلت مهمة تنفيذ بنود الاتفاق إلى مدير مكتب أمير قطر، الذي ظل برفقة ضباط قطريين ولفترة يتنقل في رحلات مكوكية بين صنعاء وصعدة، ويعقد تفاهمات لم يعلم أحد فحواها خاصة مع المتمردين الحوثيين، وترددت في تلك الأثناء أنباء محدودة التداول، أن قطر تعمل كوسيط لنقل الدعم الإيراني للحوثيين، وخدمة هدفها أيضاً في استهداف #السعودية.
وأشعل المتمردون الحوثيون حرباً خامسة ضد الدولة اليمنية في العام 2008م، حينها ظهرت تصريحات نارية لعضو مجلس النواب اليمني محمد بن ناجي الشايف، في أغسطس من ذلك العام، حيث كان الوحيد الذي اتهم بشكل صريح #إيران بالوقوف وراء الوساطة القطرية بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في محافظة صعدة، مؤكداً أن قطر مجرد رسول من إيران، في الوقت الذي أوشكت القوات على حسم المواجهة لمصلحتها، وفي محاولة يائسة من قطر لمزاحمة الموقع السعودي في المنطقة والعالم، بحسب قوله.
عبدالملك الحوثي والمخلوع صالح
وبفضل التدخل القطري تنامت قدرات الحوثيين العسكرية والمادية وباتت قوية، حيث استطاعوا بعد أن كانوا محصورين في كهوف جبلية بأطراف محافظة صعدة من التمدد إلى مناطق أخرى والتوسع في المحافظة ودحروا الجيش اليمني، الذي فوجئ بالعتاد الحربي الذي بات بحوزتهم، ولم يتمكن أحد من معرفة الطريقة التي تمكنت بها قطر ومن ورائها إيران من تزويدهم بذلك العتاد.
واشتعلت الحرب السادسة في عام 2009م والتي تدخلت فيها السعودية بآلياتها ومعداتها العسكرية لدعم الجيش اليمني، لترعى قطر توقيع اتفاقية الدوحة بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في 21 يونيو 2010م، فارضة وجود هذه الجماعة المتمردة كطرف بخلفية مذهبية وطائفية يحاكي داعميه الأساسيين في طهران.
عناصر من ميليشيات الحوثي
وهاجم عضو البرلمان اليمني علي العمراني (سفير اليمن في الأردن حالياً) في أبريل 2010م، الدور القطري والتحرك تجاه صعدة، واتهم قطر وإعلامها بتنفيذ حملة لتقويض الاستقرار في #اليمن والدعوة إلى إعطاء الحوثيين حق تقرير المصير وتأييد حمل السلاح وأخذ الحقوق بالقوة.
كل تلك الحقائق التاريخية تفصح بجلاء عن أسباب انتفاض الحوثيين للدفاع عن قطر مؤخراً والتضامن معها بعد ثبوت تمويلها للإرهاب والتنظيمات المتطرفة وإنهاء دورها في #التحالف_العربي بقيادة السعودية، وقطع عدة دول للعلاقات الدبلوماسية معها.
وفضحت وثيقة خطيرة، أعيد تداولها أخيراً، حقيقة التواصل والدعم القطري للحوثيين، عبر خطاب موجه من بدر الدين الحوثي والد حسين وعبدالملك، إلى أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، أثنى فيه على دعمه السخي إلى جانب وقفة “أسود الإسلام في إيران”، بحسب وصفه، والذي مكنهم على حد زعمه من تحقيق الانتصارات، وعاهد الحوثي أمير قطر بأن يواصل المعركة.
نقلاعن العربیه