بعد توقفي عن قراءة الإيميلات لنحو ثلاثة أسابيع بسبب إجراء عملية جراحية في العين نهاية شهر مارس، وعند مراجعة الإيميلات في الأسبوع الماضي لفت انتباهي ايميل أحد أعضاء جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) الذي كان يحتوي على مقال بعنوان “15 عاماً من حكم الملك حمد: البحرين في حالة يرثى لها” بقلم الكاتب البحريني “عباس بو صفوان” الذي نشره هذه المرة في موقع “الأخبار” بدلاً من موقع “مرآة البحرين” في بريطانيا الذي يرأسه هذا الكاتب المأجور.
استغربت كثيراً لماذا نشر الكاتب “بو صفوان” مقاله في موقع “الأخبار” وليس في موقع “مرآة البحرين” هل بدأ الكاتب بتغيير لونه مثل الحرباء وتبديل جلده مثل الأفعى. من المعروف أن موقع “مرآة البحرين” وكر من الأوكار الإعلامية لجمعية الوفاق البحرينية العميلة لعصابات الملالي الإيرانية، يجتمع فيه مجموعة من الكتاب الذين خانوا وطنهم وتعاونوا مع أعداء البحرين في المؤامرات ونشر الأكاذيب بواسطة أقلامهم المسمومة، ولا يريدون أن يتعلموا من أخطاء أذنابهم في قناة المنار التي اعتذرت لحكومة البحرين على نشر الأخبار الكاذبة والأفلام المفبركة ضد البحرين.
وقبل هذا المقال بنحو شهر استلمت إيميل كان يحتوي على فيديو كليب من تأليف جمعية “وعد” مع الشعارات البراقة وعلى طريقة الأغاني الشبابية، فكتبت التعليق التالي على الفيديو ونشرته بين الأصدقاء حيث غضب مني أحد الأعضاء البارزين في هذه الجمعية وردّ على تعليقي بهذه العبارة: “صارت تعليقاتك بايخة!!”:-
“ياريت القيادة في جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) أصدرت بيان اعتذار للشعب البحريني عن الخطأ الكبير والتاريخي الذي ارتكبته عندما تحالفت مع الجمعيات المتطرفة والعميلة لنظام ولاية الفقيه من أجل إسقاط النظام في البحرين، قبل نشر هذا الفيديو. الشعارات والبيانات السياسية تبقى حبر على ورق، والفيديو كليبات لا قيمة لها إذا لا تعترف “وعد” بأخطائها وترد إلى وضعها الطبيعي قبل الأحداث المؤسفة والدموية التي سميت ہ”ثورة 14 فبراير”؟.!
معظم السياسيين والمناضلين الوطنيين من جيل الستينيات يرون أن الفارق كبير بين “الجبهة الشعبية البحرينية” التي قادها المناضل البحريني الكبير عبد الرحمن النعيمي الذي توفى صباح الأول من سبتمبر 2011، وجمعية “العمل الوطني الديمقراطي” (وعد) التي يقودها مصرفي، يعرف برجل الأرقام وليس سياسي مخضرم مع خليط من السياسيين المغمورين ومجموعة من المتطرفين، حسب شهادات بعض الكتاب والخبراء في الأمور السياسية.
لقد حالفني الحظ حينما تعرفت على المناضل الراحل عبد الرحمن النعيمي بواسطة صاحبي أحد المسؤولين في مكتبه بإحدى الجرائد المحلية، ودار الحديث بيننا حول انتفاضة مارس 1965، ولكن الحديث لم يطول كثيراً بسبب انشغالات الفقيد “أبو أمل” الذي غادرنا على عجلة من أمره.
“جمعية العمل الوطني الديمقراطي” (وعد) مثل جمعية “المنبر الديمقراطي التقدمي” والجمعيات الأخرى مع قيادات مغمورة وقليلي الخبرة والتجربة السياسية، مستمرة في الأخطاء وغارقة في مستنقع الجمعيات السياسية العميلة، وكالغريق تتعلق بقشة بنشر البيانات الرخيصة والفيديو كليبات المفبركة والمقالات التافهة والمحرّضة. وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على إفلاس هذه الجمعيات، وخصوصاً جمعية “العمل الوطني الديمقراطي” (وعد) التي تحوّلت إلى “الوعد الكاذب”!!.
ونلاحظ بأن هناك تنسيقاً بين قادة النظام الإيراني وقادة الجمعيات السياسية البحرينية التي تسمي نفسها بقوى المعارضة، من أجل التخطيط لتغيير النظام في البحرين. حيث جمعية الوفاق العميلة لنظام ولاية الفقيه تنفذ المخطط الإيراني وتقوم بتحريض وتجييش الشارع بمساعدة ما يسمى الجمعيات الوطنية والديمقراطية المعارضة، من أجل إسقاط النظام وذلك من خلال الاحتجاجات والتظاهرات التي تدعي أنها سلمية في حين أنها عكس ذلك، أي من خلال العنف تريد إسقاط النظام بشعارات الديمقراطية الزائفة!!.
في الختام أدعو القراء الأعزاء إلى قراءة مقدمة مقال صاحبي الكاتب والباحث البحريني الدكتور عبد الله المدني “من المنفى إلى السفارة: حكاية معارض وطني شريف” المنشور في جريدة الأيام البحرينية في 11 أبريل 2014. هذه المقدمة شهادة على ما كتبت عن الجمعيات السياسية البحرينية وقادتها:-
“من يقرأ أدبيات الجمعيات السياسية التي تسمي نفسها بقوى المعارضة البحرينية يجد العجب العجاب. فهي تنسب نفسها لمعارضة الخمسينات التي قادتها هيئة الاتحاد الوطني، وتقتات على التاريخ الناصع للأخيرة، بل لا تجد حرجا في الحديث عن زعماء الهيئة وكأنهم جزء من أتباعها. يحدث هذا في الوقت الذي يعرف فيه الجميع البون الشاسع والفارق الكبير بين الطرفين سواء لجهة الأيديولوجيات المتبناة أو الأهداف أو النوايا او الأساليب او الارتباطات او مصادر التمويل.
ولعل أفضل شخصية جسدت المعارضة الوطنية الشريفة في تاريخ البحرين الحديث هو المغفور له الأستاذ عبدالعزيز سعد الشملان، المولود في المحرق في عام 1911 والمتوفى فيها من دون ذرية في عام 1988، والذي يختلف قلبا وقالبا عن رموز المعارضة الحالية المفتقرة لأدنى درجات النزاهة والوطنية والإيثار والرؤية السديدة والحرص على صورة الوطن ومصالح المواطنين ووحدة أطياف الشعب”.