تأتي سيطرة الحرس الثوري الإيراني وميليشياته بقيادة قائد #فيلق_القدس، قاسم سليماني، على نقاط بالقرب من الحدود السورية – العراقية، اكتمالاً لمشروع #الهلال_الإيراني الذي عبر عنه مسؤولون إيرانيون مراراً، وقالوا إن سيطرة إيران وصلت حتى شواطئ المتوسط.
ونشرت الوكالات الإيرانية، أمس الاثنين، صوراً لسليماني وهو يتوسط عناصر ميليشيات “فاطميون” الأفغانية وسائر الميليشيات الشيعية التي تقاتل تحت إمرته إلى جانب قوات #نظام_الأسد، وأكدت أن هذه الميليشيات تمكنت من الالتفاف على الحواجز الأميركية والوصول إلى نقاط في البادية السورية بالقرب من معبر التنف، الذي يقع على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.
الوضع في التنف معقد
وفي هذا السياق، أفادت وكالة “فارس” التابعة للحرس الثوري الإيراني، في تقرير خاص، أن الوضع في المنطقة الشرقية بسوريا أصبح معقداً من الناحيتين السياسية والعسكرية، حيث تتمركز القوات الأميركية على بعد 50 كيلومتراً فقط من الميليشيات الإيرانية بمنطقة التنف.
ونفت الوكالة صحة الأنباء التي تحدثت عن التقاء قوات الحرس الثوري والميليشيات التابعة لها في #سوريا بميليشيات الحشد الشعبي على الحدود السورية العراقية، وقالت إن هذه الميليشيات وصلت إلى الحدود السورية فقط ومازالت الحدود من الجانب العراقي ملوثة بجيوب من #داعش، كما أن العديد من المناطق والنقاط في المنطقة الشرقية والبادية في سوريا تخضع لسيطرة فصائل الجيش الحر المدعومة أميركياً.
ورأت الوكالة أن #إيران ماضية بإكمال مشروع الممر البري الذي يوصلها إلى شواطئ المتوسط وفي نفس الوقت تكهنت بحدوث اشتباكات مع القوات الأميركية في منطقة التنف، خاصة أن القوات الأميركية قصفت الميليشيات الإيرانية 3 مرات لمنع تقدمها باتجاه هذه المنطقة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
مواجهة أميركية إيرانية محتملة في التنف
إلى ذلك، حذرت مجلة “أتلانتيك” من مواجهة أميركية – إيرانية محتملة في منطقة التنف، أو تعرض الحرس الثوري وقوات النظام السوري لقصف عنيف كما حصل في تجربة قصف قاعدة الشعيرات الجوية.
ورأى التقرير أن الولايات المتحدة التي تقوم من خلال 150 مدربا بتدريب فصائل من الجيش السوري الحر في منطقة التنف لمواجهة “داعش”، تريد لهذه الفصائل أن تسيطر على هذه المنطقة لقطع الطريق البري الإيراني بين سوريا والعراق.
كيف وصلت الميليشيات إلى التنف؟
وفي السياق نفسه، أفادت وكالة “مشرق” الإيرانية المقربة من الحرس الثوري أن ” الطريق البري بين طهران ودمشق وبيروت قد اكتمل مع سيطرة إيران وميليشياتها على النقاط الحدودية الجديدة عبر الحدود السورية – العراقية، وأكدت أن أقرب نقطة لهذه القوات بات معبر الوليد الحدودي في جنوب غرب محافظة الأنبار العراقية، وأن هذه الميليشيات تبعد عن هذه النقطة 43 كلم فقط.
وبحسب الوكالة، فقد بدأت قوات الحرس الثوري والميليشيات التابعة لها عملياتها في البادية السورية منذ الجمعة، حيث انطلقت بصمت ودون تغطية إعلامية من منطقة الصوانة، شرقي محافظة حمص، وتمكنت من تجاوز هذه النقطة مع اشتداد المعارك في شرق حلب والرقة وشرق محافظة حمص والمناطق الحدودية”.
وأضافت “مشرق” أن تراجع فصائل المعارضة نحو محافظة دير الزور، أدى إلى تقدم الميليشيات الإيرانية وجيش النظام السوري نحو الحدود مع حلول غروب الجمعة.
وبحسب التقرير، فقد تمكنت هذه الميليشيات من السيطرة على مناطق الفياض وجبل الغراب والناروت والحماد وخبرة زقف والجودة، في البادية السورية.
ومن ناحية الحدود العراقية، تتقدم ميليشيات الحشد الشعبي من اتجاه مدينة حديثة غرب محافظة الأنبار، نحو الحدود السورية لتلتحق بالميليشيات الإيرانية التي تتمركز على بعد 100 كلم منها، بحسب وكالة “مشرق”.
واستبعدت الوكالة تحرك الميليشيات الإبرانية نحو معبر الوليد، لأن المناطق الجنوبية بمحافظة #حمص تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية، وهي مغاوير الثورة وأسود الشرقية، المدعومتان من التحالف والقوات الأميركية والبريطانية.
ورجحت الوكالة أن تتحرك الميليشيات الإيرانية قريباً نحو المحور الشرقي لحمص، لتتمكن من السيطرة على مناطق جديدة بمحافظة دير الزور، وذلك للحيلولة دون مواجهة القوات الأميركية وقواعدها بالقرب من الحدود.
وأكد التقرير أن هذه الميليشيات تتحرك حالياً ضمن محورين باتجاه المناطق الشرقية في سوريا، المحور الأول يشمل مناطق تل سويد والجودة اللتين تبعدان عن دير الزور حوالي 152 كلم، والمحور الثاني نحو الحدود العراقية بهدف السيطرة على معبر البوكمال الاستراتيجي الذي يبعد عنها 137 كلم.
وكشفت الوكالة أن الهدف النهائي من هذه التحركات هو السيطرة على معبر القائم، والسيطرة على جانبي الحدود، وبالتالي استقدام قوات من تدمر إلى دير الزور للسيطرة عليها.
ممر بري نحو المتوسط
يذكر أن إيران قد كشفت عن بناء قواعد عسكرية في سواحل سوريا ضمن مخططها بإنشاء الممر الاستراتيجي البري الذي يخترق العراق، ثم شمال شرق سوريا إلى حلب وحمص، وينتهي بميناء اللاذقية على البحر المتوسط.
وكان رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري، أعلن في نوفمبر الماضي، أن بلاده تبني قواعد بحرية في سواحل سوريا واليمن، وذلك لحاجة الأساطيل الإيرانية لقواعد بعيدة، على حد قوله.
كما أعلن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، في تصريحات له في 31 أكتوبر الماضي، أن “حدود إيران وصلت إلى البحر الأحمر وشرق البحر الأبيض المتوسط”.
البدر الشيعي
وكان زعيم ميليشيات “عصائب أهل الحق” العراقية، قيس الخزعلي، كشف في شهر مايو الماضي عن هدف المحور الإيراني لتشكيل “بدر شيعي” بعد اكتمال “الهلال الشيعي” في المنطقة، في وقت تتحدث فيه إيران عن احتلال 4 عواصم عربية وامتداد نفوذها إلى شواطئ المتوسط وباب المندب.
وأكد الخزعلي أنه في المستقبل “ستكون الفرق القتالية قد اكتملت”، مشيراً إلى تنسيق ميليشيات الحرس الثوري الإيراني وجماعة #الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، بهدف إكمال مشروع “البدر الشيعي”.
ومنذ نشوئه قبل 38 عاماً يحلم نظام ولاية الفقيه الإيراني بقيادة الشيعة، وينفق لأجل هذا المليارات من الدولارات، وينشئ الميليشيات والخلايا المسلحة للتوغل والتوسع في دول المنطقة، كذلك التواجد فيها والسيطرة عليها من خلال إثارة القلاقل والحروب كما حصل في سوريا والعراق وسوريا واليمن.
وتأتي التصريحات الخطيرة والمتوالية حول اكتمال مشاريع “الهلال الشيعي” و”البدر الشيعي” و”محور المقاومة” وغيرها، لتكشف حقيقة واحدة وهي الهدف الأساسي لنظام ولاية الفقيه في إطار إحياء “الإمبراطورية الفارسية” للسيطرة على المنطقة ولكن بغطاء شيعي هذه المرة، وهذا ما عبر عنه علي يونسي، مساعد الرئيس الإيراني حسن روحاني، والذي شغل منصب وزير الاستخبارات سابقاً، في تصريحات له في مارس 2015 عندما تحدث عن سيطرة إيران على العراق والعالم العربي، وقال إن “بغداد أصبحت مركز الإمبراطورية الإيرانية الجديدة”، في إشارة منه إلى الإمبراطورية الساسانية الفارسية قبل الإسلام.
نقلاعن العربیه