في عام 1982 أسس حزب الله اللبناني بواسطة سفير عصابة ولاية الفقيه في سوريا “علي أكبر محتشمي پور” وبمساعدة الثعلب العجوز نبيه برّي قائد حركة أمل (أفواج المقاومة اللبنانية). لقد انتقل بعض أعضاء حركة أمل إلى حزب الله آنذاك بموافقة نبيه برّي!؟.
———-
حركة أمل الشيعية .. تاريخ من الدماء والخيانات
حركة أمل هي حركة شيعية لبنانية مسلحة، أسسها موسى الصدر في لبنان سنة 1975م لتكون الجناح العسكري لحركة المحرومين (الشيعة)، وللدفاع عن مصالح الشيعة كمذهب متميز عن السنة، في الصراع الطائفي اللبناني.
كيف تأسست حركة أمل:
بعد حرب أكتوبر 1973م عبأ موسى الصدر شيعة جنوب لبنان بسبب الصراع المسلح، لحماية الشيعة في مواجهة اليهود في فلسطين المحتلة، وفي عام 1395هـ ـ 1974م أسس الصدر حركة المحرومين، للدفاع عن مصالح الشيعة في لبنان.
وفي عام 1975م ألحق بها ميليشيا مسلحة، وأطلق عليها اسم (أفواج المقاومة اللبنانية)، وعرفت هذه الميليشيات اختصاراً بـ (أمل) وهي كلمة تضم الحروف الأولى من اسم الميليشيا، وقد أسس حزب الله على إثرها فيما بعد.
وبقيت حركة أمل تحت قيادة موسى الصدر، إلى أن اختفي سنة 1978م في ظروف غامضة في ليبيا، وهو الأمر الذي أدى إلى نقل قيادة الحركة إلى المحامي نبيه بري، عضو مجلس النواب الحالي.
التعريف بموسى الصدر مؤسس الحركة:
موسى الصدر، إيراني الجنسية، من مواليد عام 1928م، تخرَّج من جامعة طهران، كلية الحقوق والاقتصاد والسياسة وليس العلوم الشرعية، ووصل إلى لبنان عام 1958م، وقد حصل على الجنسية اللبنانية بعد أن منحه إياها فؤاد شهاب بموجب مرسوم جمهوري مع أنه إيراني ابن إيراني!!
علاقة حركة أمل بإيران:
تدعي أمل أنها حركة ثورية تحررية تسعي إلى حماية لبنان، وتحرير فلسطين من يد اليهود، والحقيقة أنها حركة شيعية تتبع المذهب الجعفري الاثني عشري، فهي حركة موالية لإيران، ولا تعادي اليهود(الإسرائيليين)، ولا الموارنة (النصارى) في لبنان، إنما العداء كله منصب على أهل السنة خاصة الفلسطينيين في الجنوب.
وتدعي الحركة أيضا أنها حركة سياسية، وليس لها أي نشاط ديني، والحقيقة أنها تدين بالولاء التام للشيعة، وإن أردنا تصنيفها، فتصنف على أنها حركة علمانية، فميثاقها خال من المعنى الإسلامي، ولا تدعو إلى تحكيم شرع الله في لبنان، وقد تم صياغة ميثاقها عام 1975م، من قبل 180 مثقفاً لبنانياً معظمهم من النصارى.
المصدر: موقع البرهان
———-
“أمل” و”حزب الله”: الثنائية المفخخة
محمد قواص
بين حركة “أمل” و”حزب الله” في لبنان حساب قديم. في الحساب صراع دموي مازالت نُدوبه بارزة داخل المدن والقرى والحارات الشيعية في البلد، كما داخل العائلة الواحدة. ولئن جمع الفريقان دفاعهما عن “القضية الشيعية” في لبنان، فإن تباينا عميقا يفصل ما بين رؤى الحركة والحزب حول الشيعة والقضية ولبنان.
يغلب داخل “حزب الله” شعور، عُبّر عنه، على الأغلب في السرّ، وأحيانا في العلن، أن مراعاة الحركة والتمسّك بالشراكة معها لا يعبّران عن ميزان القوى الحقيقي داخل الطائفة، بالمعنييْن العسكري والشعبي، وأن تلك الثنائية في تمثيل شيعة البلد تعود لتنازل الحزب عن موقع طاغ لا نقاش فيه. لا يأمن أنصار الحزب أنصار “أمل”، فبين الطرفين مواجهة ودماء، كما أن لدى بطانة الحزب قناعة بأن تضامن الحركة وتحالفها معه ليس بنيويا أصيلا، وأن أمل ستغادر الميدان عند أول مفترق مناسب.
تسود داخل حركة “أمل” مشاعر يعكسها الأنصار في حالات الاحتكاك مع جماعة الحزب تعكس جمرا تحت الرماد في مقاربة تنظيم نبيه بري بتنظيم حسن نصرالله. يعتبر قدماء أمل أن حركتهم هي الأصل، وأن الحزب هو الفرع. تذكّر أوساط الحركة أن “حزب الله” خرج من عباءة أمل بالأبعاد التي أرادها المؤسس السيّد موسى الصدر لحراك الشيعة في لبنان، وأن السيّد حسن نصرالله والكثير الكثير من قيادات حزب الله نما وترعرع وكبر داخل صفوف “أمل”، وأن في قصة تشكّل “حزب الله” قصة في الانقلاب على حركة “أمل.”.
لا يخفي الصراع داخل البيت الشيعي اللبناني ذلك التناقض ما بين قيادة الثورة الإسلامية في إيران وقيادة السيد موسى الصدر وحيويته في لبنان، أي ذلك الصراع حول هوية من يقود الشيعة وماهية علاقته بالجمهورية الإسلامية ووليّها الفقيه. حتى أن سيناريوهات جديدة أفرج عنها كتاب أميركي صدر مؤخرا، وضع مسألة اختفاء السيّد موسى الصدر في ليبيا ضمن سياق الصراع بين قادة الجمهورية الإسلامية الجدد وشخصية الصدر القادم من إيران أيضا، متهما الخميني بالوقوف وراء عملية وظروف الإخفاء التي لم يكشف النقاب عنها حتى الآن رغم سقوط نظام القذافي.
لا تمثّل رواية الكاتب الأميركي (البروفسور في جامعة كولومبيا أندرو كوبر) إلا رواية أخرى تضاف إلى أُخريات تكدست منذ اختفاء السيد موسى الصدر عام 1978. لكن داخل حركة “أمل” من لن يستغرب الرواية ويضعها ضمن سياق متسلسل أفضى إلى ما أفضى إليه داخل البيت الشيعي اللبناني من انقسام بين حزب وحركة. ثم إن ما أراده الصدر للشيعة في لبنان من صلابة عود ضمن شروط العائلة اللبنانية يتناقض، جذريا، مع ما أراده “حزب الله” لهم من تحويلهم إلى تمدد إيراني يخضع لإرادة الوليّ الفقيه.
في السؤال داخل حركة “أمل” عما يميزهم عن “حزب الله” ويجعلهم تيارا مختلفا جواب واحد: العروبة. لكن في ذلك الجواب جسامة تذكّر بأدبيات عروبية لطالما تحدثت عن الشعوبية وخطرها على العروبة. ورغم أن في تلك الأدبيات ما ينضح بعنصرية إلا أنه يعبّر عن مكنون، راج كثيرا في العراق، يعتبر الفارسية عدوا للعرب، وينعت من تهون عصبيته العربية بأنه عجمي. بمعنى آخر لا يرى ابن “أمل” إلا العروبة دستورا يبعده عن “حزب الله” ومرجعيته الإيرانية، وبالتالي يتمسّك بهوية الشيعة العرب عربا جزءا كاملا من هموم العرب وراهنهم ومستقبلهم، وينظر إلى العلاقة مع إيران، حتى من موقع شيعي، بكونها علاقة ندّية بين عرب وغير عرب وجب اتّسامها بالاحترام المتبادل.
في لحظة الصراع الدموي بين حركة “أمل” و”حزب الله” في ثمانينات القرن الماضي، كانت المواجهة تمثّل صراعا على الشيعة بين سوريا الداعمة لحركة “أمل”، وإيران الداعمة لـ”حزب الله”. لم تتوقف حرب الأشقاء تلك إلا بعد تسوية سورية إيرانية كانت تتبدلُ شروطها بتبدّل ميزان القوى في المنطقة بين دمشق وطهران. بدا أن هيمنة “حزب الله” على قرار الشيعة في البلد، رغم الكلام عن الثنائية، هو ترجمة لهيمنة إيران على مفاصل النظام السوري، رغم الكلام عن التحالف بين البلدين. بمعنى آخر، فإن حلف الضرورة بين الحزب والحركة هو نسخة مصغّرة لذلك بين إيران وسوريا.
أول مفترق تخشاه أوساط “حزب الله” في العلاقة مع حركة يُعبّد هذه الأيام من خلال الميدان السوري. يلاحظ نبيه بري، وهو السياسي العتيق الحذق، أن الرياح الراهنة تبشّر بتبدل شروط حلف الضرورة بين “أمل” والحزب.
يخبرني أحد رجال الدين الشيعة الكبار في لبنان أنه سمع من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد يقول “أنا من صنعت حركة أمل”. وما هو مفارقة تستحقّ التأمل أن نبيه بري، وهو حليف دمشق الأول منذ عهد الأسد الأب، رفض الزجّ بحركة “أمل” داخل الأتون السوري، على الرغم مما كان مسلما به من أن الحركة هي من حصّة دمشق، ورغم إطلالة “أمل” على العروبة من بوابة دمشق. في ذلك أن بري نفسه لم يعد يعتبر أن سوريا بشار تشبه سوريا حافظ الأسد في تميّزها عن إيران، وفي ذلك أيضا، وهنا المفارقة، أن الرجل لا يجد أن هناك خطرا وجوديا على الشيعة في لبنان إذا ما سقط نظام دمشق، وربما إذا كان من خطر مفترض فقوات الحزب تقوم باللازم، فإن نجحوا فهو حليف لم يبتعد عن الخطوط العريضة للتحالف، وإن فشلوا فهو البديل الشرعي والوحيد لتمثيل الشيعة في عهد ما بعد الأسد الابن.
يُنقل عن الرئيس نبيه بري أنه نُميّ إليه أن أعضاء في حركة “أمل” قد تطوعوا في صفوف “حزب الله” للقتال في سوريا فعلّق “الله لا يردهم”. لا ضرورة لتأكيد التعليق فسلوك الرجل في الامتناع عن الانخراط عسكريا في سوريا يعبّر بلا لبس عن ذلك. لا يبتعد بري عن دمشق، ولا يتردد في التعبير عن تضامنه مع زعيمها وفي تخصيص حيز كبير داخل الفضائية التابعة له للدفاع عن نظامها. ومع ذلك يمتلك بري هامشا عريضا رحبا للتواصل مع كافة الفرقاء اللبنانيين الخصوم لدمشق، كما مع العواصم العربية التي تعادي نظامها. يعرف بري أن لكل زمن رجاله وأن زمنا قادما ستكون أمل فيه ضرورة للشيعة، ربما شيعة الحزب قبل شيعة الحركة، كما ضرورة للبنان، ولا سيما في إطلاق دور شيعي مفعّل لا معطّل للنظام السياسي للبلد (دون أن نهمل دوره في تعطيل البرلمان كأداة خصومة ضد الخصوم).
يستعيد نبيه بري بسهولة دوره ودور حركته كمدافع عن حقوق الشيعة في لبنان. يشتغل بري ضمن شروط الطائف وبالتالي فلديه مصلحة في تدعيمه وإعادة الاعتبار إليه، في وقت لا ينظر “حزب الله” للطائف إلا بعين تُسقطه وتدعو إلى استبدالة من خلال المؤتمر التأسيسي الشهير. يلاحظ بري اعتكاف “حزب الله” عن الانخراط داخل الحكومة في سجالات الدفاع عن الحصّة الشيعية داخل زواريب المؤسسات اللبنانية (ربما لأن معركة الحزب السورية تجعله طامحا إلى أكثر من ذلك)، فيصعّد مدافعا عن ذلك في السجال المتعلّق بجهاز أمن الدولة. يكرر بري في تصريح حديث أن الشيعة ليسوا “بويجية” (ماسحي أحذية)، وهو وصف كان السيّد حسن نصرالله قد استخدمه في قوله إن الشيعة ليسوا ماسحي أحذية.
لم يقبل الرئيس بري ولم يهضم الغطاء المسيحي الذي وفّره الجنرال ميشال عون لـ”حزب الله” من خلال ورقة التفاهم الشهيرة. والغريب أن بري كان يعبّر عن نفوره من الجنرال كلما ازدادت علاقة الرابية بحارة حريك، والأغرب أن “حزب الله” لم يتدخل إلا موسمياً في رأب الصدع بين “الأستاذ” و”الجنرال” لإدراكه بأن خلاف الرجلين ليس شكليا، بل هو بنيوي متّصل بطباعهما، كما أن الحزب يستفيدُ من ذلك البُعد بين الحركة والتيار للتذرّع بذلك في تبرير عدم ذهابه بعيدا في التسليم برغبات عون. وواضح أن موقف “حزب الله” من مسألة انتخاب عون رئيسا للجمهورية يحتاج إلى أطنان من الأعذار التي قد يوفّر بعضها موقف بري.
تفرج الأيام المتّصلة بتفاصيل الساعات السورية عن علنية التشقق بين الحركة و”حزب الله”. أفرج مزاج الحركة مؤخرا عن غضب جرّاء إغفال قناة “الميادين” المقرّبة من الحزب لدور “أمل” في المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي. تنعش الحركة من خلال غضبها ذاكرة اللبنانيين، ولا سيما الشيعة منهم، بمفصلية علاقة “أمل” (أفواج المقاومة اللبنانية) بفكرة وتاريخ المقاومة في الوجدان الشيعي العام، بما يسعى لانتزاع ذلك الاحتكار الذي يفرضه الحزب على مسألة المقاومة والتحرير، مستعيدا تلك المقاومة التي كانت لبنانية عروبية قبل أن تطيح بها أخرى تستلهم نظام الوليّ الفقيه في إيران
المصدر: العرب اللندنية
———-
كما نقرأ في مقال الكاتب السيد زهره “جناية الطائفية على لبنان وشعبه” المنشور في أخبار الخليج البحرينية ما يلي:
النظام الطائفي في لبنان القائم على أساس المحاصصة الطائفية.
هذا النظام هو الذي أتاح لقوة طائفية واحدة هي حزب الله ان تحتجز الدولة اللبنانية رهينة، وان تمنع انتخاب رئيس على امتداد كل هذه الفترة.
بالطبع، لم يفعل حزب الله هذا من اجل لبنان والشعب اللبناني أو في سبيل أي مصلحة لبنانية، وانما من أجل مصلحة الحزب الطائفية الضيقة، وخدمة لسادة الحزب في إيران ومشروعهم.
وهذا الفراغ الطويل وشل مؤسسات الدولة على امتداد عامين ونصف العام حدث ايضا لأنّ النظام الطائفي جعل لبنان دولة مخترقة من الخارج، وتحديدا من إيران بالذات التي اصبح لها عن طريق عملائها كلمة حاسمة في كل ما يجري على الساحة اللبنانية. وايضا، لا يعني إيران بالطبع من قريب أو بعيد أي مصلحة للبنان والشعب اللبناني، وانما فقط مصلحة عملائها ومشروعها الطائفي في المنطقة.
المأساة في انتخاب عون رئيسا للبنان ان هذا ما كان من الممكن ان يحدث لولا ان سعد الحريري والقوى السنية في لبنان اضطرت إلى تقديم تنازلات والرضوخ لارادة حزب الله. فعلت هذا تقديرا منها ان مصلحة البلاد تقتضي هذا وتحتم انهاء هذا الفراغ الرئاسي الطويل ومحاولة استعادة دور مؤسسات الدولة.
ولهذا، لم يكن غريبا ان يعتبر علي اكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني خامنئي ان انتخاب عون هو انتصار فقط لـ«حزب الله ولحسن نصر الله وأصدقاء إيران». واعتبر ايضا انه انتصار لمشروع إيران في سوريا آخذا في الاعتبار ان عون هو مرشح حزب الله اساسا ومواقفه مما يجري في سوريا معروفة.
رغم كل هذا، لا شك ان انتخاب رئيس للبنان خطوة مهمة، ومن حق اللبنانيين ان يكون لديهم شيء من التفاؤل والأمل.
لكن، يخطئ من يظن ان انتخاب رئيس سوف ينهي مشاكل لبنان، أو سوف يقود تلقائيا إلى خروج مؤسسات الدولة من حالة الشلل، أو سوف يضع لبنان عموما على الطريق الصحيح.
يكفي ان نشير هنا إلى ما قاله نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني قبل ايام، من انه يتوقع حتى في حال تعيين سعد الحريري رئيسا للوزراء، ان تشكيل الحكومة الجديدة سوف يستغرق ستة اشهر.
———-