لصندوق الأسود.. مكالمات صادمة/سعيد الحمد

هي بحق مكالمات صادمة لشعب البحرين، تلك التي بثها تلفزيون البحرين ليلة السبت، أوجعت المواطن البحريني الذي لم يتخيل ولم يتصور أن تبلغ الإدارة القطرية السياسية هذا المبلغ المشين بحق البحرين في لحظة كان فيها الشعب القطري الشقيق الطيب يقف مع البحرين بمشاعره الفياضة ويعلن لنا مساندته ضد انقلاب الدوار.

«ما عليك زود» أيها الشعب القطري الشقيق لم تخذلنا كما خذلتنا حكومتك وصناع القرار في الدوحة ولم تراهن على انتمائك الخليجي العربي لما راهنت حكومتك.

كان الصندوق الأسود تلك الليلة يبث مكالماتٍ أذهلتنا حدّ الحزن المرير ونحن نترجع بالاستماع مرارة ما كانت الادارة القطرية تخطط له مع مندوب الوفاق المدعو حسن سلطان.

حسن سلطان هذا المتورط في أعمال إرهاب وشغب وعلى اتصال مباشر كما أثبتت تحقيقات ومتابعات التسعينات بالمخابرات الإيرانية التي لم يفك ارتباطه بها وهو «عضو» برلماني منتخب غدر بناخبيه وخان القسم الذي أقسمه بصفته نائباً.

لن تشغلنا أسئلة الهوامش التي تريد افراغ الموضوع من مضمونه والتهرب من الحقيقة الصادمة لشعبنا وللشعب القطري أيضاً، ولن نستهلك الوقت في الدخول في مماحكات مفتعلة للتخفيف من الصدمة ومن حجمها الذي طعننا في الخاصرة.

تبدو المكالمات التي تم تسريبها من الصندوق الاسود فوق طاقة كل احتمال بحريني قطري من القطاع الاوسع للناس العاديين البسطاء الذين آذاهم الانقلاب الفاشل وما جرى فيه من خيانات واتصالات بالاجنبي وتواطؤات، ضد خليجنا العربي وشعوبنا العربية الخليجية، فجاءت صدمة المكالمات لتشكل ضربة موجعة للشعبين البحريني والقطري فقد جاءت هذه المرة ممن لم يكن متوقعاً ان يسدد الضربة لشعبه أولاً ثم لنا.

ماذا فعلتم بشعبكم الشقيق بهذه الاتصالات، وقد كان واقفاً معنا في خندق واحد بمشاعر فياضة كانت تصلنا منه كل يوم عشرات المكالمات وعشرات الاتصالات يُبدي فيها تعاطفاً عروبياً وانتصاراً أخوياً ليس بغريب.

هذا الشعب الأصيل الذي شوهت الجزيرة واخواتها صوته وكممته من أن يعبر من خلالها عن مساندته البحرين وفتحت تلك القناة واخواتها فضاءاتها الممولة من اموال الشعب القطري الوفي لشذاذ الآفاق من المرتزقة الذين باعوا اوطانهم ثم جاؤوا ليبيعوا عروبة خليجنا واوطاننا.

لا نعتب عليك ايها الشعب الشقيق فنحن نعرف مواقفك حق المعرفة ونعرف صدق مشاعرك واصالة انتمائك، ابداً لا نعتب ولكننا نقول كان الله في عونك امام هول الصدمة وانت تستمع لتلك المكالمات المريرة.

وكان الله في عونك فالمخفي أعظم كما يقولون وكما هو واضح من سياق ما كشف عنه الستار حتى الآن، كان الله في عونك وقد وقفت ومازلت مع أشقائك.

ثم أيها الشعب القطري الشقيق الوفي لاشقائه اننا نتفهم ما انت فيه وما يُفرض عليك منعاً لتسجيل موقفك فهذا ما زرعته شذاذ الآفاق في وطنك وهذا ما فعلوه بعلاقتك التي ستبقى فيها أيها الشعب الشقيق محل تقديرنا وحبنا لك.

ويبقى السؤال الجاد والكبير.. لماذا فعلتم كل ما فعلتم بعلاقات شعبكم ومواطنيكم بأشقائهم.. لماذا؟؟.
كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فأين هي المسؤولية، أفهكذا تكون المسؤولية؟؟.

نقلاعن العربیه