يصفه مؤيدوه بـ”المناضل” و”عميد السجناء الأهوازيين” بعد ما قام به ورفاقه الخمسة في #اقتحام_السفارة_الإيرانية بالعاصمة البريطانية #لندن في إبريل/نيسان 1980. وتصفه طهران بـ “الإرهابي” وتطالب بتسليمه لإعدامه رغم أنه قضى أكثر من 27 عاماً مسجوناً بعد أن أدانته محكمة بريطانية بتهم “التآمر على القتل وامتلاك أسلحة نارية”.
اسمه فوزي بداوي نجاد أو ما يعرف أيضا بـ ” #فوزي_رفرف” من مواليد عام 1957 في المحمرة جنوب إقليم #الأهواز. تثير الصحافة البريطانية مثل the Sun و Daily Mail قضيته، بطريقة لا يحبذها النشطاء الأهوازيون خصوصا وأنها لم تذكر في تقاريرها الحقائق التي أدت إلى احتلال السفارة الإيرانية وهو الاضطهاد والقمع المستمر الذي يتعرض له #الشعب_العربي_الأهوازي على يد السلطات المتعاقبة في #إيران، بحسب ما يرى النشطاء الأهوازيون.
قبل يومين بادرت صحيفة the Sun بنشر تقرير مدعما بالصور عن حياة فوزي الجديدة ربما لأول مرة بعد الإفراج عنه عام 2008، وهو يتجول في شوارع بضاحية من ضواحي لندن حيث يبدو وكأنه يقضي أوقات فارغة خصوصا وأن أحد شروط الإفراج عنه بعد قضاء السجن المؤبد أن لا يعمل في أي مهنة ويعيش على #المعونات_الاجتماعية التي عادة ما تقدمها البلديات في العاصمة لندن للعاطلين عن العمل.
وقام #نشطاء #أهوازيون من خلال صفحات التواصل الاجتماعي بنشر تقرير الصحيفة البريطانية محتجين ومتخوفين أن يؤدي مثل هذا التقرير الذي ذكر تفاصيل غير ضرورية مثل تحديد مكان إقامته وهو ضاحية بيكام جنوب لندن، إلى تهديد حياته لاسيما وأن إيران تبحث عن هذه التفاصيل ولها أذرع لتنفيذ اغتيالات سياسية خارج البلاد.
وأصدر حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي وهو الحزب الذي ينبذ العنف في تحقيق مطالبه الشعب العربي الأهوازي، بيانا أدان فيه التقرير المثير لصحيفة the Sun البريطانية وجاء فيه:
هذا الإجراء (تقرير الصحيفة) قد يعرض حياة فوزي رفرف للخطر من خلال الكشف عن سكن فوزي وصور جديدة له وأن رفرف أنهى الحكم الصادر بحقه من قبيل المحكمة البريطانية وهو الحبس المؤبد فلا يجوز من النواحي الإنسانية والقانونية تعريضه لضغوط نفسية كبيرة من جديد. ثم أكد الحزب الأهوازي أن الهجوم ضد السفارة الإيرانية حدث قبل أكثر من 36 عاما (1980) أي عندما لم يكن ثمة تعريف واضح “للإرهاب” الذي تتهم الصحيفة البريطانية فوزي رفرف به اليوم.
رغم ذلك يقول النائب البريطاني باب ستيوارت إن “فوزي بداوي نجاد محظوظ جدا كونه مسموح له بالعيش في هذا البلد وأن بريطانيا هي من البلدان القليلة التي تسمح بذلك”.
واتهمت الصحيفة البريطانية فوزي رفرف بأنه “يعيش رخاء كبيرا وأنه يعشق النساء والسجائر والسهر”. وهذا ما أثار حفيظة النشطاء الأهوازيين حيث يرى من تمكن من ملاقاته بأنه يتعرض إلى ضغوط نفسية كبيرة بسبب طول الفترة التي قضاها في سجن كما أنه يتخوف من إعدامه في حال تسليمه إلى الحكومة الإيرانية.
وقال القناص السابق في الجيش البريطاني SOS روبين هورسفال للصحيفة البريطانية إن فوزي ليس لديه أي خيار آخر مضيفا أنه تم سجنه ضعفين أو ثلاث أكثر من مقاتلين إيرلنديين ارتكبوا جرائم قتل. على حد قوله.
مطالب المقتحمين ورفض الخميني
في صباح الثلاثين من إبريل عام 1980 اقتحم ستة مسلحين مبني السفارة الإيرانية الكائن بشارع نايت بريج في لندن واختطفوا 26 شخصا بينهم دبلوماسيون وعاملون بالسفارة وزوار.
وكان من بين مطالب المقتحمين الإفراج عن معتقلين عرب أهوازيين في سجون إيران وحكم ذاتي للإقليم وهي مطالب واجهتها إيران المتشددة بزعامة الخميني قائد الثورة الإيرانية الأول بالرفض.
وبعد إصرار الحكومة الإيرانية على موقفها الرافض للإفراج عن المعتقلين السياسيين، بدأ المقتحمون في التفاوض، مطالبين بحافلة تقلهم إلى مطار هيثرو شمال لندن لنقلهم من هناك إلى إحدى الدول العربية لكن السلطات البريطانية رفضت السماح لهم بمغادرة الأراضي البريطانية أحياء.
وفي الخامس من مايو/أيار هاجمت قوات الأمن البريطانية المبنى، وتمكنت في 14 دقيقة من إنقاذ 19 شخصاً، بعد أن نجحت الجهود الدبلوماسية في الإفراج عن 5 من المختطفين على مدى الأيام الستة لاقتحام السفارة، فيما لقي 5 من المقتحمين إضافة إلى أحد الرهائن مصرعهم ونجا فوزي بأعجوبة.
وجاءت علمية احتلال السفارة الإيرانية في لندن على خلفية مجزرة الأربعاء الأسود التي حدثت بمدينة المحمرة جنوبي الأهواز بتاريخ 30 مايو/أيار 1979، والتي قامت بها قوات ومليشيات تابعة للحكومة الإيرانية ضد العرب المطالبين بحقوقهم القومية بقيادة زعيمهم الروحي آية الله آل شبير الخاقاني ونتج عن تلك المجزرة أكثر من 300 قتيل من العرب واعتقال المئات.
نقلا عن العربیه