«إيلاف» من لندن: فيما اقر مسؤول ايراني بتزايد اعداد السجناء الايرانيين بخمسة اضعاف، تتصاعد بشكل لافت عمليات الانتحار في سجون البلاد، ما دعا المعارضة الى ايفاد لجنة دولية لتقصي الحقائق للنظر في اوضاع سجون البلاد والسجناء فيها.
وتشير معلومات من داخل ايران الى ان سجينًا ايرانيًا مراهقاً يدعى علي شهسواري في العنبر المسمى “مركز الاصلاح والتأهيل” في سجن زابل قد اقدم على الانتحار في 19 من الشهر الحالي احتجاجاً على رفض المدعي العام في زابل على إجازة بالخروج بعد نهاية فترة حبسه.
فقد أمر غلام رضا رضايي، رئيس حماية السجن، بزج شهسواري في العزل الانفرادي مكبل الأيدي والأرجل وتعذيبه في مكتب ضابط الخفر داخل السجن بدلا من إحالته إلى المستشفى بشكل عاجل.
وقبل ذلك باسبوع أقدم سجين آخر على الإنتحار إحتجاجًا على رفض ادارة السجن ترتيب لقاء له مع أفراد عائلته القادمين من كرمان إلى زابل لزيارته لكنه تم إنقاذه من قبل رفاقه.
وفي السادس عشر من الشهر الحالي، ألقى رضايي سجينًا آخر باسم رمضان كوهكن بينما كان نائمًا على السرير من الطابق الثالث على الأرض بعدما أطلق السباب عليه، مما أدى إلى تعرضه لإصابة دماغية توفي اثرها على الفور وخوفًا من ردود فعل سائر السجناء أدعى رضايي أن سبب وفاة السجين هو اصابته بجلطة دماغية. ومعروف ان غلام رضا رضايي يقوم بنفسه بعمليات تهريب وتوزيع المخدرات في داخل السجن.
وتؤكد المعلومات من داخل السجون الايرانية أن نوعية الطعام ومستوى الصحة في السجون الايرانية رديئة جدًا، حيث يواجه احتجاج السجناء بهذا الصدد الضرب والسباب وزج السجناء في زنازين انفرادية. وخلال الشهر الماضي، وبسبب الوضع غير الصحي والماء والهواء الملوثين تعرضت عنابر سجن زابل مرتين للغزو من قبل النمل الطائر.
أما في سجن جوهردشت بمدينة كرج، فيواجه السجناء مشكلة دائمة لقطع الماء الساخن غير أن المسؤولين في السجن طلبوا من السجناء أن يعالجوا المشكلة هم أنفسهم، وأن يدفع كل واحد منهم مبلغ 5 ملايين تومان لإصلاح المراجل لتوفير الماء الساخن للاستحمام.
السجن المركزي في سنندج هو الآخر يحرم فيه السجناء من الوصول إلى الخدمات الطبية والصحية، كما يواجهون مشكلة الوصول إلى المياه الصالحة للشرب ويعانون رداءة الطعام والقطع المستمر للغاز. ومنذ مارس الماضي ولحد الآن، اصيب 28 سجيناً بمرض التهاب الكبد الفايروسي .
وعلى الصعيد نفسه، فقد أكد رئيس منظمة السجون الايرانية أصغر جهانغيري بأن 70 بالمئة من السجناء الايرانيين هم بأعمار دون 40 عامًا اي من الشباب، واعترف بأنه خلال الثلاثين سنة الماضية كانت نسبة زيادة اعداد السجناء 333 بالمئة أي حوالي 4.5 أضعاف، بينما كانت نسبة نمو سكان البلاد طيلة هذه الفترة 66 بالمئة، وبمعنى آخر إن زيادة السجناء كانت نسبتها 5 أضعاف بالقياس إلى زيادة نفوس الايرانيين، وهو أمر كشف عنه موقع “المراسلون الشباب” التابع لقوات الحرس الثوري يوم الاثنين الماضي.
وازاء هذه الاوضاع المزرية للسجناء الايرانيين، فقد دعا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان صحافي من مقره في باريس اليوم، تسلمت «إيلاف» نصه، عموم الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى إدانة الوضع المأساوي في السجون الايرانية، وطالب بايفاد لجنة دولية لتقصي الحقائق للنظر في اوضاع السجون في البلاد والسجناء الايرانيين فيها.
نقلاعن ایلااف