الحرس الثوري الإيراني: النفوذ السياسي الأميركي يتراجع
«إيلاف» من لندن: يؤشر سجل قوات الحرس الثوري الايراني في العام 38 على تأسيسه، الى ممارسات قمعية داخلية وعمليات ارهابية خارجية وتصدير للحرب والإرهاب والتطرف وامتلاك السلاح النووي، ما اصبح ملحًا ادراجه على قوائم الارهاب الدولية.
وفي تقرير شامل يفضح الادوار التخريبية التي يلعبها الحرس الثوري في المنطقة والعالم، وخاصة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، كشف عنه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، الثلاثاء، وحصلت «إيلاف» على نصه، فإنه يؤكد على ضرورة طرده من المنطقة سبيلاً وحيدًا لتحقيق السلام والهدوء فيها.
الحرس الثوري هو ايران!
ويتطرق التقرير في البداية الى قول لواء الحرس محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للنظام الايراني، في 22 ابريل الماضي في الذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس قوات الحرس، إن الحرس وبحضوره «في سوريا والعراق جعل نفسه درع الأمن للشعب الإيراني بل الأمة الاسلامية».. مؤكدًا «لو لم تكن قوات الحرس لما كان البلد».
ويشير التقرير الى انه في ثقافة الحاكمين في إيران، المقصود من البلد والشعب الإيراني والأمة الاسلامية ليس إلّا نظام ولاية الفقيه اللا إنساني، وحيث ان الرئيس الايراني حسن روحاني هو الآخر أشاد يوم 30 ابريل بممارسات قوات الحرس، وقال «العامل الذي يجب أن يلم شمل الناس تحت لواء الاسلام هو قوات الحرس».
وقوات الحرس بحسب نظامها الأساسي «مؤسسة تعمل تحت قيادة القائد المعظم»، و« تابعة لولاية الفقيه سياسيًا وعقائديًا». (المادتان 1 و 47) وتؤكد المقاومة الإيرانية أن قوات الحرس هي الذراع الرئيسة لحفظ نظام ولاية الفقيه، وهي المؤسسة المحورية لممارسة القهر والقمع العسكري.. وتشير الى ان المحرّك الذاتي لقوات الحرس والروح المتحكمة فيها هي تصدير التطرف والإرهاب واثارة الفتن والحروب بالاستناد إلى نظرة ولاية الفقيه الكونية، ولتحقيق هذه الاهداف فإن قوات الحرس قد نفذت مشروع الوصول إلى السلاح النووي بالكامل.
أداة للقمع الداخلي
وقد لعبت قوات الحرس طيلة 38 عامًا مضى أكبر الأدوار في القمع الداخلي، منها القمع الدموي لانتفاضتي عامي 1999 و 2009. وتحولت استخبارات الحرس إلى منظمة مخيفة تلعب الدور الأكبر في حملات الاعتقال والتعذيب والإعدام واغتيال المعارضين، وكذلك في التجسس ضد الأجنحة الداخلية للنظام. وقد غيّرت تنظيمها في عام 2008 للتصدي للانتفاضات الشعبية وشكلت لكل محافظة قيادة مستقلة قادرة على قمع الانتفاضات العامة، بمساعدة قوات البسيج التي تشارك في القمع بالتنسيق مع قوات الحرس. وقوات البسيج اضافة الى كونها وحدات ميليشيات تمارس أعمال التجسس والرقابة عبر شبكاتها في الجامعات والمدارس والدوائر والمعامل والأحياء السكنية لرصد واعتقال المعارضين.
حروب عدة في الشرق الاوسط
وقوات الحرس، إضافة إلى حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق، قد لعبت الدور الأكبر في تأجيج نيران عدة حروب كبيرة أو مواصلتها في الشرق الأوسط مثل ما حصل في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وأبعاد خسائر ومشردّي هذه الحروب لا يمكن مقارنتها مع أي قوة اجرامية أخرى منذ الحرب العالمية الثانية والفاشية الهتلرية من خلال :
– خلفت الحرب الإيرانية العراقية (1988-1980) أكثر من مليون قتيل ومليون جريح ومعاق وعدة ملايين مشرّد وألف مليار دولار خسارة في الطرف الإيراني وحدها.
– في العراق وبعد التغيير عام 2003 وبسبب التدخلات المباشرة لقوات الحرس والميليشيات العميلة لها، قتل مئات الآلاف وتشرّد عدة ملايين من المواطنين العراقيين.
– وفي سوريا، وبعد عام 2011 قتل أكثر من نصف مليون مواطن وتشرّد أكثر من 10 ملايين نسمة.
– في الحرب اليمنية قتل الآلاف من اليمنيين وتشرّد ثلاثة ملايين شخص وفق تقرير للأمم المتحدة.
الحرس الثوري الايراني يشيّع قتلاه في العراق
الحرس آلة حكام ايران للتدخل في شؤون الدول الاخرى
وقد عملت قوات الحرس، ومنذ السنوات الأولى، وسيلة بيد الملالي من حكام طهران للتدخل في الدول الأخرى ولكنها منذ عام1990 وبتأسيس قوة القدس، قد وسعت هذا التدخل في كل الجوانب، وهي واحدة من القوات الرسمية للحرس.
وقوات الحرس إضافة إلى احتلال سافر ومبطن لأربع دول سوريا والعراق واليمن ولبنان، تضطلع في التدخلات الإرهابية والنشاطات المتطرفة على الأقل في 10 دولة أخرى في المنطقة، وهي البحرين ومصر وفلسطين والاردن وافغانستان والعربية السعودية وتركيا والامارات والكويت وقطر. أو تقوم بتشكيل خلايا تجسسية إرهابية وإرسال السلاح إلى هذه الدول، وهناك جواسيس وعملاء النظام تم اعتقالهم ومحاكمتهم في العديد من هذه الدول.
العراق محور اهتمام الحرس
ولغرض بسط نفوذها في المنطقة، لقد أسست قوات الحرس ميليشيات مسلحة بشكل ممنهج .. فإضافة الى حزب الله اللبناني، كان العراق محط اهتمام خاص للنظام ونظمت عشرات الميليشيات من أمثال بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وحركة النجباء في العراق.
كما أن الحشد الشعبي الذي تتألف هيكليته الأساسية من هذه الميليشيات يعطي مظلة حكومية ورسمية وساحة عمل لافتة لهذه المجموعات التي تشكل أهم مصدر لتأمين العنصر البشري لقتل الشعب السوري. كما أن مجموعات باسم أنصار الله في اليمن وصابرين في فلسطين وفاطميون الافغانية وزينبيون الباكستانية، منهمكة في قتل الشعب السوري أيضًا، وتعد في عداد المليشيات العميلة لقوات الحرس.
وسفارات النظام الإيراني في غالبية الدول العربية والاسلامية خاصة في العراق وسوريا ولبنان وافغانستان تحت سيطرة قوات الحرس، وأن المهمة الرئيسة لهذه السفارات هي تنفيذ أجندات قوات الحرس. سفير النظام الإيراني في العراق كان دومًا أحد كبار قادة قوات الحرس وفي الوقت الحاضر يتولى هذه المهمة عميد الحرس ايرج مسجدي مساعد قاسم سليماني، والذي استلم الاسبوع الماضي مهمته الرسمية سفيرًا لإيران في العراق .
ضلوع في اغتيالات
وقوات الحرس، وبموازاة وزارة المخابرات، ضالعة في اغتيالات خارج إيران، ومنها تفجير مقر قوات المارينز الأميركية في بيروت وتفجير أبراج الخبر في السعودية من ضمن هذه الأعمال الإرهابية.
كما ان قوات الحرس ارتكبت اعمالاً إرهابية إضافة إلى الشرق الأوسط في عشرات الدول مثل ألمانيا وغينيا والنيجر والسودان وتايلندا وجورجيا والهند وأذربيجان وباكستان وافغانستان، حيث تم القبض في كثير من هذه الحالات على الإرهابيين.
كما وسعت قوات الحرس شبكاتها الإرهابية الى أميركا اللاتينية أيضا. وتوظف قوات الحرس في أعمالها الإرهابية إضافة الى عناصرها، عناصر مرتزقة من جنسيات غير إيرانية. اغتيال إيراني باسم سعيد كريميان في اسطنبول في 29 ابريل 2017 يشكل آخر نموذج من الجرائم الإرهابية لهذا النظام في الخارج.
مخدرات يتاجر بها الحرس الثوري
علاقات مع القاعدة وداعش
ولقوات الحرس منذ تسعينات القرن الماضي علاقات نشطة مع تنظيم القاعدة وغيرها من المجموعات السنية المتطرفة.
وقد أخذت هذه العلاقات في الأعوام الأخيرة في سوريا والعراق أبعادًا غير مسبوقة، واليوم أن النظام الإيراني ورئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي والرئيس السوري بشار الأسد يلعبان دورًا حاسمًا في نمو وتوسع داعش، حيث تم نقل قادة الكثير من التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا بعد سنوات من الاحتضان في إيران خلال العقد الماضي من قبل قوة القدس الى العراق وسوريا.
ومؤخرًا، قال وزير الخارجية الاميركي السابق جون كيري في 17 نوفمبر 2015 « بعدما أطلق الأسد 1500 من السجناء والمالكي أفرج عن 1000 سجين، تم تأليف داعش كمجموعة إرهابية لكي تساعد الأسد».
كما تؤكد المعلومات خلال الأشهر الماضية علاقة نشطة بين قوات الحرس الإيراني مع حركة طالبان في أفغانستان.
التجسس على شبكات الانترنت والاتصالات
ثم شكلت قوات الحرس جيش السايبري بتوظيف آلاف من عناصر الحرس والبسيجي، حيث ينشطون في التجسس ورصد الانترنت والاتصالات في الفضاء المجازي، واعتقلت العديد من الشباب من خلال هذه الرقابة.
كما تقوم بعملية الخرق وتخريب شبكات الحواسيب لسائر دول المنطقة وحتى الدول الغربية. كما تقوم دائرة استخبارات الحرس ببث التشويش على برامج الفضائيات وتقوم بإزالة صحون الديشات من على أسطح منازل المواطنين.
التوجه للنووي
اما المشاريع النووية للنظام، فقد كانت في الأساس تحت سيطرة قوات الحرس. وبدأ مركز الأبحاث لقوات الحرس في عام 1983 نشاطاته للحصول على السلاح النووي ثم توسع نشاطه وأخذ أسماء متعددة للتمويه على نشاطاته، حيث وصل في نهاية المطاف الى اسم منظمة «سبند» في وزارة الدفاع للنظام. ففي 21 ابريل 2017 كشف مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة عن استمرار نشاطات منظمة سبند بعد الاتفاق النووي.
خبراء كوريا الشمالية يعملون مع الحرس
وفي عام 1985، قامت قوات الحرس بتأسيس وحدة صاروخية وبادرت في عام 1993تصنيع صواريخ بالستية قابلة لحمل الرأس النووي بشكل واسع بادخال التقنية من كوريا الشمالية.
وفي عام 1996 ولغرض توسيع صناعة الصواريخ، قامت بتأسيس قوات الجو الفضائية في وزارة الدفاع، حيث يواصل خبراء كوريا الشمالية مع هذه القوة باستمرار ويساعدون النظام في صنع صواريخ بالستية.
وإضافة إلى تصدير مختلف أنواع الصواريخ، فقد أسس الحرس معامل لتصنيع الصاروخ في دول المنطقة، منها في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وفي سوريا. وكذلك الصواريخ البالستية التي تطلق من اليمن باتجاه العربية السعودية هي من صنع قوات الحرس، وفي 19 ابريل 2017 قال وزير الدفاع الأميركي إن الصواريخ التي يطلقها الحوثيون باتجاه العربية السعودية يحصلون عليها من إيران.
تصدير السلاح الى دول المنطقة
وقوات الحرس وبخرقها السافر لقرارات مجلس الأمن الدولي، تصدر السلاح بشكل غير شرعي إلى دول المنطقة، كما قامت بإرسال السلاح إلى اليمن على نطاق واسع، وفق تقرير الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون في يناير 2017.
كما كانت قوات الحرس ترسل وبأبعاد واسعة عبوات ناسفة مصنعة في معاملها للتصنيع العسكري، إلى العراق لاستهداف قوات الائتلاف في العراق.
السيطرة على الاقتصاد الايراني
واضافة الى كل ذلك، تسيطر قوات الحرس وبدعم المرشد الاعلى خامنئي على المفاصل المحورية للاقتصاد في إيران في مختلف المجالات وتحصل سنويًا على عشرات المليارات الدولارات خارج سيطرة الجهات الرسمية في البلاد، وتشمل هذه الأصعدة، النفط والغاز وتصدير واستيراد السلع، وكذلك الخدمات المدنية والزراعية وغيرها.
وأسست قوات الحرس شركات متعددة لها وفرضت سيطرتها على أرصفة موانئ البلد لنهب ثروات الشعب الإيراني وتأمين نفقات الحرب والإرهاب لها ومن المؤسسات الاقتصادية التابعة لقوات الحرس هي مقر خاتم الأنبياء، ويتبعه حوالي 150 ألف موظف.
إدراج الحرس على قوائم الارهاب الدولية
ويؤكد المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في ختام تقريره انه بعد مضي 38 عامًا من الممارسات الإرهابية داخل إيران وخارجها، فإن الاوان قد حان لمحاسبة الحرس من قبل الشعب الإيراني وتطبيق العدالة بحقه.
وشدد على أن اول خطوة ضرورية هي تصنيف الحرس في قوائم الإرهاب للأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول المنطقة وفرض عقوبات شاملة ضده، اضافة الى “طرد ذراع نظام ولاية الفقيه هذا المكلف بإثارة الحروب وارتكاب الجرائم من جميع دول المنطقة وبشكل خاص من سوريا والعراق واليمن ولبنان”.
نقلاعن ایلاف