كعادتها تصدَّرت دولة الإمارات البلدان العربية من حيث الدولة النموذجية التي يفضل شباب هذه الدول العيش فيها لتأمين العمل والمستقبل، هذه النتائج كشفها «استطلاع اصداء بيرسون – مارستلير السنوي التاسع لرأي الشباب العربي 2017»، نشرت جريدة الخليج الإماراتية في مطلع الشهر الماضي تلك النتائج التي تشير الى أن الإمارات تعد نموذجاً عالمياً ناجحاً يتمنى شباب البلدان العربية أن تحتذيه بلدانهم، فكل واحد من أصل 3 شباب عرب يرغبون العيش فيها، في حين قال الاستطلاع إن 35% من الشباب المستطلعة آراؤهم من خلال 3500 مقابلة مباشرة، أجرتها شركة «بي أس بي» ريسيرتش، تتراوح أعمارهم بين 18 – 24، في 16 بلداً انهم يفضلون العيش في دولة الإمارات بزيادة في نقاط النسبة المئوية قدرها 13 نقطة عن العام الماضي (22%) متفوقة على الولايات المتحدة الأمريكية التي بلغ معدل طموح الشباب العيش فيها 15% ولكل من كندا، والسعودية 14% مقابل 13 لألمانيا.
وبشيء من التفصيل تبوأت الإمارات المرتبة الأولى مجدداً من حيث رغبة الشباب في أن تحذو بلدانهم حذوها، حيث اختارها أكثر من ثلث المشاركين في الاستطلاع كنموذجٍ يحتذى بنسبة 36% مقارنة مع ما يقارب من ربع المشاركين العام الماضي (23%)، وجاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بنسبة 15%، متراجعة من 19% العام الماضي.
أما من حيث الأمن والأمان، فقد سجلت الإمارات نتيجة متقدمة لدى الشباب بنسبة 31%، وحققت كذلك نتائج إيجابية أخرى على صعيد اقتصادها المتنامي بنسبة 25%، وتوفر باقة واسعة من فرص العمل بنسبة 23% وعروض رواتب مجزية بمعدل 22%، ونظام تعليم رفيع المستوى بواقع 17%، ووجهة متميزة لتكوين أسرة 17% وسهولة إطلاق المشاريع 14%.
وفي مقابل ذلك أكد 85% من الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي، أنهم واثقون من أن بلدانهم كانت تمضي في الاتجاه الصحيح خلال السنوات الخمس الماضية، ولكن ترى نفس النسبة من الشباب في بلدان شرق المتوسط واليمن التي تواجه تحديات اجتماعية وسياسية واقتصادية متنامية أن بلدانهم لا تمضي في الاتجاه الصحيح، لتنقسم آراء الشباب العربي حول تلك الجزئية، وأشار 78% من الشباب الخليجي الى أن أيامهم القادمة ستكون أفضل في حين يعتقد ثلثا شباب بلدان شرق المتوسط واليمن أن الأيام الماضية كانت أفضل، ويشعر 81% بأن حكوماتهم تستطيع بذل المزيد من الجهد لحل مشكلاتهم ومعالجة قضاياهم الأساسية، مقابل 86% من الشباب الخليجي ترى حكوماتهم تنتهج سياسات تدعم الشباب، وأيَّد هذا الرأي ربع الشباب بنسبة 24% في بلدان شرق المتوسط واليمن.
وعلى صعيد نظام التعليم الحالي، فإن الغالبية من الشباب العربي يعتقدون أن هذا النظام لا يؤهلهم لشغل وظائف المستقبل، وتمثل جودة التعليم مصدر قلق لدى الشباب وخصوصاً في الدول غير الخليجية، أما معظم الشباب الذين عبَّروا عن رضاههم فكانوا من دول مجلس التعاون بنسبة 80%، فيما يأتي 33% من الشباب الذين قالوا غير راضين من دول شمال افريقيا، و34% من دول شرق المتوسط.
ويشير الاستطلاع الى أن التهديد الذي يشكله تنظيم (داعش) والذي تم تصنيفه العام الماضي كأبرز العقبات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط أصبح أضعف اليوم، ويعتبر الى جانب البطالة العقبة الأبرز لنحو 3% من شباب المنطقة، ويعتقد 61% من شباب الدول العربية، أن نفوذ (داعش) يتلاشى تدريجياً في المنطقة، مشيرين الى أن إصلاح نظام التعليم، وتوفير فرص العمل المجزية، يضاهيان العمل العسكري في القضاء على التطرف والإرهاب، ولدى سؤالهم عن مشكلة البطالة تحديداً، أشار واحد من أصل كل اثنين من الشباب الى أنهم (قلقون جداً) حيال توافر فرص العمل بزيادة 9 نقاط في النسبة المئوية عن العام الماضي. وكان شباب العراق (69%) والجزائر (64%) والبحرين (60%) الأكثر قلقاً إزاء هذه المشكلة.
وجاءت مواقف هؤلاء الشباب إزاء فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية سلبية الى حد كبير، ومن بين 3500 شاب وشابة تم استطلاع آرائهم عبر 16 بلداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، أعرب 83% منهم عن عدم تفضيلهم للرئيس ترامب مقارنة مع 77% ممن لا يفضلون الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، و52% ممن لا يفضلون الرئيس السابق باراك اوباما، واعتبر 70% من الشباب أن الرئيس ترامب معادٍ للمسلمين، ورأى 49% منهم أن حظر سفر مواطني عدة دول ذات أغلبية مسلمة الى الولايات المتحدة، يخدم مساعي الجماعات الإرهابية في تجنيد الشباب ودفعهم الى التطرف.
ورصد الاستطلاع تصاعد دور روسيا على حساب نظيرتها الولايات المتحدة بصفتها الحليف الدولي الأبرز لبلدان المنطقة. ولدى سؤال هؤلاء الشباب عن الحليف الأكبر لبلدانهم اختار 21% منهم روسيا، بينما أشار 17% منهم الولايات المتحدة (مقارنة مع 25 العام الماضي).
واستهدف الاستطلاع في نسخته 2017 شباناً وشابات من الدول العربية ضمت دول مجلس التعاون الخليجي الست وشمال افريقيا، (الجزائر، ومصر، وليبيا، والمغرب، وتونس) وشرق المتوسط (العراق، والأردن، ولبنان، والاراضي الفلسطينية) واليمــن، ولم يشمل الاستطلاع سوريـا بسبـب الصراعات الأهلية الدائرة في البلاد