من هو الفلسطيني بلال بدر الذي بات يعرف باسم الاسلامي السلفي المتشدد، والذي يقود مجموعة من المسلحين من امثاله ويخوض منذ اربعة ايام متتالية اعنف واشرس المعارك ضد التنظيم الفلسطيني “الفتحاوي”، الذي يفترض انه الاقوى عددا وعتادا في الشارع الفلسطيني داخل المخيمات في لبنان وخصوصا في عين الحلوة؟
كيف نشأ بلال بدر وتحول الى “رامبو” وكاأه قوة لدولة عظمى لا يمكن قهرها؟ وما هي الاسباب التي دفعته للانتماء الى الفكر السلفي؟ وهل صحيح انه وحده مع 25 عنصرا من امثاله يقاتلون ويصمدون في بقعة ضيقة ومحدودة جدا تعرف باسم حي الطيري المحاصر بمئات المقاتلين من “فتح”؟
ولان بلال بدر لا يحب الظهور، ويعيش حياته متخفيا في مربع امني صغير في حي الطيري، وليس لديه اي علاقة مع غير اصحابه من امثاله الذين يأتمرون باوامره، او صفحات خاصة له على مواقع التواصل الاجتماعي، كان يستحيل على الجهات المعنية ووسائل الاعلام ابراز اي صورة واضحه له او اعطاء اي معلومة دقيقة عن تفاصيل حياته، وعصر اليوم نشر البعض صورة ظهر فيها شابان، وورد ان الشخص الثاني في اسفل الصورة هو بلال بدر، ليتبين انها غير صحيحة، كما تأكدت “النهار” من مصدرقريب جدا لبدر. ثم وزعت بعد وقت صورة اخرى، اورد ناشرها انها اخذت من كاميرا مراقبة تابعة لحركة “فتح”، وهي لبلال بدر اثناء قيامه باعتيال العقيد في حركة “فتح” طلال البلاونة (اردني).
والده قومي متزوج من 4
المعلومات الدقيقة التي حصلت عليها “النهار” من مصادر موثوق بها وهي تنشر للمرة الاولى، اكدت ان بلال بدر البالغ من العمر 33 عاما، هو الابن الاصغر لدرار محمد بدر (ابو اياد) الذي كان ينتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكان من اشرس المقاتلين للاحتلال الاسرئيلي خلال اجتياحاته واحتلاله للاراضي اللبنانية، ومن المساهمين في التخطيط لعمليات استشهادية ضد الاسرئيليين، منها على سبيل المثال عملية الشهيدة سناء محيدلي، ووالده متزوج من 4 نساء ولديه منهن 14 ولدا وفتاة، اما والدته ففلسطينية من عين الحلوة ومن عائلة محافظة جدا، لديها اقرباء تحملوا ولا يزالون مسؤوليات جساما في سبيل القضية الفلسطينية. اما اصل عائلة بدر فمن مزرعة عكا، وقد أجبرت على النزوح من عين الحلوة الى مخيم شاتيلا في بيروت، بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، وتدمير مخيم عين الحلوة. وبعد تحرير صيدا وانسحاب اسرئيل من المنطقة عام 1985 عادت عائلة بدر الى عين الحلوة واقامت في حي الطيري، وعند وفاة والد بلال كان عمره نحو 8 سنوات، ونتيجة الفقر والبطالة والوضع الاقتصادي الصعب، ترك بلال المدرسة وهو في الصف الرابع الابتدائي، امضى فترة شبابه عاطلا عن العمل متسكعا، والحادثة الاولى التي غيرت مجرى حياته وجعتله يعيش متخفيا، كانت قبل نحو 12 سنة بعد حصول خلاف فردي تطور الى اطلاق نار بين افراد من آل السعدي وآل ماضي، تورط فيها بلال وأصبح من المطلوبين للقضاء اللبناني، ثم بدأ اسمه يلمع داخل المخيم كناشط اسلامي، ومن ثم كـ”رامبو” عين الحلوة خلال كل حادثة اغتيال او اشتباك كانت تقع بين “فتح” والعناصر الاسلامية داخل المخيم.
يكشف المصدر أن عددا من أقربائه وبينهم رجل دين ومسؤولون في تنظيمات فلسطينية موالية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة “فتح”، حاولوا مرارا اقناعه بضرورة تسليم نفسه، وابتعاده عن البيئة التي يعيش فيها، وقدموا له المال من اجل ان يتزوج ويستقر بعد تأمين منزل له، لكنه اكتفى فقط باعلان خطوبته على فتاة من المخيم. واستنادا الى معلومات غير دقيقة، فإن مسؤول قوات الامن الوطني الفلسطيني صبحي ابو عرب كان يوفر له المال من اجل شراء منزل له وليتزوج ويبتعد عن كل الاعمال التي كان يتهم بها.
وتعتبر المصادر أن تركيز الجميع على بدر ومجموعته هو فقط لجعله كبش محرقة ولاخفاء الحقيقة الكاملة عن كل ما جرى ويجري الان في المخيم.
وتختم: “ليس من باب الدفاع عن بدر الذي يفترض اعتقاله وتسليمه الى الجهات الامنية الشرعية للتحقيق معه ومحاكمته، وانما فقط للتذكير، جميع القيادات الفلسطينية واللبنانية وحتى الاجنبية تعرف جيدا ان العديد ممن هم أشد خطرا وذكاء وأدهى من بلال بدر هم داخل المخيم وخارجه”.
نقلاعن ایلاف