خلیج فارس بخش عربی خبرنامه خلیج فارس
إيران المعادلة الصعبة التي تعيش منذ عهد الخميني وبعد أكثر من ثلاثة عقود من عمر الثورة المسعورة، حالة حيرت عقلاء السياسة الواقعية حتى الساعة.
إيران بعد حلول «الخريف العربي» انتعش «نوروزها» ووصلت نيرانها الدول التي ابتليت بالربيع الذي خدع بريقه ودماؤه عشاق الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة، شعارات ما أنزل الله بها من سلطان على دنيا العرب حتى وقعت الواقعة، وليس لوقعتها رافعة.
في ظرف خمس سنوات من هذا «الربيع المزيف» استغلت إيران سياستها الكلامية لزراعة بذور الفتنة الطائفية في لبنان من قبل، وواصلت عملها من بعد في مصر والعراق وسوريا واليمن والبحرين والسعودية وأماكن أخرى لاقت صدوداً كالسودان والمغرب وغيرها من البلدان في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.
هذا النفوذ الطائفي بحاجة إلى من يقف في وجهه بأي ثمن وهو ما أشار إليه محذراً أمة العرب ملك الأردن من هلال شيعي يصنع ابتداء من إيران إلى أرض الشام، فهل من مدّكر؟!
شغل العالم منذ مدة بـ«القاعدة وطالبان والإخوان وداعش» ومن أمثالها أزواج ولم يتم الالتفات إلى الدور الإيراني الأشنع على المدى البعيد من تلك الحركات المتطرفة فكراً وبنياناً وسلوكاً وقاعدة.
وفي ساعة الانشغال بمحاربة التحالف الدولي لـ«داعش» وأعوانه في ذات الفكر المبني على أطنان من حمولات التطرف والعنف والإرهاب، دخلت إيران على خط هذه الجماعات ذاتها لتدخل إلى أتون الصراع ميليشيات تفعل فعل المتطرفين ذاتهم وتعلن للعالمين محاربة «داعش» مع المحاربين.
كل ما أرادت إيران من العالم الغربي وعلى رأسه أميركا حصلت عليه بـ«الملي»، اتفاقية نووية رسمية مع أميركا بذلت من أجلها عشرة أعوام متتالية من المفاوضات المضنية للطرفين، بل وكذلك الأطراف المتضررة من امتداد إيران الطائفي الذي قسم العالم الإسلامي إلى فسطاطين لا يختلف عن فسطاطي «بن لادن»، «دار الكفر» و«دار الإسلام»، أما إيران فقد زرعت فتنة كانت نائمة منذ قرون فجاءت لكي تحييها بـ«دار للسنة وأخرى للشيعة» لأول مرة في تاريخ البشرية، بل وفي بعض الدول التي أكلتها أرضة «الربيع العربي» تريد إيران ألا تقوم للسنة قائمة حتى في دورهم الأصلية.
لابد للعالم العربي والإسلامي، لا أقول العالم الغربي الذي يساند إيران في اتجاه نفوذها المتطرف، من صناعة دواء خاص لعلاج هذا السعار الإيراني، وذلك باتفاقهم جميعاً على ذلك وإلا فإن إيران الثورة المسعورة، سوف تطال بقية الدولة الوطنية التي يتغنون بها ولا يملكون غيرها، لتحل محلها طائفية مسعورة بمداد نار إيران المجوسية، فكما أن إيران تريد أن تعيد أمجاد الإمبراطورية الفارسية باسم الإسلام الشيعي فإن الإسلام السني لا يجب أن يرضخ لهذا النفوذ الذي سيأتي ببقية الخير التي قال عنها المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم «الخير في وفي أمتي إلى قيام الساعة».
هذه الخيرية اللامتناهية بحاجة إلى تعاون جميع الدول العربية والإسلامية، ولا ينتظر البعض الذي يحسب نفسه بعيداً عن مرمى نيران فارس، أن تصل إليه من حيث لا يشعر كما هو حال المصدومين في بعض الدول التي انقلب الربيع فيها خريفاً حارقاً.
فعلى العرب والمسلمين البحث عن داء ناجع مستخلص من كياسة السياسة وليس عن طريق إشعال فتنة طائفية سنية مضادة لأنها ستحرق الجميع بذات النار التي تريدها إيران التي لا علاقة لها إلا بتصدير الثورة المسعورة إلى العالم أجمع وليس إلى عوالمنا فقط.
وانتظار ترامب حتى يعيد العقوبات التي لم تطفئ نيران فارس المشتعلة في ثورتها المسعورة، وتذهب بعيداً عن إيران روح الدولة المسؤولة أمام المجتمع الدولي وليس الإقليمي فحسب.
فالوقت لم يعد لصالح العرب ولا المسلمين شعوباً وحكومات قادة وأنظمة، فقد بلغ سيل إيران الزبى وبلغت قلوب المحروقين بنيران فارس الحناجر، فكادوا يظنون بالله الظنون، فهلا من يعيد اليقين إلى هذه النفوس التائهة بجهد ذاتي فريد يدفع إيران للرجوع إلى مكانها الصحيح في التاريخ المعاصر ولا تفكر في الانتقام من كل من سما ابنه الحسن وليس الحسين، فلم عادت هذه الشعارات الطائفية بعد أن قبرت في مهدها، إن إيران المهدي المنتظر هو الذي يحكم سياساتها العملية هو ما يعني بأن العالم الآخر من خارج إيران مترقب «المصير المنتظر»!
نقلاعن العربیه
