كشفت محاولة الاعتداء الرخيصة التي تعرض لها اللواء أحمد عسيري في لندن الأسبوع الماضي مستوى الضعف والتخبط الذي وصل له المشروع الإيراني الظلامي في المنطقة، إذ لم يعد بإمكان ملالي «تيهران» مواجهة السعودية سوى باستئجار بعض الشواذ والمرتزقة العرب في الشوارع الخلفية لأداء مثل هذه الأدوار من باب إثبات الوجود لا أكثر.
المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام عن الحادثة بينت أن «الشخص الرئيسي في العصابة المعتدية هو سام والتون (بريطاني الجنسية)، أما المعتديان الآخران، فهما موسى عبد علي، وسيد أحمد الوادعي (بحرينيان مقيمان في لندن)، كما أوضحت مصادر أن الأخير نشأ على يد المعارض البحريني قاسم الهاشمي الموالي لإيران، وحُكم عليه في البحرين بإسقاط جنسيته ما قاده للهجرة إلى لندن ومواصلة العمل كمرتزق أجير لمن يدفع له.
ليست هذه المحاولة الجبانة التي انتهت بالفشل الذريع حدثاً غريباً وإنما تأتي ضمن سياق سلسلة طويلة من محاولات أكثر جبناً استهدف خلالها الإيرانيون عددا من السياسيين وسفارات الدول دون أي اعتبار للأعراف الدبلوماسية، فقبل أشهر حاولت ميليشيات عراقية تابعة لإيران اغتيال السفير السعودي في بغداد حينها (ثامر السبهان) وفشلت المحاولة، وفي عام 2011 حاول الإيرانيون اغتيال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حينما كان سفيرا للمملكة في واشنطن وفشلوا أيضاً، كما تورطوا في العام ذاته باغتيال الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني في كراتشي، وقبل ذلك بعقدين ظهرت البصمات الإيرانية الغادرة في قضايا اغتيال 4 دبلوماسيين سعوديين في تايلاند هم: عبدالله المالكي، وعبدالله البصري، وفهد الباهلي، وأحمد السيف.
وفي عام 2013 كشف تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن واشنطن تمتلك معلومات تؤكد تورط المخابرات الإيرانية بتشكيل شبكة اغتيالات سريّة منتشرة حول العالم تضم نحو 30 ألف عنصر، ونقلت مصادر إعلامية عن (روئل مارك غريجت) الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، «إن أخطر العمليات التي بإمكان المخابرات الإيرانية تنفيذها هي عمليات الاغتيالات بعد ما بينته العقود المنقضية من أنهم نظموا شبكات خطرة بالتعاون مع بقية المنظمات الإرهابية»، وأشار إلى أن «هذه الشبكات لا تعتمد الظهور في الواجهة بقدر ما تستخدم وكلاء عبر تشجيعهم على العمل في الإرهاب ودعمهم مالياً مقابل ذلك».
كل ما سبق وغيره كثير مما لا يمكن إيراده هنا لضيق المساحة، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن إيران تدار من قبل عصابة إجرامية غارقة في دعم وتصدير الإرهاب حتى أذنيها، وهي بذلك ليست حكومة سياسية كما يبدو للبعض، وليست دولة على الإطلاق وإنما تنظيم إرهابي يسيطر على مناطق واسعة ويحاول تقليد «مشية الدولة»، تماما كما يفعل تنظيم داعش عندما يدّعي أنه «دولة»، وعليه يمكن القول إن الفارق بين تنظيم داعش وتنظيم الملالي الحاكم في طهران هو أن الأول لم يحظ حتى الآن باعتراف الأمم المتحدة فقط.
نقلا عن ایلاف