أنقرة ( الزمان التركية ) – انتقد الكاتب الصحفي الكبير لافنت جولتاكين، من سيصوتون ب”نعم ” على التعديلات الدستورية والتي من المقرر أن يتم الاستفتاء بشأنها في 16 أبريل المقبل، والتي من شأنه حال إقرارها أن تحول البلاد إلى النظام الرئاسي، مشيرا إلى أن هذا التعديل حال إقراره سيدفع تركيا إلى طريق الانهيار.
وقال جولتاكين – في لقاء تليفزيوني – لا توجد دولة في العالم تمنح فيها كل الصلاحيات لرجلٍ واحدٍ تمكنت من الصمود، فهو من سيختار النواب، والوزراء، والقضاة، ورؤساء الجامعات، ومن يقوم بإعداد الموازنة، وسيصدر القرارات والمراسيم، ولن يكون هناك جهة قادرة على محاسبته إذا ارتكب خطأً صغيرًا وليس جريمة!.
وأوضح جولتاكين أنه في بعض الأحيان نحب بعض الأشخاص ونحترمهم ونثق بهم للغاية حتى أننا نعطيه مفتاح بيتنا ونخصص له مكانًا خاصًا، ولكن ماذا إذا طلب مفتاح غرفة النوم في يومٍ من الأيام؟!، مشيرا إلى أن
ما يحدث في تركيا الآن هو تسليم مفتاح غرفة النوم لشخص واحد، وأن النظام الرئاسي مؤامرة على أردوغان.
ورأى أن أردوغان غافل عن الأضرار التي ستلحقها التعديلات الدستورية بالبلاد، مشيرا إلى أن الجميع يمر بهذه الحالة في بعض الأحيان، حيث نفقد الاتزان عند الخوف الشديد أو الغضب الشديد أو الحب الشديد أحيانًا، مؤكدا ضرورة تعريضه لصدمة لإيقاظه، أو صفعه على وجهه حتى يفيق من خطئه، وحتى يعود إلى صوابه ويدرك ما يقوم به.
وتساءل هل هناك دولة في العالم منحت كل صلاحياتها لرجلٍ واحد وصمدت للنهاية ولم تسقط؟، مجيبا أنه لا توجد دولة في العالم من هذا النوع، بها نظام يفتقر إلى قضاء مستقل، ومؤسسات بلا سيادة، ولا تقوم على مبادئ الكفاءة والجدارة، ولا يراقب المخطئ والمجرم، ونظام يتلطخ وزراؤه بالفساد، ويعطل فيه البرلمان، ولا توجد صلاحيات للبرلمان في النظام الجديد.
وشدد الكاتب على أنه لا توجد دولة في العالم صمدت بعد أن منحت الصلاحيات كلها لرجلٍ واحدٍ، قائلا ” ما يحدث سينتج عنه انهيار للدولة التركية، وعندها لن يصمد أردوغان نفسه، ولا حتى أي منَّا سيمكنه الصمود، ولكن أردوغان سيكون الخاسر الأكبر مثلما حدث في سوريا والعراق وليبيا، إنها مؤامرة ضد أردوغان ولكن لا أعرف من مدبرها”.
وأشار الكاتب إلى أن هناك صديقا يعمل كبيرًا لمستشاري أردوغان، قال له إن أردوغان لم يخطئ فيما يفعل، بل هو يتعمد تقسيم البلاد، بينما ينشر تغريدات مادحة ومؤيدة للنظام الرئاسي، لافتا إلى أن معظم الأشخاص المحيطين بأردوغان على هذا المنوال، فهم يقومون بتمثيلية بهذه التصرفات، ولا يحاولون إلا إنقاذ أنفسهم، ويسيئون لأردوغان بما يفعلون