«إيلاف» من لندن: تحولت احتفالات الايرانيين بسنتهم الجديدة الى غضب واحتجاج وهتاف ضد النظام وحرق صور قادته .. فيما هتف السجناء السياسيون من زنازينهم بسقوط مبدأ ولاية الفقيه.
فقد حوّل المواطنون الايرانيون يوم امس الثلاثاء في مختلف المدن بما فيها طهران وشيراز ومشهد واصفهان وياسوج وشهر كرد، احتفالات نهاية السنة الايرانية، الى مشهد للمواجهات وابداء الغضب تجاه نظام ولاية الفقيه.
ففي طهران، اقيمت الاحتفالات بهذه المناسبة في ساحة مادر والدوارين الثالث والرابع في تهران بارس وساحتي انقلاب وامام حسين بألاعيب نارية على نطاق واسع. وفي الشارع الخامس في منطقة نيروي هوايي فجر الشباب المفرقعات أمام عجلات قوى الأمن الداخلي، ما أدى الى تحطيم القسم الأمامي للعجلات وسط مخاوف عناصر الامن، كما أحرق الشباب في تهران بارس صورًا كبيرة للزعيم الايراني الراحل خميني والمرشد الديني الاعلى علي خامنئي.
كما قام الشباب في منطقة نظام آباد بالاحتفال من خلال القفز على كومات النار وهم يهتفون “المفرقعات تطقطق وتقول يجب قتل الملالي”.
أما في مدينة مشهد، فقد ألقى الشباب المولوتوف على قاعدة لمؤسسة البسيج الامنية العسكرية في بلوار وكيل آباد للمدينة. كما في مدينة شهر كرد، أضرم الشباب النار في أنحاء مختلفة من المدينة وألقوا المولوتوف واشتبكوا مع قوى الأمن الداخلي.. كما في اصفهان، فقد كانت أصوات الانفجارات تسمع في أرجاء المدينة. وفي بانه، أقام المواطنون الاحتفالات بالمفرقعات والرمانات اليدوية وألالعاب النارية فيما امتنع عناصر الامن من الترجل من عجلاتهم خوفًا من غضب الشباب. وأما في مدينة ياسوج، فتسمع أصوات المفرقعات ونشاطات الشباب المتحمسة ضد النظام في المدينة.
واقيمت احتفالات نهاية السنة الايرانية في وقت انتشرت فيه القوات الامنية بشكل مكثف وتسيير دوريات راكبة في الشوارع، في مظاهر خلقت أجواء الرعب بين المواطنين. ونشرت وسائل الاعلام الرسمية خلال الأيام الماضية فتاوى بائسة صادرة عن خامنئي والمسؤولين الحكوميين بشأن تحريم احتفالات نهاية السنة الايرانية.. بينما هدد حسين اشتري قائد قوى الأمن الداخلي بأن الشرطة ستتعامل مع المخالفين والمتجاوزين تعاملاً صارمًا.
ونقلت وكالة أنباء “خانه ملت” الايرانية امس عن حسين ساجدي نيا قائد قوى الأمن الداخلي في طهران قوله ان الشرطة ستتعامل بصرامة مع المخلين بالنظام العام . ومع ذلك لم يستطع مسؤولو النظام اخفاء السبب الرئيسي لقلقهم وخوفهم من اقامة الاحتفالات الوطنية حيث قال بيغدلي عضو برلمان النظام: «يوم الأربعاء الأخير في السنوات الماضية قد خرجت من الحالة التقليدية وتحولت الى مراسيم خطيرة».
المواطنون ولاسيما الشباب سخروا من دجل مسؤولي النظام بلجوئهم الى ذرائع مثل قتلى كارثة حريق بلاسكو لمنع المواطنين من المشاركة في احتفالات نهاية السنة الايرانية فأقاموا الاحتفالات في كل حي وحارة لابداء كراهيتهم ازاء كل هذه الخدع والمحاولات التضليلية.
السجناء : ليسقط مبدأ ولاية الفقيه
ومن جهتهم، احتفى السجناء السياسيون في القاعة 12 للعنبر الرابع في سجن جوهردشت بمدينة كرج بالعيد الوطني لاحتفالات نهاية السنة الايرانية رغم كل المضايقات والضغوط والقيود المفروضة عليهم، رافعين شعار”الموت للديكتاتور” و”الموت لمبدأ ولاية الفقيه” و” اضرموا النار في جذور الولاية”، مبدين رفضهم للنظام الاستبدادي الديني الحاكم في ايران، بينما كان مسؤولو السجن قد حرموا السجناء من التشمس في الفناء منعًا من اقامة الاحتفالية.
آلاف المتقاعدين يحتجون على اوضاعهم المعيشية الصعبة.
وقبل ذلك احتج آلاف المتقاعدين في عموم البلاد بترديد شعارات “سئمنا من الظلم” و”أيها الطلاب والمعلمون والممرضون اتحدوا اتحدوا”.
فقد تظاهر آلاف المتقاعدين في طهران وسائر المدن ومنها مشهد وساري وتبريز واروميه ورشت ويزد وخرم آباد وقم وفردوس للاحتجاج على وضعهم المعيشي. واقيمت التظاهرة في طهران مقابل مكتب الرئيس الايراني حسن روحاني في شارع باستور وفي المحافظات مقابل بنايات منظمة المتقاعدين. وطالب المتظاهرون بتوحيد رواتبهم مع غيرهم من متقاضي المعاشات وتعديل بنية تأمين المتقاعدين والنهوض بمستوى معيشتهم.
واقيمت الاحتجاجات في وقت كانت القوات الامنية تهدد المتجمهرين باستمرار وتمنع التصوير والتقاط الصور، كما تعرض عدد من عوائل التربويين ممن شاركوا في الحركة الاحتجاجية يوم 9 مارس مقابل برلمان النظام للتهديد من قبل المخابرات.
المتظاهرون كانوا يهتفون “أيها الطلاب والمعلمون والممرضون اتحدوا اتحدوا” و”كل وعد أطلقتموه كان خاوياً وكل كلام أطلقتموه كان خدعة ورئاء” و”نحن ننتظر النتيجة نبقى هنا ولا نترك الساحة” و “لو انخفضت حالة اختلاس واحدة لتنحل مشكلتنا”
كما كتب على لافتات المحتجين “نئن من الفقر ومن التمييز” وناقمون على الظلم” و”كفى الفقر والتمييز” و” اسرعوا بدفع مكافأة نهاية خدمة المتقاعدين لعام 95″ وأعيدوا حقوقنا ولا تجعلونا ألعوبة بين أيديكم”.
وطالب المتظاهرون في بيانهم النهائي بتوحيد رواتب المتقاعدين ودفع سريع لمكافأة المتقاعدين لعام 95 الإيراني المتأخرة .. وقالوا “مع أن الكثير من زملائنا قد عاشوا بصعوبة كل سنواتهم التقاعدية وفارقوا الحياة تحت وطأة ضنك العيش متحسرين لبزوغ غد ناصع، الا أننا نطالب باستعادة حقوقنا الشرعية ولن نسكت حتى نيلها”… ثم أنشدوا النشيد الوطني “يا إيران، يا أرض اللآلي”.
نقلاعن ایلاف