ثمة تقارير سياسية ترى أن اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للجنرال جيمس ماتيس وزيرًا للدفاع، يعني عودة الخطاب التصعيدي الأمريكي في العالم.
إن اختيار الجنرال الذي لقبه ترامب بالكلب المسعور، لم يأتِ من فراغ، بل لشراسته كقائدٍ عسكريٍ، صلبٍ مولعٍ بالحروب.
وبحسب ما كتب عن حياته العسكرية، انضم إلى قوات المارينز في التاسعة من عمره، وقاتل في 3 حروب، عين رئيسًا لقيادة القوات المشتركة الأمريكية عام 2007، وتولى مسؤولية تحول القيادة العليا لحلف شمال الأطلسي، ورقي ماتيس إلى رئاسة القيادة الوسطى الأمريكية المعنية بالشرق الأوسط عام 2010، وأشرف على حربي العراق وأفغانستان قبل أن يحال إلى التقاعد في مارس 2013.
ونقلاً عن الكاتبة المصرية «ميرفت الحطيم» نشرت صحيفة «مورجين بوست» الألمانية تقريرًا عن وزير الدفاع الجديد بعنوان: ترامب يعين راهب الحرب وزيرًا للدفاع، حيث قالت الصحيفة أثناء الحملة الانتخابية، تحدث ترامب بإعجاب وبانتظام عن جيمس ماتيس العسكري الذي يعتبره ورقة رابحة في السياسة الأمريكية، ماتيس يقرأ كثيرًا ويملك مكتبة خاصة فيها 6000 كتاب.
أبعده أوباما من منصبه بسبب انتقاده لطريقة تعامل أوباما مع داعش السلبي جدًا والضعيف جدًا والصفقة النووية مع إيران.
وتضيف الصحيفة، إن ماتيس، لا يهتم بما يسمى بالاستقامة السياسية او الدبلوماسية في التعامل، ومعروف عنه القوة والذكاء الشديدين وغرابة الأطوار أحيانًا والتصريحات المثيرة للجدل.
وقد لعب دورًا رئيسيًا في معركة الفلوجة التي وصفت بأنها من أكثر المعارك دموية، ووجهت لماتيس اتهامت باستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا هناك.
ووفقًا لصحيفة: «ووسل ستريت جورنال» لم تكن إدارة أوباما تعطي الجنرال المتقاعد ثقة كبيرة في تصريحاته، وكانت تنظر له كمتحمسٍ لمواجهة عسكرية مع إيران وكانت تشعر بالارتياح لتقاعده، وبجانب إيران كان قرار سحب القوات الأمريكية من المناطق التي يشرف عليها ماتيس في الشرق الأوسط من أكبر القرارات الخلافية بينه وبين أوباما، حيث كان يرفض سحب القوات الأمريكية وفقًا لمنصبه كمسؤولٍ عن القيادة المركزية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط.
وعن مصر قال ماتيس لصحيفة «نيويورك تايمز» في أغسطس الماضي «تحتاج مصر من أجل قناة السويس معاهدة السلام مع إسرائيل كما نحتاجها في مواصلة القتال ضد عناصر إرهابية متطرفة، والتي تشكل تهديدًا على عملية انتقال مصر إلى مرحلة الحياة الديمقراطية وايضًا على المصالح الأمريكية».
وكما يشير مقال الحطيم في روز اليوسف «سفاح الفلوجة وزيرًا لدفاع ترامب» ماتيس يعتبر من الصقور لاسيما في موقفه تجاه إيران التي يصفها بالتهديد لاستقرار وسلام الشرق الأوسط، ويعتبر من القادة أصحاب الشعبية لدى قوات المارينز والقوات العسكرية الأمريكية عامة، يحفظ له محبوه بعض العبارات القاسية مثل «كونوا مهذبين ومهنيين، ولكن كونوا مستعدين دائمًا لإطلاق النار على كل من تلتقونه» و«من الممتع إطلاق النار على بعض الناس» هذه المقولة لم تخرج من شخص مضطرب نفسيًا او معاقًا ذهنيًا بل الغريب أنها جاءت على لسان وزير الدفاع الأمريكي الجديد!!
ماتيس قاتل في حرب الخليج، ثم انتقل إلى حرب أفغانستان، حيث كان من قادة المارينز وقد رقي في صفوف قوات مشاة البحرية قائدًا لفرقة من القوات الأمريكية في أفغانستان عام 2001.
في مايو 2004 أصدر أمرًا بقصف منزل «مقاتل أجنبي مشتبه به» بقرية عراقية، تبين بعدها أن الهدف كان حفل زفاف، مما أسفر عن مقتل 42 من الرجال والنساء، الذين كانوا يحضرون الحفل، وأكد الجنرال ماتيس أن مناقشة توجيه الضربة من عدمها استغرقت منه 30 ثانية!!.
ومن قراءة تاريخه العسكري في العراق وأفغانستان، يعتبر ماتيس مهندس الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط، وهو أميل إلى خيار المواجهات العسكرية، وهذا ما يجعل ترشيحه مثيرًا للتساؤل حول رسائل ترامب في الشرق الأوسط، والتي ترفع شعار «أمريكا أولاً»، وعمل بعد تقاعده مستشارًا في معهد «هوفر» التابع لجامعة «ستانفورد»، وسيصبح ماتيس الجنرال الثاني الذي سيقود وزارة الدفاع بعد الجنرال جورج مارشال عام 1950، بعد تفويض خاص من الكونجرس من أجل تسلم مهنته.
وفيما يتعلق بإسرائيل قالت صحيفة «ها آرتس» الإسرائيلية إن وزير الدفاع الأمريكي الجديد الجنرال جيمس ماتيس، وصف إسرائيل بأنها دولة تطبق سياسات مماثلة لحكومة الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، إذ أن المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية، تمثل أحد مظاهر سياسة الفصل العنصري، وقد حذر ماتيس مرات متعددة من أن الولايات المتحدة تتكبد تكلفة باهظة بسبب مساندتها غير المشروطة لإسرائيل.
ومع ذلك، يظل الاتفاق الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة، أهم بكثير من تصريحات ماتيس، وهو ما يخدم المصالح والإسرائيلية، على حساب الحل الحقيقي والعادل للقضية الفلسطينية.