خلال الساعات الماضية التي كانت القنوات والمواقع الإعلامية الإقليمية والعالمية تتسارع لنشر أخبار وقف إطلاق النار في سوريا، ركز الإعلام الرسمي وشبه الرسمي الإيراني، لاسيما المتشدد المقرب من الحرس الثوري والمرشد، على أخبار داخلية، مكتفيا بخبر قصير عن بدء سريان وقف إطلاق النار وترحيب مقتضب لوزير الخارجية محمد جواد ظريف.
ويرى محللون في الشأن الإيراني أن طهران تهمش دورها في اتفاق وقف إطلاق النار رغم تضحياتها الجسيمة في الأرواح والأموال، وأن روسيا أثبتت أن لها كلمة الفصل في قرار الحكومة السورية، وهو ما كان قد حذر منه المستشار العسكري للمرشد علي خامنئي يحيى صفوي عن تعاظم الدور الروسي في سوريا.
ويرى مسؤولون إيرانيون أن الروس يعملون على إضعاف دور طهران في سوريا، ويخشون من تحقيق المزيد من المكاسب لموسكو التي تمسك بكل أوراق اللعبة هناك، على حساب خسائر إيران المادية والبشرية الجسيمة في سوريا.
تجنب عبارة “الاتفاق الروسي- التركي”
هذا وتجنبت وكالتا “فارس نيوز” و”تسنيم” المقربتان للأمن والحرس الثوري الإيرانيين، ذكر عبارة “الاتفاق الروسي- التركي”، مكتفيتين بعبارة “وقف إطلاق النار في سوريا” دون الإشارة إلى دور موسكو وأنقرة في ذلك، وهو ما يشير إلى انزعاج الإعلام الإيراني من تهميش دور إيران في هذا الشأن.
ورغم مرور ساعات حساسة ومصيرية على وقف إطلاق النار في المناطق السورية، الذي قال عنه المستشار القانوني للجيش الحر إنه يشمل جميع المناطق وفصائل المعارضة ما عدا داعش، فإن “فارس نيوز” لم تذكر صباح هذا اليوم أي خبر عن وقف إطلاق النار، وهو الحدث الأول في الأزمة السورية.
أما على مستوى المسؤولين والسلطات الإيرانية فلم يسمع حتى الآن أي تصريح للمرشد، أو قادة الحرس الثوري، أو الرئيس حسن روحاني نفسه عن وقف إطلاق النار المعلن في سوريا ما عدا ما كتبه وزير الخارجية محمد جواد ظريف على صفحته في تويتر مرحبا بالاتفاق دون إعطاء أي تفاصيل عن دور بلاده في هذا الشأن.
رغم ذلك اتصل ظريف قبيل سريان اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا بنظيره الروسي سيرغي لاوروف، وهو ما نقلته وكالة “تسنيم” المقربة للمرشد دون إعطاء تفاصيل عن فحوى الاتصال ونتائجه.
نقلاعن العربیه